25-08-2008, 11:40 PM
|
#5
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 24369
|
تاريخ التسجيل : 05 2008
|
أخر زيارة : 28-08-2008 (08:53 AM)
|
المشاركات :
52 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
وضع الحدود :
لا يعني التعاطف الإفصاح للآخر عن مقاصدنا من أجل أن ندفعه للمصارحة. يعتقد الكثير خطأ بأنهم عندما يروون شيئاً ما من حياتهم الخاصة أو من محيط مشاعرهم ("لقد مررت مرة بخبرة مشابهة") فإنهم يحققون بذلك أساساً من الثقة. إن من يروي شيئاً ما عن نفسه يمكن أن يحقق بعض الراحة على المدى القصير إلا أنه على المدى البعيد فإن هذه المصارحة المساء فهمها غير فاعلة. فكل إنسان يرغب في أن يرى أن مشاعره محترمة بوصفها مشاعر أو مشكلات فريدة من نوعها، ومن ثم فليس من المفيد عندما يؤكد له احدهم بأنه قد مر بالخبرة نفسها. وحتى عندما يبدو الأمر غير منطقي، إلا أن الحقيقة أن تبادل الحميمية يعيق التعاطف. فمن أجا التمكن من الإصغاء دون أحكام مسبقة علينا الانفصال لبعض الوقت عن خبراتنا: حتى عندما يبدو لنا أن كثير مما نسمعه معروف لنا، فعلينا أن نكون منتبهين، وكأننا نسمع قصة الآخر للمرة الأولى. وسواء كان ذلك في العلاج أم في الحياة اليومية: ينبغي للتعاطف أن يمكننا من اكتشاف الفروق الدقيقة بيننا -وفهمها- وتقبلها. فالتعاطف عبارة عن تفاعل معقد بين المشاركة و الإحساس بالآخر (مشاركة الآخر المشاعر) من جهة و الاستقلالية والبعد Distance من جهة أخرى. -إنها توازن بين الالتزام ودور المراقب الموضوعي: إنها معرفة أين يتوقف "الأنا" ويبدأ "الأنت"، حتى في أكثر العلاقات حميمية. ومن أجل أن نكون حساسين علينا ألا نكون جزءاً قصة الآخر.
في دراسة حول فاعلية باعي سيارات الفورد ظهر أن الناجحون يتميزون عن زملائهم الأقل نجاحاً، بأنهم لا يتماهون مع الزبائن وإنما بقوا محتفظين بمسافة داخلية. وبما أن الإصغاء التعاطفي يعد كفاءة محورية للبائعين فإنهم يستطيعون استشفاف الحجج والاستراتيجيات التي يمكن أن تقودهم للهدف -أي لعقد الصفقة في هذه الحالة.
*********************************************
تقويم الآخرين بشكل صحيح :
يتطلب الإصغاء التعاطفي تبني رؤية الآخر للعالم دون نظريات أو فرضيات مسبقة حول الآخر. من أجل خبرة حقيقته الذاتية التي هي الحقيقة حول نفسه. فنحن لا يمكننا أن نعرف شخصاً ما بالفعل لم نكن قد أصغينا إليه قبلاً لفترة طويلة و بشكل مركز. وهنا يساعدنا من التأكد بين الحين والحين فيما إذا كان شريك المحادثة يشعر بأنه مفهوم بالفعل، وفيما إذا كان يعتقد بأنه قد عبر عن كل ما يعتبره مهم بالنسبة له. ويقترح كارل روجرز مؤسس العلاج النفسي المتمركز حول المتعالج استراتيجية خاصة بهدف تحسين فن الإصغاء. ففي نقاش ما أو جدل ينبغي استخدام القواعد التالية:" لا يحق لأي شخص أن يتحدث عن نفسه، قبل أن يكون قد أعاد أفكار ومشاعر محدثه أو محدثته بدقة" فعلى كل مصغ أن يكون إذاً قادراً على تلخيص رؤية أو وجهة نظر الآخر بدقة. ويشير روجرز في كتابه بعنوان "On Becoming a Person":"أيبدو ببساطة غير حقيقي؟ ولكن عندما تحاول فسوف تستنتج أن هذا من أصعب ما قمت به في حياتك. إلا أنك عندما تكون قادراً على تبني منظور الآخر فلا بد لك من أن تغير رأيك بشكل كبير. وسوف تلاحظ كذلك كيف يهدأ التوتر في المواجهة فجأة و كيف تختفي الفروق، وما يتبقى من الفروق يصبح أكثر وضوحاً وعقلانية".
**********************************************
يتبع
|
|
|