الموضوع: جميلة .. ولكن
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2008, 01:12 PM   #10
omar
عضو نشط


الصورة الرمزية omar
omar غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25866
 تاريخ التسجيل :  09 2008
 أخر زيارة : 18-04-2016 (05:44 PM)
 المشاركات : 210 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Jordan
لوني المفضل : Cadetblue


ثم فتحت باب البيت لأخرج .. كان الطقس بارداً جداً .. فحاولت من شدة البرد أن أدفن رأسي في قلبي ..
ولكني وجدته فراغاً .. فتذكرت أن قلبي قد فر من جسدي ليلة أمس .. (ولكن الى أين ؟نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة .. فكرت بهذا قليلاً ..
ثم تناسيت الأمر وتابعت مسيري ..
خرجت الى الشارع فلم أر فيه سوى بقايا مياه الأمطار .. فدهشت
- أين ذهبت كل أمطار الأمس .. وكيف يكون الشارع نظيفاً لدرجة بالغة ؟!
ثم تساءلت ..
- كيف لي أن أمسح كل الخرابيش عن سبورة الروح .. كما الشوارع غسلتها مياه الأمطار من كل الخطايا..، انه أمر مستحيل ..
كنت أقول انه أمر مستحيل وأنا أمشي الهوينا على الرصيف .. وبعد بضع خطوات .. سمعت صوت أمي يناديني..
- الى أين أنت ذاهب في هذا البرد القارس ؟ .. فالبرد يقص المسمار
فابتسمت .. وتعجبت لهذا التشبيه .. فقلت لها (مداعباً) :
- فمن أجل هذا أنا ذاهب يا أمي .. سأبحث عن مسامير مقصوصة في الشوارع
وفي الحقيقة انني كنت لا أعرف الى أين أنا ذاهب .. فليس من المعقول أن أجد مسامير قصها البرد ..،
ثم سرت وكان لا يوجد سواي في الشوارع .. كل شئ من حولي صامت .. وكأن الدنيا قد خلت ..
فبدا لي ان هذا اليوم سيكون جميلاً .. رغم اني لم أجرب هذا من قبل ..، بدأت أتسكع هنا وهناك ..
ولهذه الأزقة نصيب .. ولتلك الشوارع نصيب آخر .. إلا شارع واحد .. كان مدججاً بالقصور وبيوت الأغنياء ..
مكثت فيه كثيراً .. ففيه بيت جميل .. مشيد بالحجر الأبيض (وفي الحقيقة انني استغرقت وقتاً طويلاً لاستخراج
اللون .. فالبيت كانت تغطيه أشجار كثيفة) .. ولهذا البيت عندي مقام .. فكثيراً ما أحسست أنه يخبئ أشياء جميلة وراء أسواره ..
وكثيراً ما كانت عيناي تتلاقى على استحياء بعينان جميلتان هناك .. ولكن دون كلام .. بل دون إشارات أيضاً.
ولكن هذا اليوم مختلف تماماً عن الأيام السابقة .. فلقد وجدت قلبي هناك .. معلقاً على حافة شرفة هذا البيت ..
- ولكن كيف لي أن ألتقطه ؟
سألت نفسي هذا السؤال وتلفت حولي لعلي أجد وسيلة .. ثم نظرت الى قلبي .. ففوجئت بفتاة جميلة تجلس
قريباً منه على تلك الشرفة .. كانت ترتشف قهوة الصباح .. ولكن أي صباح هذا ونحن في وقت الظهيرة ..، فقلت لها:
- أرجوك .. هلا ناولتني قلبي
فثقبت صدري عيناها الغاضبتان .. وقالت :
- (بغضب) .. ماذا تقول ؟
- هلا ناولتني .. (آه .. يا الله ما أجملها .. وما أعذب صوتها)..
ثم تداركت .. وأعدت سؤالي :
- هلا ناولتني قلبي
فاستعمرها الهدوء وبدت على وجهها علامات التعجب .. فابتسمت .. وكأنها تقول لنفسها (من أين أتاني هذا المجنون ؟نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة..
ثم قالت وهي مبتسمة ..
- أي قلب هذا ؟!
- انه قلبي الملهوف .. يرحل دوماً في دوامة الحزن .. ينتظر موسم الحب .. وموسم الحب قد رحل ..
كانت تستمع الي بحرارة حين كنت أسرد عليها مما لدي .. وقد كاد البرد أن يقتلني وأنا أقف في الشارع
حتى خفت أن (يقصني البرد كما يقص المسمار) .. ولا أنكر انني كنت سعيداً لأني وجدت من يسافر
في كلماتي.. ويرتحل في أعماقي ..
كلمتها كثيراً .. ثم استأذنتها ورجعت الى البيت .. ونسيت قلبي هناك .. ولا أدري كيف وصلت البيت ..
(بسرعة الضوء وصلت).. فيبدو انني كنت أفكر فيها أثناء مسيري .. فهي جميلة جداً.. جميلة حتى الإسراف ..
ولكن غضبها بعثر أفكاري .. فقصصت على أمي ما حدث .. ولكني أخفيت عنها الغنى الفاحش الذي
تنعم به تلك الفتاة .. فأنا أعرف أمي .. ستقول لي :
- انها جميلة ياولدي .. ولكن ..
يتبــــــــــــــــع......


 

رد مع اقتباس