15-10-2008, 12:03 PM
|
#34
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 25866
|
تاريخ التسجيل : 09 2008
|
أخر زيارة : 18-04-2016 (05:44 PM)
|
المشاركات :
210 [
+
] |
التقييم : 10
|
الدولهـ
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بعد سنين.. قادني الحنين.. الى مدينتي الى حين..
فقالوا..
- كلما رأتنا تسألنا عنك..
فدهشت..
- ما الذي يجمعهم بالموتى..؟!
وفي صباح يوم بارد..، وبمحض الصدفة التقينا في أحد الشوارع..
فقالت..
- صباح الخير..
(يا إلهي.. إنها هي.. بصوتها المخمليّ الجميل.. بأنفاسها الملتهبة.. و بحّة صوتها..)
- صباح النور..
(لقد كبرت الفتاة وأصبحت في أوج شبابها.. جميلة.. ممتلئة.. وكلها حيوية)..
فقالت وهي مبتسمة..
- كنت أبحث عنك منذ زمن.. هل لنا أن نجلس في هذا
المقهى لنحتسي القهوة سوياً..؟
لم أمانع.. فجلسنا نحتسي القهوة.. وكل منا يتأمل تغيرات الزمن في
وجه الآخر.. فأشعلت سيجارتها.. وهي تضحك بعلو صوتها..،
وقالت ..
- سمعت أنك كنت تكتب مذكراتك.. هل تأذن لي بقراءة ما كتبت ؟
فقلت وأنا بغاية السرور ..
- لكِ ذلك يا سيدتي.. ولكن هل كتبتِ أنتِ شيئاً ؟
- لا.. فأنا لا أملك قلماً
فسألتها (مندهشاً)..
- كيف مرّت عليك سنوات الهجرة ؟
فوضعت السيجارة بين شفتيها الجميلتين.. وأخذت منها نفساً عميقاً..
وقالت.. والدخان يخرج مع كل حرف تنطق به..
- عادي .. وأنت ؟
وكأن أحداً صفعني على غفلة مني..، جلسنا طويلاً وتحدثنا كثيراً..
ولكني لا أذكر شيئاً مما تحدثنا عنه.
وفي اليوم التالي.. حزمت أمتعتي.. وعدت الى بلاد الشمس لأرسل
لها نهاية قصتنا .. قصة العهد البارد :
عزيزتي ..
كان الصباح الإربديّ بارداً .. حين رجعتِ لتعزيني بموتي القديم ..
ونسيتَ أنك أنت التي قتلتني منذ زمن بعيد.. وما كنت أدري أنك
رجعت لتستكملي قتلي.. فسلّمتك بقية روحي.. والخنجر في يدك
كالماء يتسلل الى أعماقي.. وأنا دائم العطش.. وكل الخناجر الممتدة
من الماء الى الماء كانت ترجع في الليل الى قلبي فأصرخ.
كان عليّ أن أبدأ البحث عن أسرار النجوم حين راق لك قراءة
مذكراتي.. ورغم أني أعلم أنك مصابة بالموسيقى الصاخبة.. والضحك
الملعون المجنون.. إلا أنني شعرت أن العمر لم يذهب هدراً لأن الحبر
لا يزال يجد من يسافر فيه في هذا العهد البارد.. فتكشفت أنيابك ..
وها أنا تخلصت من كل عذابات الدنيا.. لأحيا في بلاد الشمس ..ولم أعد
أمتهن العشق.. فموتي بلا رجعة.. وادفني نفسك في العهد البارد.
وللحزن بقية
عمر
|
|
|