07-10-2008, 07:23 AM
|
#10
|
V I P
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 23056
|
تاريخ التسجيل : 02 2008
|
أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
|
المشاركات :
5,013 [
+
] |
التقييم : 121
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
عودة في الذكرايات 2
و نكمل الحديث ؛ حيث و صلنا إلى منتصف الكتاب تقريبا لكن النصف الثاني غزير بالمواضيع
و الشرح المفصل لبعض النقاط ,,,
فتحت إحدى الصفحات التي طال مروري بها إنها صفحة شقاوتي في صغري فقد كنت طفلا
بغاية الشقاوة و العناد و محاولة السيطرة على من هم أصغر مني و إستمرت معي هذه المرحلة
فترة طويلة حتى بداية مرحلة الشباب , كنت في هذه الصفحة غير مبالي بما أفعل
المهم أن ألعب و أملك حريتي الكاملة و أسيطر (نعم إنه حب السيطرة في النفس ) و منذ الصغر
حتى أني أردت - و في كل يوم - أن أكون الآمر الناهي في البيت على من هم أصغر مني
لكني كنت أواجه بهجمة شرسة من ولي الأمر و نائبه ؛ للتعدي على الحدود المسموح بها
بل قل الخوض في أمور الحكم و الرئاسة , سببت في هذه الفترة لجهاز الأمن المنزلي
الإرهاق الشديد حتى أنه لم يسلم مني ولا يوم و أنا كذلك لم أسلم منه إلا في القليل من
أيامي كانت لي صولات و جولات في الميادين الحربية بكافة أنواعها سواءا المنزلية
أو المدرسية أو حتى في الحارة فقد سببت الأرق للكثير ممن كان حولي بسبب شخصيتي
مستحيلة الحكم بالعصا و الجزرة فلا يحكمني إلا الكلمة الطيبة بل إنها تأسرني
و تحملني على فعل ما لا أريد إن قيلت بالأسلوب الصحيح فالأسلوب عندي
أهم من المضمون منذ صغري ,,,,
و أردت النظر في الصفحة المقابلة فوجدتني فيها بنفس الوقت الذي كنت أقيم الدنيا
و لا أقعدها بمشاغبتي فقد كنت قارئا شغوفا بكل شيء مكون من أحرف تأسرها الكلمات
في سجن من ورقات في بلاد واحدة تسمى كتاب , كنت أقرأ كل ما تصل إليه يداي حتى و إن لم
أفهم إلا النزر اليسير المهم أن أقرأ و أطلع , كنت أستعير الكتاب من المكتبة في المرحلة
الإبتدائية وأعيده اليوم التالي أو الذي بعده و قد قرأته وهكذا دواليك , حتى أني حرمت
نفسي لبضع سنين من مرافقت الأصدقاء البشريين لأرافق أرواح أعلم البشرين
و ما كتبته أقلامهم وما جاد به فكرهم , حتى الفطور كنت أفطر في المكتبة بين أوراق
الكتب و رفوف المكتبة ,,,
في كل تلك الصفحات كانت نظرتي للناس على أنهم طيبون جميعا حتى لو كانوا قساة
فذلك من أجل مصلحتي حتى أني كنت أظن أن الشرير مكتوب بين عينيه " شرير "
و لكن الآن أدركت أن لا وجود للطيبة المطلقة في أي من البشر و هذا ما أكدته
تجاربي البسيطة جدا , بالعكس كل ما زاد إرتفاع قامتي كنت أرى الأشياء على حقيقتها
حتى الأشرار زادوا في العدد و العتاد من نظرة واحدة صوب جهتهم ,
و بانت لي وجوه جديدة تجعل الطيبة قناعا للوصول لمآربها الغاية في الشر ,,,
و قلبت إحدى الصفحات لأجد نفسي إستيقظت على رجولتي , كانت هم و حملا جديدا ألقي
فوق عاتقي فما تحمله هذه الفترة من مسؤلية زادت حتى حرية الأطفال أصبحت ماضي
و أصحبت تحديات الرجال هي المستقبل الذي لا وجود فيه للضعيف أو حتى الكسول ,,,
بدأت مرحلة جديدة أردت معها فتح كتاب جديد لكن بعد تفكير عميق رأيت أن المستقبل
ما هو إلا إمتداد لم عشته في الماضي و هو البنيان الذي يقوم فوق ركام التجارب
التي مررت بها أنا فقط فلماذا الإنفصال و الإنفكاك عن ماضينا سعيده وحزينه
فالسعيد يعطينا دفعة للأمام لجلب المزيد من السعادة التي تملأ الحياة بالجمال ,و الحزين
هو الذي يجعلنا نكافح و نجاهد لأجل مستقبل زاهر بعيدا عن الأحزان الماضية ,,,
و أمعنت النظر في أحد الصفحات فقد كان لها بالغ الأثر على النفس
إنها مرحلة الشغف بشيء يسمى تطوير الذات و الإرتقاء بالقدرات و إيقاظ العملاق
الكائن بكل نفس بشرية أدمنت على هكذا مواد لفترة زمنية من حياتي ؛ سواءا منها
المسموع و المقروء و حتى المرئي فقد كان أبي - حفظه الله - يطلع عليها مما
زاد من شغفي بها حتى حلمت بأن أصير من أكبر رجال هذه الفئة ذات التأثير
البناء على المجتمع ككل و الثقافة العربية " المتواضعه " التي لم نرتقي بها
إلى مستوى أصغر أحلام كتابنا العرب " الحقيقين " , حلمت كثيرا بإرتقاء
المسلمين فوق جميع الأمم و عودة مجدهم السليب إليهم بيدي و بأيدي
شبابنا العربي ثم بناء الأمة الإسلامية كصرح عالي لا تهزه أعتى الرياح
بل قل إنها مصممة لمجابهة رياح الكفر وتيارات الإلحاد و الضلال ,,,
لا تنسوني من الدعاء بتفريج الهم و الحزن , ولحديثنا بقية ,,,
|
|
|