عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-2008, 05:37 AM   #1
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 12-12-2024 (10:00 AM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
القصة الكاملة ( من الواقع الى الأمل)



الواقع الى الأمل ...



العنوان : من الواقع الى الأمل
المكان : في كل مكان
الزمان : قبل أكثر من عشرين عاما
القصة : على لسان طفلة بدون إسم

قصص واقعيه ، تعج بها البيوت والقلوب ،، تصلك عبر المشاعر ، عبر

الأثير ، تصلك كيفما تصلك ، بقصاصات ورق تلملمها من هنا وهناك في

مكتبتك الخاصه ، من خلال هاتفك أو بريدك ، تصلك حيثما كنت ،

قصص تبكيك وتشعرك بالإحباط احيانا ،، جريمة تقع كل يوم ومنذ

القدم ، والحاكم هو نفسه الجلاد ، والمتهم طفله تكبر كل يوم أمام

مرآتها ، ولا ترى غير تصاريف الزمن على الوجه الحزين ، طفلة حين

تعرف اسمها يتخيل لك أنها تعيش في النعيم ، ويتخيل لك أن حجرتها

مفعمة بالدفء ، وسريرها مغطى بريش النعام ، وما أن تقرأ القصه

حتى تتأكد أن الألوان هناك ليست كالألوان ، والسرير ذاك ليس بريش

نعام ، جدران الحجرة تتلون ، ولكنها بين الأسود داكن والأسود بارد

ويختلطان احيانا ، تأتيك الرسالة من عين تدمع والعين الأخرى فيض

من حزن ، من قلب منفطر ومشاعر تبكي ، من لسان كألسنة البشر،

لكن لا ينطق إلا حزنا ، وشفاه ككل الشفاه لكنها تتشق إن ابتسمت

لقلة تبسمها ، من جسد انهكته الأيام وصروف الأيام ، وانهكته بعض

تقاليد بالية ، ووحوش لم نجد الى الآن محكمة تليق بجرمهم ، فلا

الشمس بعيني الحزينة شمسا للدفء ، ولا الربيع ربيعا ، ولا لون ولا

اريج للزهور عندها ، وحجرتها خالية غير السرير والمقعد المحجوز

للحزن الأبدي ، مقعد واحد فقط ، يجلس عليه هذا الشيء الكئيب

الضيف الثقيل ، لا يسمح لغيره ، ينام ويصحو عليه ، وتنام هي وتصحو

وهو جاثم على المقعد امامها ، لا تنفك تحزن بعد كل لحظة أكثر ، فتاة

هي عاركت الدنيا وتعاركت مع الحياة بمرها فقط ، ونهشتها الذئاب

قبل أن تلمح الحملان ، صغيرة هي لكنها ما عادت كذلك ، عيناها

تفتحتا على أنياب لا تنفك تنهشها من بعيد او قريب ، وكان من الأحرى

أن تتفتح عيناها على ألوان الأطفال وألعاب الأطفال ، لكنها ما رأت هذا

، ودب الخوف في قلبها حتى باتت تصرخ من اي شيء حولها ، فكانت

الجريمة التي لم نجد محكمة تليق بمجرميها ، وكانت طفلة توقف

عمرها في ذاك الحين ، وقبل اكثر من عشرين عاما ،، لا زال ذاك

العمر متوقفا رغم مرور السنين ، ولا زالت الصوره امامها ، والذئب

امامها ، يروح ويجيء .




