عرض مشاركة واحدة
قديم 25-08-2008, 11:31 PM   #1
ندى-2
عضو نشط


الصورة الرمزية ندى-2
ندى-2 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24369
 تاريخ التسجيل :  05 2008
 أخر زيارة : 28-08-2008 (08:53 AM)
 المشاركات : 52 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
فن الاحساس بالآخر(2)



تابع :فن الاحساس بالآخر
ويعرف باحث التعاطف وليم إكس William Ickes القدرة التعاطفية على النحو التالي: الاحتضان التعاطفي (من الذات نحو الآخرين) ليس أكثر من شكل من قراءة الأفكار الذي نمارسه في حياتنا اليومية....إنه على ما يبدو ثاني أكبر الإنجازات القادر عليها دماغنا، حيث أن الوعي نفسه هو الإنجاز الأكبر" فالتعاطف يمكِّننا مشاركة الآخرين حياتهم وتوسيع أنفسنا وبالحرف تجاوز حدودنا. فمن خلال تجاوز تفكيرنا لذاتنا و ونضع أنفسنا مكان الآخر فإننا لا نوسع عالم رؤيتنا فحسب وإنما أيضاً فهمنا لأنفسنا. التعاطف هو الرابطة التي تربطنا بالآخرين -إذ كنا سنكون بدون التعاطف إما فردانيين أو منغلقين ، منغلقين على أنفسنا. وبدون التعاطف لا يمكن أن يوجد التفهم، ولا علاقات دائمة ولا حميمية بين الناس
*******************
"أعرف ما الذي تحس به"، "أعرف ما يدور بداخلك"، - مثل هذه الجمل تساعدنا في بعض المواقف، إنا تعبر عن الحساسية Sensibility والمشاركة الوجدانية Sympathy، إلا أن التعاطف أكثر من مجرد هذا: فعندما نكون متعاطفين فإننا لا نمتص بصورة سلبية Passive المشاعر التي يعيشها الآخر الآن فحسب، إذ أن التعاطف أكثر من مجرد نوع من الواقع التقديري الذي نفكر ونشعر فيه كما لو كنا مكان الآخر. فالتعاطف يسأل: ما الذي يعنيه شعور ما؟ ما الذي أراه من خلال التبصر في العالم الروحي للشخص الآخر؟ لهذا يتطلب التعاطف -إلى جانب كل التشارك والإحساس بالآخر- درجة معينة من البعد. ويقول وليم إكس في هذا الصدد: التعاطف عبارة عن استنتاج مركب ترتبط فيه الملاحظة والذاكرة والمعرفة والتفكير من أجل الوصول لاستبصار في مشاعر وأفكار الناس الآخرين".
فمن يكون تعاطفياً أو متعاطفاً لا يذوب في مشاركة المشاعر أو لا يشارك الآخر الغضب والفرح. التعاطف يعني التعلم من الحوار - والتصرف بعد ذلك. التعاطف ليس هدفاً بحد ذاته. إذ أننا بمساعدته نوسع معرفتنا وذخيرتنا السلوكية ونحسن تفهمنا للعالم والبشر كي نتمكن من حل المشكلات بشكل أفضل وتجاوز الأزمات والتعرف على الأسباب الأعمق
التعاطف ليس أمراً احترافياً مقصوراً على المعالجين النفسيين أو الأطباء وإنما هو جزء من الذكاء الانفعالي الذي يجعل من العيش المشترك ممكناً و محمولاً في الحياة اليومية ويوسع في الحالات المثلى التفهم والتسامح والنجاح عند أولئك الذين يمارسونه.
إلا أنه لابد من التمرن على هذه القدرة أو المهارة المولودة و تحسينها وتطويرها، ولابد من عدم تركها تذبل أو تجميدها على مرحلة المشاركة الوجدانية.
التعاطف عمل نفسي أو جهد نفسي، أبعد من مجرد إحساس:"تسلق الجبال أو الوصول بالتعاطف نحو الكمال كلاهما عمل شاق و مرهق...فمن أجل الوصول للقمة نحتاج إلى نقاط استناد كثيرة و ومعالم طرق كثيرة"، كما يذكر عالمي النفس الاجتماعيين سارة هودغس و دانييل فيغنير Sara Hodges & Daniel Wegner******************************************** ********
فالمستمع المتعاطف يستجيب لكل موقف بحساسية، ولا ينساق وراء القوالب الجامدة و الأحكام المسبقة، ويسجل أدق التغيرات و أقل الأصوات انخفاضاً. و إلى جانب التدريب يتطلب التعاطف و معرفة الذات التركيز والانتباه بشكل خاص. ويطلق بعض الباحثين على هذا الانعتاق من فيض الشعور بوصفه "الأنا المُراقِب" تسمية ما وراء الاستعراف Meta cognition. وقد نصح سيجموند فرويد باتجاه مشابه نحو العمل العلاجي -الانتباه المُحلِّق بشكل حيادي". ويفضل بعض النفسانيين استخدام مفهوم "الوعي" والانتباه اللامتحيز للحالات النفسية للآخر والذات. ويعد هذا الانتباه الشرط الأولي للتعاطف.
ومن أجل إيجاد المدخل التعاطفي للآخرين علي في البداية ملاحظة أحاسيسي وسلوكي أنا: طيف أعبر أنن نفسي عن أفكاري ومشاعري كي أصل لقلب وعقل الآخر؟ كيف أظهر بالشكل الأمثل بأني "أفكر معه" بالفعل وأرغب بمساعدته؟.
إلى الحلقة المقبلةإن شاء الله
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس