عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-2002, 10:35 AM   #9
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


(( تعرفون وين المشكلة هي اننا نعرف نحكي لما ينطرح موضوع زي كذا ولكن عند التطبيق شف الناس ولا كنهم هم اللي كانوا يتكلمون في كيفية طرح النقد البناء ))

------

أذكر أيام المدرسة.. كانت الطالبة التي تقوم لتحل مسألة على السبورة..تبدأ الكتابة من اليمين باتجاه أفقي مستقيم.....لكن مع استمرارها في الكتابة ما تدري الا الخط صار يطلع فوق أو ينزل تحت عن الخط الأفقي المستقيم ،، الذي طبعا هو خط وهمي..

المهم..

كنا نحن الطالبات البعيدات عن السبورة نرى ذلك الانحناء في مسار الخط..

أما الطالبة التي تكتب على السبورة فلا تراه..

------

الآن..

احدى الطالبات نبهتها الى انحناء مسار خطها..

لكنها ترفض أن تستمع..و مصرة على أن مسار خطها مستقيم..

------

الآن..

بعدما انتهت من حل المسألة..

تعود الى مكانها..الذي هو بالطبع بعيد عن السبورة..

و بالتالي ترى الآن جيدا الانحناء في مسار خطها..

فتعترف بخطأها..

------

المغزى من ذلك الكلام..

أننا عندما نخطىء ، أحيانا نكون قريبين من خطأنا ذاك الى الدرجة التي تمنعنا من رؤيته على حقيقته..فنظل نعتقد طوال الوقت أننا على حق..

الى أن :

1 - ينبهنا أحدهم بأسلوب حكيم ، بأسلوب لا يكتفي فقط بالاشارة الى الخطأ ( الذي يراه هو و لا نراه نحن ) ، و انما بأسلوب ينجح فيه بأخذنا الى موقعه الذي منه سنرى خطأنا على حقيقته كما رآه هو..فنقتنع و نتراجع عن اصرارنا..

2- أو الى أن نبتعد نحن عن خطأنا عاجلا أم آجلا ( فلا أحد يبقى أمام السبورة الى الأبد ) و عندها نتفاجأ بخطأنا لكن بعد فوات الأوان..
فالسبورة ستكون قد امتلئت بكتاباتنا المنحنية..

------

النقد اذن يحتاج تعاون من الطرفين..

الناقد و المنتقَد..

الناقد عليه أن يحاول ابعاده عن فعلته أو مقولته ليرى جوانب الخطأ فيها و التي لم يكن ليراها عندما كان بقربها..

و المنتقَد ( بفتح القاف ) عليه أن يتنازل و يقبل الابتعاد عن فعلته أو مقولته تلك حتى يرى جوانب الخطأ فيها..

------

ما يفعله البعض من تجريح للآخرين و تتبع لأخطائهم و الاشارة اليها بمناسبة و بدون مناسبة...فهؤلاء لا ينتقدون أبدا..و انما هم يثبتون تفوقهم و جدارتهم بأسلوب ضعيف..بأسلوب التسلق على أكتاف الآخرين..

فهم لا طريقة لديهم لتحقيق تميزهم الا بهذا الأسلوب الجبان..

و يغلفون أسلوبهم الدنيء هذا بغلاف الانتقاد..

و هم أبعد ما يكونون عنه..

و الدليل عدم تقبلهم للانتقاد اذا وُجّه اليهم..

------

انهم لا ينتقدون..

انهم فقط يتنافسون في تحقيق تفوقهم و تميزهم بذلك الأسلوب الرخيص


------

احدى قريباتي فيها هذا الطبع..

و الجميع يلاحظه عليها..

فهي لا تجلس في مكان الا و تنتقد..

تنتقد كل شيء..

هي تحاول أن تجمل من أسلوبها..و تظهره كما لو كانت فعلا حريصة على من تنتقده..

لكنها تفضح نفسها بنفسها عندما لا تتقبل الانتقاد عندما يُوجّه لها..و تستميت في الدفاع عن خطأها..

هي بحاجة الى من ينتقدها على أسلوبها الدنيء هذا..

و السؤال هو كيف نبعدها عن هذا الخطأ لتراه على حقيقته ؟

------

الناقد الحقيقي هو ذاك الذي لا يرجو من وراء انتقاده الآخرين تحقيق التفوق و التميز عليهم..

و هو الذي يقبل الانتقاد اذا وُجّه اليه يوما .


 

رد مع اقتباس