طفلة كالحلم ....اكثر برائة من كل اطفال العالم ...بينما كانت جنينا في

رحم امها ...ارادت الاخيرة التخلص منها فتناولت ما تناولته من أدوية

من أجل اسقاطها ، الجريمة الأولى بحق هذه الطفله ( وإذا الموؤودة

سئلت بأي ذنب قتلت ) , غير أن الله اراد لهذه الطفلة أن تأتي الحياة ،

انما جاءت الى الحياة بتغييرات بسيطة على وجهها البريء ، ومن هنا

بدأت قصتها ، طفلة غير كل الأطفال ، تختلف عنهم ، يقولون ان هذا

ليس واضحا جدا في وجهها وهو لا يجعلها غريبة ...او غير جميلة ،

غير ان مرآتها لا تكذب ، و عيون الناس ايضا لا تكذب ، أيقنت هذه

الطفلة جيدا انها تختلف ، وانها لا تتمتع بسبب ذلك بالجمال ، لم

تعرف ذلك الا عندما صارت صبية ....ففي طفولتها ما كانت تحتاج للنظر

الى المرآة لتعرف ، وللحقيقة لم تكن لتهتم بذلك ، كان المهم هو

تلعب وتفرح كباقي اطفال الدنيا ، بينما كانت في السادسة او

السابعة ، بدأت امور كثيرة تختلف ، هذه الطفلة لا تذكر الكثير ، ولا

تريد ان تتذكر اكثر ، فبعض ما تتذكره يجعلها تتألم كثيرا ...اكثر بكثير

من عمر طفلة ، في بيتهم وفي غرفة بالطابق الارضي( البدروم ) ،

غرفة معتمة باردة ...كان اهلها يخزنون حوائجهم ، كانت تخاف كثيرا

من النزول هناك ، غير أنها تذهب في حال الوالدة تطلب شيئا منها

من تلك الغرفة ، لم تكن الصغيرة ترفض ، وما كانت تعلم عدم رفضها ،

كانت تذهب الى هناك تلبية لرغبة امها وحبا بها ، ولكن ، وفي مرة

كانت هذه الطفلة قد ذهبت لإحضار ما طلبته والدتها ، كان هناك ذئب

بشري يتربص بها ، ضخم الجثة ، أمسك بالصغيرة ، يتظاهر انه

سيساعدها في تناول ما تريد ، يحملها حتى تصل الى المكان الذي

يريد ، ويقربها منه ، يقربها منه كثيرا، لا تفهم ماذا او لماذا يفعل ذلك ،

طفلة في سنها ما كانت لتعلم ما يجول في خاطر هذا الذئب ، غير

انها كانت ترتجف بين يديه تحاول التخلص منه، يشدها اليه حتى

يلتصق جسدها الصغير بجسده ، تشعر بذلك فترتجف اكثر، ويطول

الوقت ، دقيقة ..؟؟دقيقتين ؟؟لكنها تبدو طويلة ، تبدو أنها الدهر كله ،

يتركها وينصرف ، والصغيرة تتجمد خوفا ، لأنها لا تفهم شيئا ، لا

تستطيع الا الصمت ، لماذا لم تصرخ ...لماذا لم تقاوم ,,؟؟ ليست

تدري ....


تتأجج، صراعات لا تنتهي، وشجارات وان بدت عادية بين الاخوة ، لكنها

لم تكن كذلك عندها ، عندما يتشاجر الأخوة في ذلك البيت وتعلو

اصواتهم وايديهم ، كانت تشعر بنفس الخوف ذاك ، لم يسعف احد

جسدها الصغير ، وبقدر خوفها وارتجافها كانت تبكي، لم يكن بينهم من يدرك خوف الطفلة ، ولم يتم سؤالها عن سبب الخوف ، غير صراخهم

