عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-2008, 12:04 AM   #7
LO00OZ
عضو


الصورة الرمزية LO00OZ
LO00OZ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22204
 تاريخ التسجيل :  11 2007
 أخر زيارة : 14-05-2011 (08:15 AM)
 المشاركات : 16 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



الحوراني
:
:
اسمح لي سيدي أن أدلي بدلوي معك هنا
لست أزعم أنني سأقدم شيئاً جديداً .. ولكن مشاركتي هذه هي جزء من رسالة كتبتها
(إلى مطلقة) استشارتني في أمرها .. أجريت عليها بعض التعديلات .. لتبتعد عن الخصوصية.
:
:
:
كنت أتساءل منذ فترة .. المرأة التي تحمل لقب (مطلقة) .. بعدما حملت قبلها كأي واحد فينا مجموعة من الألقاب بعضها يذهب بذهاب المناسبة اللي منح فيها .. والبعض الآخر يأخذ صفة الاستمرارية ..
فلانة الطفلة .. فلانة الحبوبة .. فلانة الطالبة .. فلانة المخطوبة .. فلانة العروسة .. فلانة الأم ...... فلانة المطلقة ..
وإن واصلت أيتها المطلقة دراساتك الجامعية فلربما تصبحين فلانة الدكتورة .. وفي أكثر الحالات نستطيع تقديم اللقب .. الدكتورة فلانة .. أو المطلقة فلانة ..

ثم إني تسائلت أي الألقاب تحب المرأة أن تحمله في حالة خيّرت بين ثلاثة ألقاب فقط .. ليكون قدرها ..

العانس ..
الأرملة ..
المطلقة ..


الخيارات بين سيئة وأسوأ .. أعلم ذلك .. ولا أحد يتمنى أن يختار أحدها .. كلنا يود أن يختار أفضل الأقدار لنفسه وأن يستكثر من الخير (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) .. ولكن يضل هذا واقعنا الذي نعيشه ..والذي يفرض نفسه علينا تارة ونفرضه على أنفسنا تارة أخرى .

العانس: لقب تخافه البنات .. وتكرهه النساء .. ويستاء منه الآباء .. ويحاربه المجتمع ..

أجزم أنه أسوأ الثلاث حالات مشاعراً سلبية .. (والله العالم)

إذا كان هناك رجل واحد يقول لكِ اليوم (أنتِ بايرة) ففي حالة العنوسة .. سيقولها لكِ العشرات وربما المئات وربما الألوف .. يعتمد على شهرة المرأة (فلو كانت في مركز مرموق سيصل العدد للآلاف) ..
نعم العبارة سيئة حتى ولو قيلت من شخص واحد .. ولكن أيهما تفضل المرأة أن تسمع تلك المقولة من لسان واحد أم من مئات الألسنة؟ .. من وجه واحد أم من مئات الوجوه ؟

مالم تسلقك به ألسنتهم الحِداد ستنبأك عنه وجوههم .. مابين شامت ومشفق ومستهزئ .. مالم تعبر به وجوههم ستخبرك به عيونهم ..

أنتِ عانس .. بايرة .. غير مرغوب بها كأنثى .. وهاتك يا تعبيرات يجدنها النساء بمكر وبغير مكر ..

فهل تودين أنك كنتِ تحملين هذا اللقب؟

إن كان لكِ أطفال من هذا الزواج أنظري إلى وجيههم .. تأملي لعبهم وفرحتهم .. تأملي الفراغ الذي يملونه في حياتك .. هل كنتِ لتختارين أن تكوني عانس على الوضع الذي أنتِ فيه الآن؟

