عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-2008, 02:45 AM   #17
دمعة خيانه
V I P


الصورة الرمزية دمعة خيانه
دمعة خيانه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21073
 تاريخ التسجيل :  08 2007
 أخر زيارة : 18-03-2013 (05:34 AM)
 المشاركات : 6,409 [ + ]
 التقييم :  56
لوني المفضل : Cadetblue


ومن خلال نقاشي لها وتذكيرها بالله فطنت لنفسها من تلك الأوهام التي كان يلقيها ذلك الخبيث في روعها وَفَوَضت أمرها إلى الله سبحانه وتعالى وعملت بنصيحتي لها ، فأقسم الخبيث أن يُنغِصَ عليها حياتها ، وأن يحرمها من دراستها ، بل أنه قد هددها بالقتل 0
ومن هنا ومنذ ذلك الوقت بالذات بدأت أصعب مرحلة في مراحل هذه القصة العجيبة ، إذ بدأ الخبيث ينفذ تهديداته ، فكان يظهر لها في المدرسة تراه ولا يراه الطالبات أو المدرسات ويهددها بتعريتها من ملابسها أمام الجميع ، وقد لجأت مرات عدة إلى مدرسة التربية الدينية لرقيتها ، فما كان من الخبيث إلا أن صرعها ومزق ثيابها بيديها ، وحاول الاعتداء عليها فما كان من تلك المدرسة الفاضلة إلا أن ألقت بنفسها عليها وهي ترقيها بالرقية الشرعية ، ونتيجة لمثل ذلك التصرف أصبحت تلك المدرسة المسكينة تهاجم بالكوابيس في كل ليلة ، وابتليت بمرض أصابها في يديها ، ولكنّ الله سبحانه وتعالى كشف كربتها وفرج عنها 0
ودخلت الفتاة في مرحلة جديدة نتيجة للظروف القاسية التي واكبتها خلال الفترة المنصرمة ، وأرادت أن تدخل في تحدي مع هذا الخبيث ، وأصرت على أن تتقدم للامتحان وكان ذلك اليوم يوماً مشهوداً ، وكان التعاون ملحوظاً من قبل المدرسة ممثلة بالمديرة ووكيلة المدرسة ومساعدتها ومدرسة التربية الدينية ، حيث خصصت لها إدارة المدرسة غرفة الوكيلة لتقديم الامتحان ، وكان في الغرفة إضافة للفتاة أنا ووكيلة المدرسة ومساعدتها ومدرسة التربية الدينية ، وعند بدء الامتحان بدأت عيني الفتاة في وضع متقلب وهذا ما يسمى بـ ( الرأرأة ) ، حتى وصل الأمر إلى أن أصبحت عينيها بياض بالكامل ، ومن فوري قمت برقيتها بالرقية الشرعية وسرعان ما أصيبت بصداع شديد ثم صرعت ، فلما أفاقت أصرت على إكمال الامتحان ، وبدأت تكتب الإجابات المقررة وعلى الفور أصيبت يدها بالشلل ، بعد ذلك طلبت منها أن تمليني الإجابات بعد أخذ الإذن من الوكيلة ، ويفاجأ الجميع بأن الفتاة بدأت تضرب بطنها بشدة وقوة حتى صرعت ، أفاقت مرة أخرى وكلها إصرار وتحدي أن تتابع الامتحان المقرر ، فزعت الوكيلة والمساعدة فزعاً شديداً من كل ما حصل وهربتا معاً من الغرفة ، وبقيت أنا ومدرسة التربية الدينية التي أبت أن تتركني وحدي مع الفتاة رُغم إصراري عليها بمغادرة الغرفة ، وما أن بدأت في إجابة الأسئلة حتى رأيتها تطير من كرسيها التي تجلس عليه وكأن أحداً ما قد جاء مسرعاً ودفعها بقوة حتى وصلت إلى باب الغرفة على بعد متر ونصف من المكان الذي كانت تجلس فيه ، وأذكر أن مدرسة التربية الدينية قالت لي في ذلك الوقت : ما الذي يحدث من حولنا ؟ ، وما الذي يحصل لهذه الفتاة المسكينة ؟ ما أظن هذا الخبيث إلا أنه مارد ، ولكنها تساءلت ببراءة وقد كنا في ذلك الوقت في شهر رمضان المبارك ، أليست الشياطين تصفد في رمضان ؟ فكان ردي آنذاك آمنا بالله ورسله ، ولعلنا لم نفهم المعنى الحقيقي للحديث ، وكل ما حصل في ذلك الموقف يؤكد لنا جميعاً أن هذا الخبيث لم يكن يعمل لوحده إنما كان يعاونه أحد ما ، وقد رأينا كيف أن الفتاة تهاجم من عدة اتجاهات وفي آن واحد ، بعد كل ما حصل أفاقت الفتاة وقد أصرت على إكمال الامتحان ، عند ذلك شعرت باختناق شديد وجحظت عينيها ، وأصبحت ترى ذلك الأخ المعالج واخوتها يتعرضون لحوادث مروعة ويتقطعون أمام عينيها وهم يستنجدون بها ، فما كان مني إلا أن اتصلت بهم واحداً واحداً على الهاتف النقال لأبين لها كذب هذا الخبيث المتمرد لأن المسكينة كانت وكأنها تعيش الموقف على حقيقته 0
