22-09-2008, 03:12 PM
|
#1
|
عميد المنتدى
مُعتـّق برائحــة الطين!
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4554
|
تاريخ التسجيل : 08 2003
|
أخر زيارة : 31-05-2025 (09:55 AM)
|
المشاركات :
11,971 [
+
] |
التقييم : 129
|
الدولهـ
|
|
لوني المفضل : Darkred
|
|
الـــدواء بالإحتـــواء!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الإحتواء النفسي والعاطفي حالة تعاملية راقية جداً من يصل لمستواها يستحق التهنئة على هذا المستوى الرفيع من القدرة على الجذب الإيجابي!!
وأساسها وباعثها الرئيسي الرحمة والحب والرغبة في الكسب(كسب النفوس والقلوب) وعدوها اللدود القسوة وانتصار الذات لا سيما عند الزلة والخطأ,,,
والإحتــواء هو دواء نفسي مضمون الفاعلية لا سيما أن كثيراً من علل النفس ناتجة عن أخطاء تعاملية,كالظلم والخشونة والقسوة والعنف,,,
ولا أجد هنا موقفاً يجسّد الإحتواء بأبهى صوره وأرقى معانية كموقف المصطفى عليه الصلاة والسلام حين أتاه ذاك الشاب يطلب منه أن يأذن له بالزنا,فعامله صلى الله عليه وسلم معاملة رقيقة مقرونة بتساؤلات منطقية(أترضاه لأمك أترضاه لأختك..؟) وأتبع ذلك بوضع يده الشريفة عليه ودعاؤه له!!
هذا موقف عظيم تتجلى فيه رحمته عليه الصلاة والسلام وشفقته بأمته وخلقه وتعامله((وإنك لعلى خلق عظيم)) فاحتوى ذلك الشاب حتى انصرف والزنا أكره ما يكون لديه!!!
أنظروا لقيمة الإحتواء العاطفي والنفسي وتأثيره العمق في الروح والقلب والعقل والوجدان!!!
وهناك في السيرة النبوية مواقف عديدة كموقفه صلى الله عليه وسلم من الأعرابي الذي بالَ في المسجد فكانت ردة فعله أن قال : اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً!!!
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعليقاً على هذا الموقف :(وفي هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما كلم الأعرابي بهذا اللطف واللين، وقال إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيءٌ من الأذى والقذر، قال الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، انظر كيف انشرح صدره بكلام محمد صلى الله عليه وسلم.
أما الجماعة من الصحابة رضي الله عنهم لما أغضبوه وانتهروه- وهو أعرابي لا يعرف- رأى أن الجنة والرحمة تكون له ولمحمد، وغيرهما لا يرحمون، وليته قال اللهم ارحمني ومحمداً وسكت، بل قال ولا ترحم معنا أحداً، فتحجر الرحمة، لكنه جاهل، والجاهل له حكمه.
فالحاصل أن الإنسان ينبغي له أن يرفق في الدعوة، وفي الأمر، وفي النهي. وجربوا وانظروا أيهما أصلح، ونحن نعلم علم اليقين أن الاصلح هو الرفق؛ لأن هذا هو الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أتبعه في هديه صلى الله عليه وسلم ، والله الموفق) انتهى كلامه رحمه الله,,,
كثيراً ما نجد عند وقوع الخطأ بعض التعاملات التي تنفّــر الإنسان بل قد تجعله يتمادى!!!
منها التهويل وعدم حصر الخطأ في نطاقه,ومنها القسوة المفرطة,ومنها عدم الستر حين يجب الستر,,وغيرها الكثير,,,
مع شكري للجميــــــــع,,,
|
|
|