الموضوع: قصتي المجنوونة
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-2008, 02:51 AM   #41
شمس وقمر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية شمس وقمر
شمس وقمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3094
 تاريخ التسجيل :  12 2002
 أخر زيارة : 18-08-2009 (04:13 PM)
 المشاركات : 290 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
عندما نتعامل مع المخطيء من أي صنف نكون؟؟؟



عندما نتعامل مع المخطىء ، من أي صنف نكون ؟
الصنف الأول : المُنظِّر .
وصفه : والذين يبقون يتحدثون عن أشياء غير واقعية ، ويضعون افتراضات غير حقيقة ، ويقولون ، من أن يكون كذا وكذا ...
دافعه : هذا الصنف من الناس عندما يتحدث عن ذلك فإنما يريد اشباع رغبته في الكلام ، وتطمين نفسه بأنه عضو فاعل في المجتمع يريد أن يحل مشكله .
نتيجة عمله : هذا النوع من الناس لن يحل مشكلا ، أو يغير منكرا. لن يحدث تغييرا ، أو يضيف جديدا. مضيعا لوقته في أعمال غير نافعة ، بل يصل في بعض الأحيان إلى اشغال أوقات الآخرين .
الصنف الثاني : المطنش المعاشر .
وصفه : أناس لايأبهون بما يقع فيه الآخرون من محرمات أو أخطاء ، ومع ذلك يصادقونهم ويحابونهم. يتضاحكون ويتسامرون ويتجالسون ، وإذا افترقوا ذهب هذا الصنف لأداء العبادة بينا يتجه الآخرون لفعل المحرمات . شعارهم لن تضرني سيئات الآخرين طالما أنا صالح .
دافعه : هذا الصنف من الناس دافعه إلى الميل إلى هذا السلوك ؛ هو التمتع بمجتمع عريض ، وأصدقاء متنوعين مختلفين حتى وإن كان ذلك على حساب اختيار اصدقاء سوء لمجرد الأنس بفكاهتهم وسواليفهم .
نتيجة عمله : شعور أصحاب المعاصي أن مايفعلونه أمر اعتيادي ، وأن ماينتهجونه لايؤثر على علاقاتهم بالآخرين. هذا النوع من الناس على خطر عظيم ، ومشابه لبني اسرائيل عندما حلت عليهم اللعنة من رب العالمين ، قال تعالى : (( لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون ))
الصنف الثالث : المُعرض الصاد .
وصفه : أناس عباد زهاد ، ولانزكيهم على الله تعالى ، مهتمون منشغلون بأداء عباداتهم . إذا رأى أحدا على منكرا قاطعه وهجره ، وابتعد عنه ؛ ولايراه إلا محاربا عدوا لله ولرسوله وللمؤمنين .
دافعه : هذا الصنف من الناس دافعه إلى ذاك العمل ، هو النجاة والهروب بدينه على أن لا يلوثه أصدقاء السوء. يهدف إلى اختيار أصدقاء صلاح ، فارا من أصحاب السوء فراره من الأسد . هم لايمثلون شيئا بالنسبة له ، يعتبرهم كائنات تافهة ينبغي احتقارها والصد عنها.
نتيجة عمله : ينتج عن هذا السلوك ؛ ازدياد أصحاب المعاصي والذنوب في غيهم وطغيانهم ؛ معانادة ومكابرة لأولئك المحتقرون لهم. بل يصل الحد بأصحاب المعاصي أحيانا إلى تعمد فعل المنكر أمامهم لإغاضتهم وقهرهم . هذا الصنف من الناس على خطر كسابقيهم أيضا ، فقد جاء في الأثر : أن الله تعالى أمر ملائكته بإهلاك أهل قرية ؛ فقال الملائكة : يارب إن فيها عبدك الصالح فلان ؛ فقال الله تعالى : به فابدأوا ؛ فإنه كان يرى المنكر ولايغيره.
الصنف الرابع : الزاجر الناهي .
وصفه : قومُ عباد زهاد ، ولانزكيهم على الله ، مهتمون منشغلون بأداء عباداتهم . إذا رأوا أحدا على منكرا زجروه ونهروه ؛ " اتق الله ، تب إلى الله ، إن ماتفعله حرام ، تب وعد إلى الله " ، يحذرون الناس ويرهبونهم مما يقعون فيه من محرمات ، ومخالفات .
