عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-2002, 01:18 PM   #13
Engineer
عضو نشط


الصورة الرمزية Engineer
Engineer غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1104
 تاريخ التسجيل :  01 2002
 أخر زيارة : 15-09-2009 (11:36 AM)
 المشاركات : 145 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أختي الفاضلة واهمة لا أدري ما أقول لك و لكن حتى الرجال تأتيهم لحظات ضعف تتهاوى فيها الدموع كما أطلقتي عليها أنهار الخدود و لكن يحاول الرجل جاهداً أن يحتفظ بلحظات الضعف هذه له وحده و لا يظهر عليها أحداً و خصوصاً زوجته.

بكل صراحة أقولها إن الدموع تساهم مساهمة فعالة في إراحة النفسية للشخص المكتئب و بكل حال من الأحوال لا تساوي صدراً حنوناً يلجأ إليه الشخص لكنها تجعل للآه معنى آخر و الزفرة تخرج من القلب ممتزجة بنشجات تجعلها تخرج متقطعة و كأنها تنم عن قلب الشخص المتقطع كمداً و حزناً.

أتيت من العمل في يوم من الأيام و أخبرتني زوجتي أن هناك حادث أصاب أحد أبناء عمي و هو أحد أصدقائي الملازمين لي و الذي أقضي معهم أغلب الأوقات و لماً رأت فيني جسارة أخبرتني بأنه قد مات...

لم تتغير التعابير في وجهي بتاتاً و قلت يرحمه الله و خرجت و لما ولجت إلى السيارة و انزويت وحيداً في أجد الطرقات تفجرت عيناي باكيتان و خرجت الآه تتبعها آهات و آهات...

بكل صراحة لا أدري كيف استطعت إخفاء شعوري بالضعف و الحاجة للبكاء أمام زوجتي...

مرت الأيام و عرفت أن الذي ذهب لن يعود و كل ما أعمله له هو الدعاء و الصدقة و ذكره بالخير..

أختي الفاضلة لقد قمت مع بعض الأصحاب من عمل مساهمة في بناء مسجد عن طريق أحدى الجمعيات الخيرية و قد بني المسجد الذي أطلقنا عليه اسم ابن عمنا رحمه الله في الهند و بعد تمام بناء المسجد أحضرت الجمعية الخيرية لنا صوراٌ تبين مراحل البناء و صور الناس و هم يصلون في المسجد و هذا العمل جعل من يصلي في هذا المسجد يترحم عليه و يدعو له أيضاً.... فهلاّ قمتم بفعل نفس الشيء لوالدك رحمة الله عليه.

ها هي الأيام تنطوي و تتبدل الأحوال و كلنا نعلم أنه لن يعود و كل أملنا أن نلتقي معه في نعيم الجنة.

أختي الفاضلة ليكن موت والدك رحمه الله دافعاً لك لفعل الخير و لكن اتركي عنك هذه الوساوس و هذه النداءات التي تنادين بها والدك فهو إنشاء الله في مكان أفضل من مكاني و مكانك و نسأل الله أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى في الجنة بصحبة المصطفي صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم و ليكن ديدنك هو عمل الخير و إيقان أنه ذهب إلى غير رجعة لأنه لو خيّر بين مكانه و ما هو فيه من خير لا نجدينه راغباً في العودة لهذه الدنيا الفانية.

أختي الفاضلة و الله إن أحوال الأمة تجعل الأحياء يتمنّون أنهم أموات و أنهم لم يلحقوا لهذا العصر الذي أهين فيه المسلمين إلى درجة لم يصل إليها حتى كرمك الله الحيوانات.

المسلمين يذبحون بأيادي باردة و ردود الدول الإسلامية أشد برودة من أيادي اليهود الذين يذبحون في أخواننا الفلسطينيين.

أختي الفاضلة أسأل الله أن يخفف عنك كل هم و بليّة و أن يرزقك الصبر و السلوان و أن يرحم موتانا و أن يعافي مبتلانا و أن يجعلنا ممن يجتمعون تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله إنه ولي ذلك و القادر عليه.

تحياتي و تقديري للجميع


 

رد مع اقتباس