عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-2008, 02:43 AM   #15
دمعة خيانه
V I P


الصورة الرمزية دمعة خيانه
دمعة خيانه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21073
 تاريخ التسجيل :  08 2007
 أخر زيارة : 18-03-2013 (05:34 AM)
 المشاركات : 6,409 [ + ]
 التقييم :  56
لوني المفضل : Cadetblue


تابع

بعد ذلك اتصلنا بأحد الاخوة المعالجين بالقرآن وكانت تربطنا به علاقة صداقة قوية وقديمة ، وأردنا منه معاينة الحالة كي نقف على حقيقة المرض الذي تشكو منه ، فنحن إلى هذه اللحظة لا زلنا في دوامة لا نعرف أولها من آخرها ، وكان ذلك الأمر فحضر الأخ مشكوراً ومكث معها أربع ساعات متواصلة بوجودنا جميعاً ، وكانت خلال هذه المدة غائبة عن الوعي تماماً ، وكان يصدر منها صراخ شديد وتوسل ، وقد ضربها الشيخ ضرباً شديداً ، وعندما عادت لوعيها لم تشعر بكل ما دار حولها ولم تشعر بالضرب مطلقاً 0
وبدأت مرحلة جديدة من المعاناة والألم ، وبدأت الفتاة تشعر بأعراض جديدة ، حيث بدأت تشعر بآلام في منطقة الأرحام وتقلصات غير طبيعية ورافق ذلك خروج دم من نفس المنطقة ، وقد وَقَفتُ على ذلك الأمر بنفسي وشعرت بتلك التقلصات ولكني أوعزت الأمر إلى انقباضات عضلية عصبية ، وكل ذلك أدى إلى أصابتها بأزمة نفسية ، وحاولت أن أهدئ من روعها وأذكرها بالله سبحانه وتعالى 0
وقمنا بتوجيه من الأخ المعالج باستخدام زيت الزيتون المقروء عليه ، ودهن جميع أنحاء جسم الفتاة وبخاصة منطقة الأرحام ، ويتحول الأمر من التقلصات إلى آلام شديدة جداً تكاد لا توصف ، بل أصبح الوضع وكأنها تعاني من أمر يشبه طعن السكاكين ، وازداد ألم الفتاة وأصبح ليلها في أوله وفي آخره ألم وعذاب ، وكانت تصرخ وتتألم ويأتيها ما يأتيها من تعب وإرهاق مما لا يعلم بحالها إلا الله ، ونحن برفقتها حتى يطلع الفجر 0
خلال هذه الفترة نقلت الفتاة من مدرستها إلى مدرسة أخرى ، وحاولت المسكينة أن تنتظم في الدراسة ولكن دون جدوى ، حيث كان الصرع يطرحها من فينة لأخرى ، وبالرغم من أن المدرسة جديدة عليها ، وكذلك قلة الساعات التي كانت تحضر بها إلى المدرسة ، وأحياناً قد لا تحضر مطلقاً ، بالرغم من كل ذلك فقد حازت على إعجاب مدرساتها وزميلاتها ، وكانت تحصل في الامتحانات القليلة التي تقدمت إليها على أعلى الدرجات بل قد يصل الأمر في أغلب الأحيان أن تحصل على الدرجات النهائية 0
استمر الأخ المعالج جزاه الله خيراً في متابعة الرقية الشرعية ، وكان يمكث بطرفنا الساعات الطوال ، وتتكرر الأحداث : ألم وصراخ وتوسل وبكاء والشعور بالاختناق ومن ثم الصرع ، وكان الأخ المعالج يلجأ إلى ضربها ضرباً شديداً في فترات وأوقات معينة تتخلل الرقية الشرعية 0
كانت الفتاة في هذه الفترة ترى شبحين : الأول صغير أحمر اللون تمزق وتلاشى بفضل الله سبحانه وتعالى ، أما الثاني أسود كبير الحجم كانت تراه يخنق نفسه بيديه ، ومع مرور الأيام أصبح يكلمها بحدة وعصبية وأخذ يهدد ويتوعد 0