في وجهها بتوجيه السؤال اليها ، اضربك احد ؟؟؟ لم يمسسك أحد

فلماذا تبكين؟؟ ويعلوا صراخهم عليها ، حتى ما عادت تبكي امام احد ،

حرموا عليها البكاء ، صارت لا تستطيع أن تشكو ما بها لأحد ، كانت

فقط تخاف وتنزوي في مكان ما في البيت ، تبكي وترتجف ، الا يكفي

لطفلة صغيرة ان ترى العنف لتخاف وتبكي .؟؟ لماذا لم يدركوا خوفها

وأسباب خوفها ؟؟ كانت ايامها خليطة بالقليل من الفرح مع هذا الكم

الهائل من النزاعات الأخويه ، ولا زالت رغم كل شيء تعشق السعادة

واللعب ، كبرت قليلا فتعالت اصوات الصراخ وكثرت الشجارات في

البيت ، احدهم الإخوة كان يتظاهر معها باللعب ، فيمرر يده على

جسدها ، واخر كثيرا ما كان يقرب جسده منها متعمدا ، وكثيرا ما كانت

تدخل عليه فيكون عاريا ، ينظر اليها فقط ، لا يحرك ساكنا ، لا تعلم

كيف تتخلص من كل ذلك ، في محل لبيع الألبسة كانت الصغيرة مع

امها ، لم يمنع هذا البائع ان يمرر يده على جسدها ( ما عادت الطفلة

تعلم أين الطيب من القبيح ، وأين النوايا الحسنة من النوايا السيئة ) ،

ومن نافذة البيت كانت تنظر ببرائة لعمال يعملون بالبناء ، احدهم نظر

اليها مليا ، ثم بدأ بتعريفها ما معنى ان يكون رجلا ،

هذه الطفلة التي جاءت رغم أمها ، ورغم ما تناولته من أدوية بقصد

الخلاص منها ، جاءت وجاء معها العذاب اليومي منذ الصغر ، الذئاب

يحاصرونها من كل جانب ، ومجرمون لا نجد لهم محكمة تليق

باجرامهم وبشاعتهم ، مواقف كثيرة كهذه كانت تكفي لجعل الفتاة لا

تنسى ابدا من هم اولئك الرجال ، وكانت تجعلها اكثر حيرة وخوف

وصمت وانطوائية ، كبرت الصغيرة وسط كل هذا ....

ارادت أن تنسى ، هيهات أن تنسى .

