27-09-2002, 08:19 PM
|
#1
|
عضو جديد
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2667
|
تاريخ التسجيل : 09 2002
|
أخر زيارة : 29-09-2002 (06:01 PM)
|
المشاركات :
1 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
قرف
السلام عليكم :
سا جعل لكم الخيار فى التقييم لا استطيع ان ادعى لنفسى فلربما كنت اسوء او افضل وان كانت الاخيرة غالبا غير متوفرة ..
غالبا نحن زوار هذه الامكان اناس غير راضون عن انفسنا وقد نكون عاجزين حتى على التقييم او على ان نعاقب ذواتنا بشكل او باخر ..
قصتى ليست من قصص المنتديات التى امتلئت بها الساحات يتخذها الاخرون والذين يمثلون ايضا ضعفنا نحن وان كان مختبىء خلف قناع اجتماعى براق ..يتخذها اولئك مادة للتندر او الاعتبار .من باب احذر ان يحدث بك هذا او ذاك ..
حسنا انا الان ابلغ الرابعة والثلاثين ومشكلتى انى لم اتحصل على شجاعة كافية تجعلنى قادرا على انهاء حياتى سريعا بدل موتها البطىء والعذابات التى اسببها لنفسى ولا خرين من حولى ..
ولدت فى اسرة من طبقة متوسطة قبل ان تختفى هذه الطبقة من مجتمعنا ولدت ذكرا وحيد وعلى راس ثلاث بنات وان اكبر الاولاد ..
عشت طفولة قصيرة احسست فيها بعطاء الوالدين وحنوهما على ..محاطا بكل الرعاية ولم يكن ليرفض لى طلب ..
مدللا وقد كنت غالبا من الخمسة الاوائل فى دراستى الابتدائية وكانت حياتى تسير وفق الخط الطبيعى الذى يفترض بى ان اعيش ضمن اسرة متماسكة وان اتم دورى فى الحياة حتى النهاية بتتابع الدراسة من ثم الزواج بمن اختار وعملا مربحا وهكذا كنت انسج احلام على ارض الواقع واخرى فى الخيال كانت تغذيها قصص المغامرات المصورة فتارة ارى نفسى سوبرمان الذى لا يقهر وتارة اجدنى ذلك الكشاف الفرنسى المغامر وهكذا صرت اتنقل فى الخيال كثير وانسحب حلمى على ارض الواقع وبدات احلامى الخيالية هى التى تفرد لها مساحات شاسعة من ذاكرتى ....
حدث هذا تقريبا عندما توفى ابى ...نعم
مات والدى وانا لم ابلغ بعد العاشرة او الحادية عشر من عمرى ..
اذكر ذاك اليوم جيدا ..فقد كان مقيما بالمستشفى للعلاج كانت اخر زياة لنا نراه فيها كان نشيطا يمزح معنا ..كانت حالته جد مستقرة ....وقبل ان يخرج من المستشفى بايام ..زارته الوالدة لتجد انه قد توفى .
امتلاء البيت بالمعزين فى ذلك اليوم .فى لحظة لم اجد موطىء قدم لى .كان الكل يحتضننى على اعتبار انى قد صرت اليتيم الحقيق بكل شفقة ممكنة ..لم ابكى يومها اتجهت الى شرفة بالمنزل ..ورفعت عينا الطفل المتسائلتين الى السماء وخاطبتها ...لماذا انا ؟؟لما اخترتنى انا يالله دونا عن بقية الخلق لما ؟؟
لم اكن اعلم ان المزيد يختبى وان الزمن قد اعد ما هو اعظم واكبر ...كانت تساؤلى تساؤل طفل ..خفضت عينى الى الارض والصور تتتابع امام عينى حول مستقبلى ذاك وكيف ان الاشياء بدات فى التغير وان الخط الذى سانتهجه بدأ فى التلاشىء..
