V I P
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 23056
|
تاريخ التسجيل : 02 2008
|
أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
|
المشاركات :
5,013 [
+
] |
التقييم : 121
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
عودة في الذكريات 3
و أفتح الأن صفحة خلوتي الروحية حيث كنت أحاول الخروج فيها من
الأحلام إلى الواقع بدأت هذه الصفحة بالتأملات الروحية و الشيئية
تأملت أرواح بني البشر من حولي و صفاتهم و عادتهم بشكل هيأني
للخروج من عزلت روحي عن أرواحهم , ببسب بعض الظروف
التي أردت بعدها الخروج للواقع , ثم تأملت أيضا الأشياء من حولي
كل شيء تقريبا بالذات المناظر الطبيعية و الشروق و تحول الأرض
من ظلام دامس إلى نور وهاج ؛ بهرني ذاك المشهد الذي أبدعه الخالق
- جل في علاه - حتى إني كنت أسهر طوال الليل حتى أرى ذلك المشهد
تأملت الأشياء و كيف صنعت كنت أحاول فهم طريقة التفكير لدى
الناس العاديين لأني ببساطة لم أتعرف عليهم حق المعرفة , تأملت
حركت الأشياء و تسارعها بالذات السيارات ؛ فقد كانت من أجمل
أحلامي التي حققها لي ربي في الواقع , كنت أتأهب للخروج ؛ وأنتظر
فرصة التعرف على الواقع في أقرب وقت,,,
في إحدى الصفحات التي تلت تلك الفترة مباشرة وجدت الفرصة فقررت الخروج
من شرنقتي إلى الواقع الذي رسمته في أحلامي عن الوقع الحقيقي الذي لم أتعرف عليه بشكل
كبير فقد كانت خيالتي هي منبع فكري لكني صدمت حال خروجي للواقع المرير ؛
أصبت بصدمة من البون الشاسع بين الخيالات و الواقع ترددت هل أعود
للخيال الجميل أم ارضى بالواقع المرير , فقلت في نفسي إن لم أدخل الواقع
الآن بإختياري سأدخله مرغما و مكرها في المستقبل , ففضلت ترك الأحلام
جانبا و المضي قدما للواقع الذي يستحق منا على الأقل تغيره للأفضل ,,,
فتحت الصفحة التي أعجبتني و ما زالت تعجبني حتى الأن إنها بداية دخولي
للواقع فقد أهداني ربي فيها أعز أصدقائي ربما ليجعل لي صلة بالواقع عن
طريق هذا الصديق لم أكن قد كسبت قبلها أي صداقة بمعنى الصداقة بل
أشخاص إظطررت لوجودي معهم في مكان واحد لفترة معينة ثم يرحل
كل منا في طريقه متناسيا هؤلاء الأشخاص , لكن سبحان الله هذا الصديق
ما زلت أنا و هو على رباط قوي لا أبالغ إن قلت كان رباط أقوى من رباط الأخوة
لكن خوفي الآن من الظروف التي قد تفصل بيننا ؛ لكن مهما حدث سنبقى على
إخوتنا حتى لو كان أحدنا في أقاصي الغرب و الأخر في أقاصي الشرق ما دام
فينا عرق ينبض بالحياة , أدام الله لنا صداقتنا إلى أبد الآبدين ,,,
فتحت بعد أجمل الصفحات و أبهاها صفحة حملت تجربة قاسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى
و مريرة و مؤلمة جدا للجسد و الروح و حتى القلب , ما زالت ندوب تلك المرحلة
ظاهرة في جسدي , جاءت في أول أيام العطله الصيفية المفترض فيها أن يكون الغالبية
سعداء بها , لكني كنت من تلك الفئة القليلة البائسة , وهذا مما اقتضته حكمة ربي لا إعتراض
على قضائه سبحانه , خلاصت ما مررت به هو كسر كامل في عظام المشط
أحالني للعملية و لوضع أسياخ معدنيه لإرجاع العظم إلى مكانه لا أستطيع
و صف شعور شاب في ريعان شبابه و نشاطه يغمض عينه فجأة ليجد نفسه
يمشي على عكازتين و لفترة لم تبين له , لربما تستمر لأشهر طويلة ,
المهم عملت العملية و إظطرننا لتأجيل السفر حتى تشفى جراحي ,
رجعت إلى أهلي وبلدي و أنا أمشي على عكازتين بعد أن كنت شعلة من
النشاط و الحيوية , لم أكن من مرارة حزني أرفع رأسي عندما أجلس معهم و أنظر
في وجوههم بل كانت عيناي ناحية الأرض في أغلب الأوقت , ولم
تقف تجربتي عند ذلك بل حدث لي شيء أكثر مرارة و ألما لن أخوضه
بكل تفاصيلة يكفيكم منه " كدت أصل لمرحلة بتر القدم " لولا لطف ربي
لكنت من الأشخاص المحطمين نفسيا و جسديا , عدت للرياض
و أنا أحمل كعادتي قلبا مفعما بالأمل و هذه المرة بأمل الشفاء ,
تعبت كثيرا بالمرحلة الأولى حيث لم تكن مشيتي طبيعية يعني
أعرج , كانت تجرحني التعليقات كثيرا بما أنها أول سنة لي في الثانوية
و كثير منهم لا يعرفني فقد يظن أنها خلقية , رغم أن أغلبهم كانوا متفهمين
لحالتي إلا أنني أحسست بالنقص , و مما خفف عني هو جلوسي بجانب
أحد الذين وصلت حالته أكثر سوءا مني لكني ليس ألما , تابعت العلاج
و تحسنت شيءا فشيءا , وإستخرجت الدخلاء المعدنين و الحمد لله ,
و شفيت تماما و عادت مشيتي لطبيعتها , و لم يبقى سوى الندب و الذكرى
الأليمة , شاء ربي هذا لحكمة هو أعلم بها مني ومنك , و الحمد لله على
كل حال لا إعتراض على قضائك يا رب , كانت تجربة علمتني بأن الحياة
قد تقسو لكن بعد العسر سيأتي الفرج القريب لكن عليك بالصبر ,,,
طويت صفحة ألم الجسد لتبدأ معانة الروح و القلب مرت بي ظروف
حزن شديد و صلت لمرحلة الإكتئاب حتى إن أعز أصدقائي كانو يشككون
ببقائي على قيد الحياة لنهاية تلك السنة , حيث ظنو بأن الحزن سيقتلني
و ما أصعب شعوري حينما كنت أعرف السبب و العلاج و لم أهتم
بل كنت أكابر ربما لأني تمتعت بالألم و إعتدت عليه , و من خلال
هذه التجربة التي مرت معي لأشهر عرفت أهم سببين لعلاج الروح
أولهما : الإلتجاء إلى الله و مناجاته , فهذا قد أعاطني سعادة غامرة
ملأت قلبي بشكل لا يوصف و كانت بدايت علاجي لنفسيتي المرهقة .
و الثانية : الكتابة , بدأت بها بإلهام رباني بأن أكتب و سأتكلم عنها في الجزء
القادم و بالتفصيل , ما يهمنا هو أنها من أهم علاجت النفس على الأقل لدي ,
المهم عالجت الإكتئاب الذي مر بي بنفسي و إن صحت تسميته فهو " إكتئاب مرحلة المراهقة "
والحمد لله شفيت منه تماما , وهذا ما يأكد إمكانية علاج الإنسان نفسه بنفسه
مهما بلغت حالته من السوء ؛ إن إمتلك العزيمة و الأمل و الصبر ,,,
نقف هنا لنكمل غدا إن شاء الله ,,,,,
|