وللإنصاف والعدل ولاتخاذ كافة الأسباب الشرعية والحسية في علاج الفتاة ذهبنا بها إلى إحدى المستشفيات الخاصة بحثاً عن أسباب المعاناة والألم التي عادة ما تصيبها في منطقة الأرحام وكذلك خروج الدم من نفس المنطقة ، وقد كان الاعتقاد أن الأمر يتعلق بأسباب عضوية ، فعاينتها طبيبة متخصصة وقامت بإجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة ، وكانت نتيجة الفحص أن الفتاة سليمة تماماً ولا تشتكي من أية أمراض عضوية ، وقد شَرَحتُ لها الموقف من أوله إلى آخره ، فقالت ليَّ بالحرف الواحد : لعل هذا الأمر من تعبث الجن ! 0
بدأت الأحداث تتلاحق بالنسبة للفتاة ، وبدأ يظهر على أجزاء متفرقة من جسدها طفح جلدي يشبه الحروق خاصة في منطقة الصدر والبطن والركبتين ، وقمنا باستخدام كثير من المستحضرات الطبية التي وصفها لنا الأطباء ولكن دون أية فائدة تذكر ، ولم تنفع كافة المستحضرات في إزالة هذا الأثر من على جسدها ، ومن هنا اكتفينا باستخدام الزيت المقروء عليه 0
وتتابع الأحداث عليها في المدرسة أيضاً حيث أصبحت وفي أثناء سيرها تسمع همساً وكأن أحداً يكلمها ، أو أنها تشعر بمن يمسكها من الخلف فتلتفت فلا ترى أحداً ، والغريب في الأمر أنها في بعض الأحيان كانت تذهب لتشرب الماء فتفتح الصنبور فكان يغلق في وجهها ، فتصاب بالخوف والرعب وتعود إلى فصلها مرة أخرى 0
وكانت تدرسها مادة التربية الدينية أخت فاضلة من حفظة كتاب الله وأثناء قراءة المدرسة لبعض السور والآيات خاصة التي ورد فيها ذكر الشياطين تصرع الفتاة على الفور 0
وتتطور الأحداث بصورة متلاحقة فأصبحت الفتاة ترى في اليقظة رجلاً كأنه من أصحاب القبور يحدق بها ، وأحياناً أخرى تراه بشكل مسخ لم تستطع من بشاعته أن تقوم بإعطاء وصف دقيق له ، فإذا دخلنا عليها اختفى كل ذلك من أمام عينيها 0
وبدأ يتأثر المحيطون بالفتاة بتلك الأحداث ، ومن ذلك أنني استيقظت في ليلة من ذات الليالي وإذا يدايّ مشلولتان أو أشعر فيهما بخدران شديد ، وذهبت من فوري لمراجعة المستشفى ، الذي أكد لي على سلامتي من الناحية العضوية وأني لا أعاني من أية أعراض طبية ، ابني الكبير ذو التسعة أعوام أصبح يسير وهو نائم على غير العادة ثم يرمي بنفسه على عمته ( الفتاة المصابة ) لتفزع مرعوبة وتصرخ صرخة عظيمة ، وكذلك الحال مع ابنتي ذات العشرة أشهر آنذاك ، كانت تستيقظ مرعوبة وتحدق في شيء نحن لا نراه ، ثم تخفي وجهها في ثنايا صدري من ذلك الشيء الذي تراه ، وتستغرق في بكاء شديد ، وأصبح الجميع يشعر بأن شيئاً ما يحاول التعدي على حياتنا الخاصة 0
وأصبح الشعور السائد بأن هناك محاولات مستميتة لإجبار المحيطين بالفتاة التخلي عنها ، وكان امتحاناً صعباً ، فالأم والاخوة أصابهم خوف شديد وآثروا الابتعاد ، ولم يبقى إلا أنا زوجة الأخ ، وتيقنت بأنني لو تخليت عنها في مثل هذه الظروف الصعبة لضاعت الفتاة إلا أن يشاء الله ، فعزمت أمري وعقدت العهد مع ربي أن لا أتخلى عنها تحت أي ظرف من الظروف ، فنقلتها إلى غرفتي لتنام معي كي أكون قريبة منها فأواسي ضعفها وأجبر كسرها وأحفظها بعد الله سبحانه وتعالى من أي مكروه قد يصيبها من ذلك الخبيث اللعين ، وكنت أسأل الله سبحانه وتعالى التثبيت والإخلاص في ذلك ، وكنت على يقين بأنني أقف أمام عدو ليس من عالمنا ويحتاج لسلاح قوي شديد للنيل منه والقضاء عليه ، وكان أنيسي في ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم


 

رد مع اقتباس