انتهى ابى ..كانت تجربتى الاولى مع الموت ...ولعلها التجربة الاهم ..وذلك الاحساس الذى يعتريك وانت فى الفضاء تسقط تبحث جاهدا عن شىء ما تتعلق به ..وتشعر من خلاله بالامان ...
تحقق ذاك الشىء ..كان جدى وخالى الذان كفلانى اذا ان ابى لا اخوة له ..
ربيت فى جو مدلل ولكنه جو ايضا متشدد ..فانا ممنوع على الخروج الا الى المدرسة وعدم الاختلاط مع الاخرين ومن هم اكبر سنا منى ..ممنوع على ان ابقى حتى بجانب باب المنزل ..عدا ذلك فقد كان كل شىء على مايرام ..
هل كان كل شىء عل ما يرام ؟ لا لم يكن كذلك ابدا ....
لقد اعتدت القوقعة او لنقل صرت اخاف انا شخصيا من ان اخرج منها وانتهى بى الامر الى ان اصبح شبه انطوائى قلما اشارك فى اى نشاطات مدرسية مثلا وحتى صداقاتى كان يعتورها الخلل اذ كنت الاضعف شخصية بين الجميع والاجبن قياسا الى الاخرين من بنى جلدتى ..كان على ان ابحث عن بديلا يحتوينى او ان يرفعنى على الاقل قليلا فى عيون الاخرين ..ولم يكن ذلك البديل عن كل ما ينقصنى الا الكذب ..
اخذت الكذب رفيقا لى ودرعا اختبىء ورائه واحاول بشتى الطرق ان اصنع حياتى بهذا الكذب ..وضللت اكذب وعرفنى الاخرين كاذبا ومع هذا فلم اتوقف ابدا ...
كانت بنيتى البضعيفة وشكلى المضحك وفشلى فى ان اكون اجتماعيا دافعا لى او اكذب اكثر واكثر ....
لم اكن صادقا الا مرة واحدة فقط ..مرة واحدة صدقت فيها وقد اودى صدقى وجبنى ايضا الى ان افقد شرفى وعرضى فى لحظة واحدة ..
كنت بعد بلوغى الثانية عشر احاول الخروج قليلا من تلك الصدفة التى سجنت نفسى داخلها ..فكنت اتجول فى فترة بعد مغيب الشمس فى حديقة كبيرة تقع مواجهة منزلنا ..يوميا اخرج وحيدا اشاهد السيارات وبعد ذاك اتوجه الى بائع صحف كنت غالبا ما اشترى منه مجلات الكومكس والقصص الشعبية كسوبرمان والوطواط وغيرهم من ابطال الكرتون ...
فى ذلك اليوم المظلم ...كنت فى الحديقة وكان هناك العديد من الناس يتجولون وبعض الاطفال يلهون وكانت الامور تمشى وفق الجو الاعتيادى ...
كان هناك بالغ لاحظنى من خلف سور الحديقة القصير جدا ..مررت بجوراه غير بعيد فنادانى ..وسألنى ان انظر خلفى اذا كان هنك شخص ما بقبعة فالتفت ورائى ولم اجد احدا بهذه المواصفات ..فى نفس الوقت كان ذلك البالغ قد اجتاز السور متقدما نحوى ولم ادر الا وقد وجدته قبالتى ..واخر مع كان فىالحديقة واقفا غير بعيد عنى ....
سالنى ما اسمك فاخبرته بكل الصدق ..والحقيقة كنت خائفا وقلقا ...
اين تسكن اخبرته بمحل سكناى .سألنى ان كان لى اخوة كبار فاجبته صادقا بالنفى ...كنت اجيب على اسئلتهم وكانى اقول لهم نعم يا شباب انا هو الضحية المثالى فخذونى ....فعلا هذا ما حدث كنت ابكى ..صفعنى احدهم واخذنى الى منطقة بها سور مهدم خلف الحديقة وهناك اغتصبونى بالتناوب ...وهددونى بان لا انطق كلمة مما حدث ..وعدت الى بيتى مسرعا ولم انطق بكلمة مما حدث حتى الان ...
|
|
|