كانت تحمل بين يديها دميتها ، هي وسيلتها الى الفرح والسعادة رغم

حجم المأساة ، وكان اهلها هم العالم كل العالم بالنسبة لها ، رغم ما

يدور بينهم من معارك ومشاحنات ، ظلت هكذا حتى اصبحت صبية في

أوج مراهقتها ، بعيدة جدا عن اقرب الناس اليها ، امها المشغولة

بتربية عشرة ابناء هي اوسطهم ، وبالكاد يكفي الوقت للأعمال

المنزلية والإشراف على قوتهم ، وبعض المذاكرة للصغار ، متناسية

أنه لديهم صبية في عمر المراهقة ، لم ينتبهو لها ولم يهتمو بها ،

وللأخ الأكبر نصيب الأسد من الإهتمام ، ومن خلاله يتم تنفيذ السلطة ،

فكان الحاكم والجلاد ، فالسوط الذي يستخدمه على رقاب إخواته كان

من صنع يديه ،يتفنن في تنفيذ سلطته المطلقه ، ويعتبرونه الملتزم

الذي يريد إصلاح الأرض ، لكنها كانت تراه ظالما ومتعصبا لا لشيء

ولكن لأنه رجل يمارس سلطته ، ولا يختلف عن كل الذئاب ، ولكن لكل

منهم اسلوبه ، وما يقوم به يعتبر مسموحا كما هو مسموح لكل

الذكور في مجتمعاتنا ، وحرام على الفتاة أن تسأل عن سبب بكائها ،

وانطوائها ، فهي للأعمال البيتيه فقط ، وقوانين الوالد التي احتفظ بها

لنفسه عليهم اكثر صرامة وقوة وتعسفا ، ومن تستطيع أن تقول لهم

لا ؟ حتى وإن كانت صاحبة حق في هذه اللا ، تعلم مسبقا انها ستجلد

بذاك السوط المصنوع يديويا ، لماذا صنع السوط من الاسلاك اذا ؟؟ لا

ليحتفظ به ، بل لكي يمرره على اجسادهن دون رحمة ، كانت الطفلة

انذاك لا تزال صغيرة بريئة تنفذ ما يطلب منها بكل صمت ، هادئة لا

تتشاجر مع احد ، فيكفيها ماهي به وما آل اليه قلبها المرتجف

باستمرار ، لهذا كان نصيبها من الجلد بالسوط اقل من الباقيات ، لكنها

كانت تتمنى لو يقع بعض هذا الضرب والقسوة على جسدها ، لتحمل

بعض ما تعانيها اخواتها الأكبر منها سنا ، احيانا كانت ترمي بجسدها

فوق جسد اختها لتتلقى عنها بعض من السياط ، كانت تتألم اضعاف

اضعاف ما يحتمله طفل من الم كلما رأت السوط يهوي على اخواتها ،

تصرخ من اعماقها ، تصرخ بصمت يقتلها من الداخل ، تتوسل اليه ان

يكف ، تفعل اي شيئ ليتوقف ذلك، ما أبشع هذه الصور وما اقساها ،

وما ابشع السوط والجلاد ، ما أسوأ ان لا تعامل كبشر ، واثناء هذه

الايام ، وبموازاتها ، كانت الطفلة تكبر .....

اليوم وقعت الوقوع الأول ..

في كل يوم يمر عليها ، كانت تكتشف ان والدها العصبي الحنون ، ينفذ

سلطته من خلال ابناءه الذكور ، حتى اذا اراد ان يخيف واحدة منهن

كان يقول ...اقول لأخيك فلان ، او سأقول لأخيك أن يجلدك ، الى اخر

ذلك ، وفي هذه الاثناء كان ذئب من البعيد يتراءى امام الطفلة ، تحاول

ان تتجنبه لكنه كان يظهر في الاوقات التي تجعلها تخرج الى النافذة

هربا من الحرب الداخلية في البيت ، فيجعل افكارها المجنونة الخائفة

تغادرها ، انه رجل متزوج ولديه أطفال ، هادئ كالنسيم ، جميل

الطلعة ، عيناه خضراوان ، ينظر اليها و يطيل النظر، لم تكن تعلم رغم

أنها صارت في عمر المراهقه ماذا يعني ذلك ، لكنه كان دافئا

كالسحر يجعل الافكار تهدأ ، بدأت تنظر للمرآة وتعرف الحقيقة ، بدأت

تفسر كل الكلمات السابقة التي كانت تقال من والدتها ومن الناس

وممن حولها ، الان ادركت هذا العيب في وجهها ، نعم ، انها ليست

جميلة ، لماذا ينظر الي اذا ؟! إنه كاذب ومخادع ، وتحاول الهرب منه

وهو يقترب ، وتلك النيران في البيت لا زالت تشتعل ، حول البيت كانت

ذلك اليوم تلعب، فاذا برسالة منه تلقى اليها ، انها رسالتها الاولى ، إنه

عالم الحب الذي لا تعرف منه اي شيء ، كانت الافلام في البيت

ممنوعة، وكل شيء مراقب بدقة ، لا يحق لاحد غير الاولاد بمعرفة

اي شيء عن ذلك ، حتى صديقاتها كن في ذلك مثلها ، اخذت رسالتها

واختبأت ، تسمع صدى دقات قلبها وكانها تصرخ فيها ، رغم ارتجافها

فتحت الرسالة فاذا فيها العبارة التالة ..." حبيبتي ، إني معجب بك

وبابتسامتك الرائعة ، واريد أن اجلس معك ، اذا لم يكن لديك

مانع ..."بدأ رأس الصغيرة يدور ، تلك الكلمات كانت مبهمة غير مفهومة

بالنسبة لها ، لكنها تبدو كبيرة وتذكرها بشيء ، ولتستوعبها ،، قرأت

الرسالة عشرات المرات ، ومن هنا بدأت معانات جديدة ، لم توافق ،

لكنها بدأت تبحث عن معنى ذلك ، القصص الروايات ، اي شيء ، أي

شيئ كان يخبرها ، وهو للحقيقة لم يقصر ابدا ، ظل معها ، يحوم

حولها ، الذئب والحمل ، رغما عنها ، كلما رآها اصدر صوتا ، فاذا نظرت ،

يبدأ بتعرية جسده امامها ، وبدأ يعلمها ، تهرب خائفة لا تدري ماذا

تفعل ، ذلك العري وما يتبعه لم يكن يتوقف ، فالذئب على إصراره ،

وتلك الصراخات والقسوة في البيت لم تكن أيضا تتوقف ، كانت تدفعها

خارجا ، حتى اعتبرته الملاذ الأخير ، فوقعت بين مخالبه وأنيابه ....