وقد استمر الوضع على ما هو عليه : صرع واختناق ورؤية الحوادث المروعة وغير ذلك من أمور أخرى ، وكان يرافق كل ذلك صراخ شديد ، ولم تستطع الفتاة الإجابة إلا على الورقة الأولى من الامتحان ، واستمر الوضع على ذلك منذ تمام الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الواحدة والنصف ظهراً ، مما اضطر مديرة المدرسة إلى استدعائي والاعتذار عن استمرار هذه المأساة خوفاً منها على المدرسات والطالبات وكان لا بد لها من وقف قيد الطالبة ، فتمت موافقتي فوراً على ذلك الإجراء خوفاً على الطالبة من جهة ، وتقديراً لمصلحتها ومصلحة الجميع من الجهة الأخرى ، وحيث أننا لا نستطيع أن نستمر على هذا الحال والمأساة طيلة أيام الاختبارات ، علماً بأن ورقة الامتحان التي أجابت عليها الطالبة قد اختفت تماماً ، كما اختفت بطاقتها المدنية التي كان لا بد منها للحصول على عذر طبي ، ولم يُجدِّ البحث آنذاك لا عن هذه ولا تلك ، فآثرنا الانسحاب من موضوع الدراسة مؤقتاً 0
وتستمر المأساة والصراع مع هذا المتمرد الذي لم يرقب في مسلم إلا ولا ذمة ولكن يبقى عزائنا الوحيد بثقتنا المطلقة بالله سبحانه وتعالى ، ويتحول الخبيث كي يستخدم معها أسلوب خطير آخر وهو دفعها أينما كانت ، فتارة يدفعها من الأمام فتطير إلى الخلف مسافة متر أو أكثر ، وتارة أخرى يدفعها من الخلف فتطير إلى الأمام ، وتارة يدفعها من أحد الجانبين ، وكل ذلك يحدث معها سواء كانت تسير داخل المنزل أو على السلم ، وبالعموم فقد كان هذا العتل يتحين الفرصة التي يكون فيها الإيذاء أشد ، هذا وقد اضطرنا الأمر في الشتاء الماضي إلى الاستغناء عن المدفأة بسبب المحاولات المتعددة من قبل هذا الطاغية لإلقاء تلك الفتاة المسكينة عليها ، أما إن كانت المدفأة كهربائية فكان يحاول إلصاق يدها بها ، وكذلك الأمر بالنسبة للأشياء الحارة فكان يتعمد دائماً وأبداً أن يسكب الأشياء الحارة عليها ليحرقها ، بحيث يرى جلساؤها وكأن أحداً ما يضربها مما يؤدي إلى مثل تلك الوضعية ، وقد أدى ذلك إلى منعها من قبلنا من حمل الأشياء الحارة ، هذا من جهة أما من الجهة الأخرى فكان يحاول إيذاءها بأي شيء حاد تمر عليه ، بحيث يضرب يدها بشدة فتسيل دماؤها ، وكان معظم التركيز على الجانب الأيسر لهذه الفتاة المسكينة ، بل قد منعت من دخول المطبخ خوفاً عليها من إيذاء ذلك الطاغية 0
ويستمر اللعين في طغيانه وجبروته ويتحول لاستخدام أسلوب شديد القسوة حيث بدأ ينهال عليها بالرفس والركل أثناء فترة النوم ، ليس ذلك فحسب إنما يتطور الأمر تدريجياً كي يصدم رأسها في الأرض تارة ، وفي الجدار تارة أخرى ، وفي الأثاث تارة ثالثة ، وقد جعلني مثل ذلك الوضع ألازمها ملازمة تامة ، آخذ بيدها وأتأبط ذراعها أثناء يقظتها وفي سيرها وفي صلاتها ، حتى كنت أرافقها في دخولها للحمام سواء كان ذلك للاغتسال أو لقضاء الحاجة ، وأحياناً وفي غفلة مني كان يتربص بها السوء فيحاول إيذاءها والنيل منها ، وكنت على يقين تام وثقة مطلقة بالله سبحانه وتعالى أن هذا الوضع الصعب لن يستمر طويلاً، وأن الفرج قريب، وأن النصر مع الصبر 0
