V I P
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 23056
|
تاريخ التسجيل : 02 2008
|
أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
|
المشاركات :
5,013 [
+
] |
التقييم : 121
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
عودة إلى ذكريات الماضي
أردت العودة إلى الماضي من الوقت الذي أدركت فيها وجودي في الحياة
فأغمضت عيني ثم تخيلت كتاب حياتي يفتح أمامي مع الصور و أحيانا حتى مع مشاهد واقعية
من مسرحية الحياة التي شارك جميع من حولي بالتمثيل فيها ولم يشارك إلا اليسير بكتابتها ,,,
فتحت الصفحة الأولى و كان أول ما فتحت عيناي على هذه الحياة لأرى عائلة محبة
و أما حنون و أبا طيب ... وعائلة جميلة لكنها كبيرة بعض الشيء ,,,
فتحت الصفحة الثانية فوجدت من أشاركه الحياة و العمر و الفكر - ابن عمي -
كنا صغارا لا هم لنا إلا اللعب و اللهو ,,,
فتحت الصفحة الثالثة و هنا رأيت الحياة بمنظار أكبر عرفت حجمي الحقيقي بالنسبة
للقرية كما كنت أظن و كل ما توسعت مداركي أدركت أني مازلت أتظاءل بالحجم
بالنسبة للكون مع أني كنت أكبر ,,,
فتحت الصفحة الرابعة وجدتني أحب قريتي وأهلي ,و مازلت صورة محفورة في ذهني حول
ذلك المشهد البديع من زهور و ورود في فصل الربيع وأنا ألبس تلك الكنزة الصوفية
برتقالية اللون التي حاكتها لي أمي الحبيبة و كنت في الثالثة ولربما هي المرة الأولى
التي أبتعد فيها عشرات الأمتار عن أهلي وما أجملها من تجربة في ذلك الوقت
إنها الحرية , صدقوني رائحة الزهور ما زالت في أنفي و المشهد أمام عيني ,,,
فتحت الصفحة الخامسة بهرت بجمال الطبيعة و خيرات الأرض الطيبة و عشقت الريف مذ كنت في صغري
كنت لا أدرك من المعاني إلا اللعب و الأكل و النوم لكن كانت أياما جميلة ,,,,
فتحت الصفحة السادسة اسيقظت على حلم غريب لكنه كان واقعا مرا فراق للأهل و الأحبة لم أدرك معنى الفراق
لكني أحسست بشيء ناقص في حياتي , ولأكبر و أنمو بعدها في أرض غير التي عرفتها و أخذ شيءا من ثقافة هذه الأرض المتواجد عليها حاليا لم أعشق هذه الأرض لكني أحببت بعض أناسها الطيبين
و مازلت في القلب غصة البعد و الشوق للديار و الوطن ,,,
فتحت الصفحة السابعة لأجد نفس ربما إن صح التعبير القائد الشرعي الوحيد لزمرة الأطفال
بسبب العمر و بحكم أن الأقوى له كل شيء ( حتى في عالم الصغار هناك حكم للأقوى )
كنت قائد وهمي ربما اسم فقط وكان هناك إتحاد بيننا نحن الذكور مع أنّا لم نكن سوى إثنين و ثالث رضيع
لمهاجمة معقل الشريرات المجرمات (كما كنا ندعي) فقط لأنهم بنات ونحن أولاد
و لكن الحرب الطاحنة لا تفتأت أن تعود للسلام و الوئام بتدخل السلطات العليا و هكذا
يوميا على هذا المنوال ,,,
فتحت الصفحة الثامنة دخلت إلى عالم جديد عالم لم أكن أعرف عنه إلا الإسم أما الأن فأنا أحفظه
و ربما أحبه فبه تعلمت إمساك القلم و إطلاق الحرف ,,,
فتحت الصفحة التاسعة وجدت نفسي أتأقلم مع هذا العالم و ربما أحس بالحنين إليه في العطلة فهو يملأ أوقاتي ,
تميزت في ذلك المكان طوال فترت تواجدي فيه , إنها هبة ربانية منها علي ربي ,,,
فتحت الصفحة العاشرة رأيتني أتطلع بعدها لدخول عالم الكبار و بكل ما أوتيت من قوة
و كنت أدرك بل أنطق بالقول أني كبير " فقد صرت في المدرسة ", لكني وجدت الأبواب مغلقة لعالم الكبار
و أنه لم يصل طولي بعد لإرتفاع القفل لأفتحه وحدي فكنت محتاج للمساعدة و لم أجدها
وكنت أحزن على ذلك لكني الآن أدركت قيمة العمر في كل شيء ,,,
لم يعد يهمني بعد الأن رقم الصفحات فكل صفحة لا تشكل سوى يوم أو أكثر بقليل
في حياتي الطفولية البريئة و ربما لأن الصفحات تداخلت بشكل يصعب فيه الترقيم و الترتيب ,,,
فتحت صفحة بعدها فوجدت نفسي أبحث عن معاني كلمات أسمعها لكني لا إدارك لي في
معناها فأسأل ولا مجيب و ربما تأتي الإجابة لبعضها فقد كنت بطبعي كثير الأسئلة
أحب الإطلاع على كل ما ألمس و أرى و أسمع و حتى ما يخطر على بالي ,,,
و فتحت أخرى فوجدت التحديات منذ نعومة أظافري و مواجهة لعالم الكبار
و صعوبات لم أكن في تلك الفترة قادر على روايتها فكيف سأستطيع حلها ,,,
و فتحت صفحة أخرى من أمامي فأحسست بأني أكبر و أكبر و أني سأصير
شابا حتى أني لم أكن أدخل على النساء رغم أني لم أبلغ العاشرة بعد
فقد أردت أن أقتحم عالم الكبار و أن أكون أهم شخص فيه بل قائده بالكامل
كانت أحلام صغار قريبة المنال أما الأن فقد أدركت بعد النجوم ؛ التي تسكن أحلامي
بقربها بل بكنفها و رعايتها فأحلامي لم يكن لها حدود ,,,
و شدتني إحدى الصفحات حيث كنت فيها أبني روابط بين كل شيء و حول كل شيء
حتى إن لم أكن أعرفه إلا بالإسم المهم كنت أرسم صورا بدائية حول العالم الخارجي
و أتخيله على هواي و حتى أني كنت أحل جميع مشاكل العالم في خيالي
حتى أني بنيت رابط بين مشابهة وجه الرجل لمقدمت سيارته و كنت أراه شيء
ليس فيه جدال فلا يمكن لأي شخص أن يقود إلا السيارة التي تشبه وجهه ,,, ههههه
و للحديث بقية في وقت قريب " بإذن الله "
|