اللقاء الأول خارج المنزل :::

استمر ذلك حتى استطاعت ان تخرج وهي حرة ، .مختنقة لا تدري

اين الصواب، كطائر قضى عمره في قفص ، استطاع اخيرا ان ينتهز

بضع لحيظات خارج قفصه الضيق ، انهت الثانوية وسنحت لها الظروف

بالدراسة في الكلية ، وانظرو كيف كان ذلك ، لقد سمحو لها أهلها

بهذه الكلية ، اما التخصص فكان كما يريدون هم لا كما تريد هي ،

فاختارو لها اكره الاشياء اليها ، غير أن واحدة من بنات العمومه ، انهت

معها الدراسة وقررت الالتزام بذات الكلية واختيار ذات التخصص ، لهذا

استطاعوا ان يحكموا قيد السجين حتى خارج قفصة ، ستدرس نفس

التخصص ، هكذا ارادوا لها ، قاومتهم كثيرا لانها ارادت أن تدرس تربية

طفل ، اخبرتهم انها تريد التعامل مع الاطفال لانها تحبهم ، ولا تريد ان

تقضي عمرها في تخصص تمقته ، كان جوابهم بالأمر ، هذا التخصص

الذي اخترناه لك ، أخبرت والدها انها استخارت في ذلك ورأت انها

تدرس تربية طفل ، وهي تحب ذلك ، فكان الجواب ايضا إما ما اخترناه

لك ، أو البيت ، في النهاية ، الرضوخ لهم ، ذلك التخصص افضل من

البيت بصراعاته اليوميه ، واختيارهم لهذه الكلية لأن مواصلاتها مؤمنه

، مؤمنة جدا ، يأتي الباص على رأس الشارع ، يأخذها ويوصلها،

ولنفس المكان يعيدها ، لم تقاوم ولم تفكر بذلك ، وبالطبع الكلية غير

مختلطة ، سارت الامور بشكل جيد وكما يريدون في اول فصل ، ولكن

وفي الفصل الثاني تحول كل شيء ، تلك القريبة التي كانت اشبه

بالقيد عليها قد تزوجت ، لا بل وسافرت ، وبقيت هي ، القيد الأول

سقط رغم انوفهم ، كانت اسعد الناس بهذا الخبر ، ربما فرحت لعرس

الفتاة اكثر من والدتها ، انتصار قادته الحياة لها وهي المرة الأولى

التي تشعر أن الحياة قد انتصرت لها ، بدأت تتجرأ اكثر ، في مرات

كثيرة كانت تتظاهر انها تأخرت عن الباص او دون ان تخبرهم ، تذهب

الى الكلية باستخدام المواصلات العامه كباقي البشر ، تعلمت ذلك

بسهولة ، وكان هذا انتصار آخر بالنسبة لها ، في الكلية كل شيء

متوفر ، وتجد بسهولة من يعلمك ويرشدك ، بسهولة ايضا عرفت

الطريق خارج الكلية اثناء ساعات الدوام كانت تخرج مع بعض البنات

تنظر للشوارع والناس ، لم تشاهد هذا عن قرب من قبل ، تجلس في

المطاعم ، شعرت بالحرية أكثر ، وهم نائمون ، يكفي لديهم زيارة من

والدها كل فترة للكلية ليطمئن ، ويكفي ان تحمل من المصروف

القليل لتظل ايضا مقيدة ، لم يزعجها ذلك كثيرا ، كانت أثناء ذلك على

اتصال بحبيبها الذئب ، عبر الهاتف ، كان يسمع آخر أخبارها ، فأخبرها

ذات يوم انه سيأتي لزيارتها اثناء الدوام يراها لدقائق ثم يذهب ، قاومت

خوفها كثيرا ، ولتخفي اصفرار وجهها وضعت القليل من المكياج عليه ،

وكان لقاءها الاول به خارج حدود المنزل ودون ان يكون بينهما اي

حواجز ، للمرة الأولى تخرج مع ذئب ، طوال اعوام كان يسبب لها