الأرملة: قدر الله الذي لا يرد .. ومشيئته النافذة .. وآجالنا المخفية علينا .. أصاب تفاحة القلب وحبيب العمر .. فخطفته المنيّة .. (إنا لله وإنا إليه راجعون) .
ربما هذا اللقب أقلها سلبية بين البقية .. ولكن يبقى سؤالي ..
هل كنتِ تتمنين لو خيرتِ (بغض النظر عن صفات الزوج) أن تكوني أرملة ؟
هل كنت لأتمنى موت من أحب في حادث مفجع أو مرض مؤلم أو سكتة مفاجئة تصيبنا في الذهول؟
هل كنت أن أتمنى الموت لحبيب القلب ولأبو أولادي ولعشق عمري؟
هل كنت أتمنى له الموت لأقدمه قرباناً لسعادتي؟

المطلقة: الأمر الواقع .. الحياة الخانقة .. النظرات المشفقة .. الوجيه الشامته .. الأرجل الهاربة خوفاً من العدوى .. حديث الناس ..
لن يكون هذا خياراً .. لأنه الواقع .. ولكن هل كنتِ ستختارين لو خيّرتِ بين الثلاث خيارات؟

لا أعلم إجابتك .. نعم أم لا
لكني أعلم أنه قرار صعب .. أن يختار الشخص مصير كهذا ..

وأعلم أن الناس تنظر للمطلقة نظرات الريبة والشكك ..
نظرات الخوف من العدوى ..
نظرات الخوف على رجالهم منها ..
:
:
المطلقة تحيط بها علامات استفهام كثيرة .. بعضها غامض وبعضها واضح .. وعليها وحدها الإجابة على تلك الإستفهامات .. حتى لو لم توجه لها .. ولكنها تدار في الخفاء .. تحاك في النفوس .. تقذف في الظهر ..

المطلقة في أحسن الحالات تستقبل بابتسامة صفراء .. وتودع بزغاريد القلب متى ما ذهبت ..
لا أقول أن هذا واقع كل المطلقات .. ولكنه أغلبهن ..

فقط يعتمد هذا الواقع .. على مدى تنبئها بتلك الإستفهامات .. والتحرك في إجاباتها .. لتخرس الألسنة .. وتلقم كل فم مفتوح حجراً يناسبه ..
:
الطلاق .. لماذا حدث؟ .. ومن المسئول عنه؟
الزوج أم الزوجة .. وهل سيفرق الأمر والنتيجة واحدة؟
ومن الذي يتحمل تبعاته؟

للأسف أننا في مجتمع .. يدلل الرجل ويظلم المرأة في هذا المجال .. لم تكن تلك نظرة الإسلام .. ولا رؤية الإسلام .. ولا حكم الإسلام ..
ولكنه المجتمع الذي العربي الذي يعز الرجل .. ويقدس الرجل .. ويستحقر المرأة .. ويتعامل معها على أنها من سقط المتاع ..

ولست هنا بصدد وضع الرجل في قفص الاتهام و تبرئة ساحة المرأة .. ولكنني أرغب فقط أن ننظر بواقعية وعقلانية للأمور .. وفي نسقها الصحيح ..

إن الإجابة على (لماذا حدث الطلاق؟) سيكون ضرب من الجنون لإختلاف الحالات وتنوع المسببات وتراكم الأحداث ..

ربما يكن السبب كبير .. وحدث مفاجأ ..
وقد يكون السبب صغير جداً .. ولكنه مجموعة من التراكمات .. مجموعة من الحصوات الصغيرة التي كوّنت جبلاً .. مجموعة من القطرات التي شكلّت سيلاً جارفاً لا يبقي ولا يذر ..
ربما يكن السبب .. قشة بسيطة تافهة .. لكنها قصمت ظهر البعير ..

وأعجب الحالات .. حالات لايعرف الزوج لما طلّق .. ولا المرأة فيما طلقت ..

والنتيجة واحدة .. الطــــــــــــــــــــــــــلاق
أبغض الحلال إلى الله ..
ووصمة في جبين المرأة ..

هل سألتِ نفسك أيتها المطلقة من سبب الطلاق؟
بطبيعة الحال .. ستقول المرأة أنه "هو" أي الزوج .. هو السبب .. هو الجاني .. هو .. وهو .. وهو .. الخ ..