دافعه : هذا الصنف من الناس دافعهم ، هو الغيرة على دين الله تعالى ، يهدفون إلى النهي عن المنكر ، متمثلين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( من رأى منكم منكرا فليغيره... )) ، لايألفون أصحاب المعاصي ، يزجرونهم إذا رأوهم على خطأ .
نتيجة عمله : أناس على خير ، ولكن في أغلب الأحيان ، وخصوصا مع شريحة الشباب ، لايتقبل العاصي أن يزجره أو ينهره أحد ، وخصوصا من أقرانه؛ فالنفس البشريه تكره الأوامر المباشرة. في أكثر الحالات إلا من رحم ربي ، قد يزيد هذا السلوك من معصية العاصي ؛ خصوصا عندما يشعر أن الزاجر يزجره بعلو وفوقية .
الصنف الخامس : المحتوي ، الداعي بالتي هي أحسن.
وصفه : أناس على خير عظيم ، عباد زهاد ، ولانزكيهم على الله ، شعارهم : حب لأخيك ماتحبه لنفسك ، منهجهم : ((وجادلهم بالتي هي أحسن)) ، سلوكهم : (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )). يعملون في السر والعلن للتوجيه والإصلاح بقدر المستطاع . يعترفون بواقع أصحاب المنكرات ، وأنهم على خطأ ، ولكنهم لايشعرونهم بالاحتقار والدنو . يتعاملون معهم ، كما يتعامل الفرد مع عضو من أعضاء عائلته . يعون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( والله لو لم تذنبون لذهب الله بكم ثم أتى بأناس يذنبون ثم يستغفرون الله)) . يعلمون أن النفس الإنسانية ضعيفة ، تضعف أمام شهواتها ، فتحتاج إلى من يشد من أزرها ، ويؤازرها ويقودها إلى بر الأمان . يبتسمون ابتسامات صادقة في وجوه الآخرين ، يحبون الآخرين.
دافعه : أناس دافعهم الغيرة على دين الله تعالى ، متمثلين بقول الله تعالى : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) . يحركهم إلى نصح وتوجيه الناس حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( والله لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه )) ، يشغلهم دوما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( المجتمع المسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا )) .
نتيجة عمله : يحبهم الناس ، يألفهم ويقبلهم الآخرون ؛ لتواضعهم ، وأدبهم ، وأخوتهم ، وحكمة منهجهم وطريقتهم . يستحيي أصحاب المنكر من فعل المنكر أمامهم ، يقبلون منهم ربما على استحياء في بادء الأمر إذا نصحوهم ، وبعد قد يزدري أصحاب المنكر أنفسهم بأنفسهم ، وماذاك إلا من حسن تعامل وتوجيه أصحاب الصلاح لهم. يحس أهل المنكر بأن هؤلاء الناس إخوة حقيقيون لهم. تتقارب القلوب من بعضها ، وتألف النفوس بعضها ؛ وبذا يسلكون بسفينة المجتمع سبل السلام .
.......
لمحة
يجب أن يتفهم المسلم شيئا مهما في تعامله مع إخوانه ، أبدا لايعني أن أخوك المسلم إذا أخطأ أو ارتكب منكرا بأنه قد كفر بالله عز وجل ، وأنه محارب لله ورسوله ، وأنه وأنه ، بل لايزال مع ذالك مسلما ، ولذا عرف الايمان بأنه اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح ، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان . فالإنسان إذا رأى أخاه على خطأ أو منكر ، فليحسن التعامل مع أخيه ، وليعامله وكأنه أخ له من أبيه وأمه ارتكب خطأ ما ؛ فليعالجه بالتي هي أحسن.
-منقول-


 

رد مع اقتباس