نفساني - عرض مشاركة واحدة

24-09-2008, 05:47 PM

قالت لي : أرى في فكرك رقيا .... وفي أفقك طموح وتفاؤل ...
ولكن ....
أقرأ لقلمك آهات ...... وأرى في حرفك انكسار ....
فما هذا التناقض .... كأني بقلمك مستأجر لفكر مهزوم .....
ورؤية محطمة ..
كيف جمعت هذا التناقض ؟؟؟؟ ... ومن أين لك هذا الأفووول ..
قلت لها .... منطلقا بلا تردد .....
تحرك قلمي بعد فكري بزمن .... فأراد أن يلحق به .....
فما وجد إلا المسير ( المسيل ) ..
ليوثّق بنيات الأفكار المبعثرة على جانبي الطريق
....حتى يصل .....
وما أن بدأ ... حتى وجد نفسه يغوص ... ويغوص ..في بحر كل فكره ...
ثم يخرج بجوهرة ثمينة جميلة ...ليضعها على تاج على رأسها ....
وفي كل مرة كان التعب ......يأخذ منه كل مأخذ ....
وبعد أن يرتب الملكة والتاج على رأسها ... يأتي الجميع ليروا ما أبدعه و صنعه ......
وهو يراقب و ينظر ....
فيرى الثري يمر فيقول : ما هذه الجواهر الرخيصة ؟؟؟
ويمر صائغا فيقول : إنها جواهر غريبة لا اتاجر فيها .....
وكثيرا يرى الصعلوك يمر فيقول : ما هذا ؟؟؟ هذا ما يأكل عيش ...
وفي النادر يمر الحكيم فيتوقف متأملا..... مبتسما..... مندهشا ...
وفي بعض الأحيان يدخل يده في جيبه ليخرج ماسة ...صغيرة أحيانا و كبيرة أحيانا ....
فيثبتها بجوار شقائق لها في التاج و عندها .... أجد قلمي منطلقا إليه ليقابله ... ويتعرف عليه ....
فما أن يصل حتى يكون الحكيم قد مضى لحاله ... ولكن أبقى أثرا رائعا ( ماسة في تاج الملكة )
و أحيانا يمر شيخ قبيلتي فينظر ثم يقول لأعوانه ..... احملوها إلى غير هذا المكان .... أو يقول ...
تلك الماسة في يمين التاج لا تعجبني أزيلوها .....
وهكذا في كل مرة يرْقب قلمي ملكته وتاجها ... ومن يمر بها ...
ويتعب .. ويتعب ... أكثر من تعبه في الغوص في بحرها لإخراج جواهر لها
حتى صاب قلمي الذهول
وحطت عليه الكآبة
وبدا متثاقل الخُطى
أصبح يخشى الغوص .... و قد كان يعشقه ..
وفي مرات بعد ذلك عندما كان يجد جواهر برّاقة
وماسات متألقة ... كان يكتفي بوضعها في جيبه
ويتردد ألف مرة أن يزيّن بها تاج فكرته .....
أبَعد هذا تظنين أن قلمي قد جف مداده .....
صدقيني أنه يكتب أجمل من ذي قبل .... ولكن ....
على صفحات دفاتري المخبأة في مكتبتي ....
وعلى سبورة ذاكرتي التي تعشقه .....
أمّا أنتِ أميرتي ... إن أردتِ أن أزيين لك تاجا ...
فأبشري ولكن تخبري أحدا من أين أتيتِ بالجواهر
كتبه / محمد .أ.الغامدي
لمنتدى وزارة التربية و التعليم
وتم نقله هنا

المصدر: نفساني