ولكن ماذا سيقول الرجل؟
أيضاً سيقول .. "هي" أي الزوجة .. هي فعلت .. هي تركت .. لم تحافظ على بيتها .. هي .. وهي .. وهي .. الخ ..

عندها سندخل إلى حلقة مفرغة من تبادل الاتهامات .. وإلقاء اللوم كل اللوم على الطرف الآخر .. ناسين قول الله عز وجل (ولا تنسوا الفضل بينكم)

تلك حالات على الأغلب .. وإلا يوجد من المطلقين والمطلقات .. من يعترف بخطئه .. ويقر بتقصيره .. ويندم على تفريطه أو إفراطه .. وأرقى منهم وأنبل من يقر لصاحبه بالفضل ويعترف بإيجابياته .. ويحفظ له مكانته.


الآن دعيني أتجاوز الأسباب والمسببات ..
ودعيني أتجاوز تحميل المسئولية لأحدكما ..

وقع الطلاق .. ثم مـــــــاذا؟
كيف سأتعايش وأنا أحمل لقياً جديداً وصفة جديدة .. وقلباً محطماً .. ومشاعر محترقة .. وجسد ذابل مهترئ ..


هل هذه نهاية الدنيا؟
هل هذا آخر المطاف؟
هل توقفت الحياة؟


سيدتي .. دعيني أقول لكِ .. لم تنتهي الدنيا .. لم تتوقف الحياة .. ولم نصل آخر المطاف ..

لستِ أول مطلقة في التاريخ ..
ولن تكونين آخر مطلقة ..
ولن يكون وضعك أسوأ وضع بين المطلقات ..

ربما ترضين أن تكوني مطلقة .. ولا ترضين أن تكوني عانس ..

مازال في الرزق متسع ..
ومازال في الأيام سعادة ..
ومازال الخير ينتظر ..
ومازال الأمل يشع بريقه ..
الدنيا بخير ..

والرب غفور رحيم .. بابه مفتوح .. يهب المغفرة والسعادة والطمأنينة والرزق ..
يرزق من عصاه .. فكيف بمن أطاعه؟
ينعم على من لم يطرق بابه .. فكيف بمن طرق بابه؟
(أدعوني استجب لكم)
(فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان)


الله لم يسجنا .. فلماذا نسجن أنفسنا؟
لم يعذبنا .. فلماذا نعذب أنفسنا؟
خلق الدنيا بالألوان .. فلماذا نراها فقط بالأبيض والأسود؟
لماذا نعيش في وهم أفكارنا؟ وفي نظرات عيون الآخرين؟
لماذا نحفر قبورنا في ضلوعنا وننتظر الموت؟
لماذا نُري الناس الجانب السيئ الواحد فينا ولا نريهم الجوانب المشرقة الأخرى؟
بينما هم يظهرون لنا الجانب المشرق الواحد فيهم ولا يرونا الجوانب السلبية المتعددة فيهم؟

أنظرات الآخرين وشفقتهم هي البلسم الذي نبحث عنه؟
أأبتساماتهم الصفراء وخديعة طبعهم اللئيم المسكن الذي نحتاجه؟

لا أظن ذلك سيدتي .. ولو كان فاعلمي أنك تسيرين في الطريق الخطأ ..
:
إذاً ما العمل؟ .. ما الحل؟
هل هناك طرق للتعايش مع الناس بأمان من ألسنتهم الحارقة وقلوبهم المحرقة؟

نعم .. نعم هناك ألف طريقة وطريقة .. هناك ألف وسيلة ووسيلة ..وكلها تستمد من ثقتنا بأنفسنا .. من ثقتنا في سلامة موقفنا ..
ثقتنا بأننا جبال شامخة لا تهزها رياحهم ..
أننا مستغنون بالله عز وجل عنهم وعن ما في أيديهم ..
:
:
:
سيدي الكريم .. هذا ما اقتطفته من الرسالة .. أتمنى أن يكون بها فائدة
:
:
تقبل مروري .. وتقديري
:
:
:
أخوك
لـــــــــوز


 

رد مع اقتباس