كوابيس تمنعها النوم ، وللمرة الاولى تخرج مع ذئب لم يقنعها ابدا ان

تنظر الى ما كان يفعل ، تخرج مع ذئب احبته وقاومته وقاومت كلماته

بشجاعة لا مثيل لها ، حتى وان كانت ترتجف امامه ، فهي تعلم جيدا

انها لم توافق ابدا على ما كان يطلب ، تعرف تماما انها لم تسمعه

كلمة مما كان يطلب ، تعرف تماما ان تعلقه بها كان يزداد كلما اكتشف

أنها غير اولئك النسوة اللاتي اقام معهن علاقات غير شرعية ، والتي

كان كثيرا ما يحدثها عن تفاصيلها ، اهمس اليكم امرا ؟؟

لم تكن مقاومتها قوة ، بل كانت المقاومة بدافع الخوف ، كثيرا ما كانت

تقنع نفسها أن تنظر اليه ، .كما يريد ، لكنها لم تكن لتستطيع ذلك ،

كثيرا ما كانت تدرب نفسها على كلمات لتقولها ، لكن كلماتها كانت

تقتل داخلها وتصمت مع تسارع دقات قلبها ، بطولتها تلك كانت

جبنا ..لا قوة ، توالت زيارته لها ، يجلسون في مكان عام ، يشربون

شيئا كباقي البشر هناك ، تعود هي لكليتها ، ويعود هو الى حياته ،

أصبح حديثه ينصب في موضوع واحد ، حبه لها وكيف انه لا يصبر عنها

، وكيف ان زوجته لا تلبي له ما يريد وكيف يضطر لإقامة علاقات مع

نساء يسرد عليها تفاصيلها ، وأخذ الذئب يتفنن في إغواءها ، أحس أنه

اقترب منها اكثر ، فصار يعرض عليها صورا اباحيه ، صور لم ترها من

قبل ، كأنه كان يتلذذ برؤيتها ترتجف او كان ارتجافها يعطي له معنى

آخر غير الحقيقة ، كانت نظيفة رغم كل شيء ، كانت من اعماقها

تكره كل ما يقول ، مرات كثيرة كانت تحاول ايقافه عن الحديث ، ومرات

اكثر كانت تحاول اخباره انها تريد منه هذا الحب الدافئ الذي يجلب

السعادة لا الالم ، الحب الذي يجعل صاحبه يهدأ ويحلق في السماء ،

كلما امسك يدها كانت تسمح له لانها ارادت ان تشعر بدفئه ، ارادت أن

تكون كغيرها من البنات ، ولم تكن لتفهم أن الوضع يختلف ، وأنها لا

يجب أن تقع بهذه الحفرة ، صور لها شيطانها أن بعض زميلاتها اخطأن

لكنهن سعيدات رغم الخطأ ، يتحدثن عن ذلك بسعادة تتطاير من

افواههن وعيونهن ، أرادت ان تجرب هذا النوع من الحب ، لم تكن تعلم

ان هذا شيء مختلف تماما عما كانت ترسم و تتخيل ، أرادت ان تغيره

ليصبح مثلها ، متناسية أنه ذئب ، ولا يمكن أن يصبح حملا ، كانت تدعو

في صلاتها أن يحبها كما تحبه ، وكلما كان يترك عمله ليراها كانت

تشعر ان الله استجاب دعاءها ، وانه حقا يحبها ، .وعليها تغييره لكي

تحتفظ به ولا تخسره ، طلب منها اشياء كثيرة ، كلما حاولت تنفيذها

فشلت ، فهي لا تستطيع ، كلما شعر بعجزها في ذلك اصر اكثر في

طلبه ، ومتطلباته ، يريدها أن تلبس كما يهوى ويشتهي ، وكانت

ترفض دائما ، في النهاية سكت طويلا ، واسعدها ذلك ، ناسية أن

الذئب لا يمل المطاردة ، ظنت انه بدأ يفهمها ، ولكن ،، لم يكن سكوته

استسلاما ، ولكن عن تخطيط ، عن جريمة مع سبق الإصرار والترصد .

كانا معا ، واخبرها انه يريد ان يجدد بطاقته وانه يحتاج لصور شخصية ،

لم تفهم انه كان يريدها ان تذهب معه ، دخل الى المحل ، وامسك

يدها ، اخبرته انه لا داعي لوجودها ، وانها تأخرت ، لكنه أصر على

بقائها ، وهذا ما كان وانتصر الذئب ، وهناك كان الإنهيار الأول ، واول

انهيار حقيقي ، عرفت تماما انها غرقت ، ترتجف بين يديه تتوسل اليه

ان يبتعد كادت تنهار لولا انه اطلقها، اخذ صورته وخرجا ، لم تتكلم ،

بقيت صامتة ، فقط ترتجف بشكل لا يمكنها اخفائه ، كان يحاول تهدئتها

، ويخفف المصاب عليها ، وكأن ما حصل لا شيء ، كلمات كثيرة قالها

لم تذكر منها الا القليل ، كان اليوم طويلا شاقا ..اسوأ الايام على

الإطلاق ، في الليل ارتمت على سريرها وبدأت تحدث نفسها ، أي

شيء كان ذلك ، هي لن تعود اليه ، هكذا اقسمت ، تمر اياما قليلة

وذاك الاعتداء ما فارق مخيلتها ، والبنات حولها لا زلن يتحدثن عن الحب

، وعن مغامراتهن ، وعن اشياء كثيرة ، كن يتحدثن بسعادة ، فلماذا

تشعر هي بالالم ؟؟ قررت ان تراه ثانية ، فينتصر الشيطان عليها ،

تدربت طوال ايام كثيرة انها لن تقاوم ولن تخاف ، ستفعل كما يفعلون

ستثبت اليه انها قادرة على ذلك ، وكان شيطانها يحثها على ذلك اكثر

، رأته وذهبت معه ، حاولت ان تخفي خوفها وارتجافها ، كان يعلم كل

شيء ، اقترب منها كثيرا ، اختنقت وحاولت الابتعاد لكنه امسكها ،

توقعت انه سيفعل كما فعل في المرة الاولى ، لكنه هذه المرة

اختلف ، كشر عن انيابه ومخالبه ، وانهال على الجسد يمزقه ، وهي

تتمزق تتوسل اليه الابتعاد ، وهو يهمس في اذنها يرجوها ان تهدأ ،

ففي كل مرة كانت تشعر بالخيبة انها غير كل اولئك البنات ، كأنها تدفع

بنفسها بين انيابه ومخالبه ، ستكون سعيدة ... والذئب كل يوم يتحول

الى وحش اكبر ....

تخرجت الفتاة من الكلية بشهادة لم تعلقها حتى على الحائط ، وعادت

لسجنها من جديد ، لم تعمل ابدا بشهادتها ، ولا حتى بغيرشهادتها ،

ظلت على اتصال بذاك الذئب ، ولكن على فترات متباعده ، فهو يعلم

انها لا تستطيع الخروج ، وانها عادت الى سجنها ثانية ، وبعد معانات

ست سنوات جديدة ارادت ان تغير حياتها وتتوب ، تعود الى الله ،

التزمت بحفظ القران الكريم ، واستطاعت ان تحفظ منه الكثير ، وماذا

بعد ...!!!!؟؟؟؟

المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة الحوراني ; 16-01-2011 الساعة 02:41 AM

رد مع اقتباس