وأذكر في سياق هذه القصة بعض أشكال الإيذاء التي كان يقوم بها هذا اللعين ، فذات يوم كنا نصلي معاً ، وقد كان يشد عليها ويعذبها في الصلاة فيضربها في ثنيات قدميها خلف الركبتين لتقع على الأرض ، وكان يحصل مثل ذلك الأمر خاصة أثناء القنوت والدعاء عليه ، وكم من مرة كان يضربها على رأسها من الأمام أو من الخلف أو من كلا الجانبين ويصرعها ، وذات يوم صرعها بنفس الطريقة السابقة ، فنقلتها إلى فراشها، وأردت أن أتابع الصلاة ، وأقسم بالله العظيم أني رأيتها تطير من فراشها مسافة مترين تقريباً كي تستقر في منتصف الغرفة وفي نفس الوضع التي كانت نائمة عليه ، وأذكر من شدة الصدمة في ذلك الموقف جلسنا نضحك سوياً وقد لعنته ولعنت أباه ، فنهيتها عن ذلك ، إذ ليس لأبيه ذنب في كل ما يحصل 0
ومن الحوادث الغريبة التي حصلت لنا سوياً حيث أدخلتها ذات يوم إلى الحمام وسرعان ما رأيت مطارة الشامبو تطير في وجهها وتضرب الحائط بشدة ، فاستعذنا جميعاً بالله عز وجل ، وكذلك من الأمور الغريبة التي حصلت معنا أن فيشة الهاتف كانت تطير في وجهنا إذا أردنا أن نكلم الأخ المعالج الذي يقرأ عليها 0
بل اتبع أسلوباً جديداً في حربه لتلك الفتاة المسكينة ، حيث بدأ يزرع الشكوك في نفسيتها ويوهمها بأن المعالج لا يقرأ عليها خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى إنما له مآرب أخرى ، وأخذ يلقي تلك المعاني في عقلها وقلبها ، كل ذلك أدى بها إلى كره المعالج والشك به ، واستطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى أن نزيل كافة تلك الوساوس عنها ، وأن نعيد لها الثقة بالمعالج ، فلما رأى منها ذلك ، ولمس من الفتاة تقدير المعالج لحرصه وشهامته وتضحيته من أجل إخوانه في الله ، أصبح يحاربها على نقيض ذلك التوجه ، بحيث أصبح يتشكل بصورة هذا الأخ الكريم ويحاول الاعتداء عليها بكافة الأشكال والسبل ، علَّ الفتاة تستجيب له في وده وحبه لها ، أو أنها ترفض وتكره ذلك الأخ الفاضل ، بل وصل به الأمر إلى درجة أن يتشكل لها بهيأة المعالج وبنفس الملابس التي يلبسها ، وذات يوم ذكرت لنا بأنها رأت الخبيث يتشكل بشكل المعالج ويلبس ثوباً بنّيَ اللون ، وقد استنتجت أنا وزوجي بأن المعالج سوف يحضر إلينا ذلك اليوم بمثل هذا الثوب ، وبالفعل حصل مثل ذلك الأمر ، ونحن نعلم قطعاً أن القضية ليست معرفة بعلم الغيب بقدر ما هو معرفة أمر بمقدور الجن معرفته بطرقهم الخاصة ، ولكن المؤكد في الأمر أن هذه المسألة لا يمكن تفسيرها أبداً من الناحية النفسية ، أو وصف هذه الحالة بالمرض النفسي 0
ومن الأمور التي كنا نستغرب منها جميعاً أن الفتاة أوتيت قدرة عجيبة على السمع ، فقد كانت تسمع الحديث الذي يدور في غرفة أخرى علماً بأن المسافة بين الغرفتين تكون بعيدة نوعاً ما وقد تفصل بينها غرف وأبواب ونحو ذلك من أمور أخرى ، ولعل أكثر ما كانت تسمعه تلك الأحاديث التي تؤذيها في مشاعرها وتسبب لها انتكاسات نفسية كالحديث عن حالتها وعن الخبيث وقوته ، وكذلك ما نخطط له وندبره مع الأخ المعالج في الأساليب والوسائل المتبعة في العلاج 0
وكذلك كنا نلاحظ عليها أمر ملفت للنظر حيث كانت تمتاز بعين حارة للغاية ، ومن ذلك أنها أعطت وصفاً جميلاً لفم وأسنان ولدي البالغ من العمر تسع سنوات ، وحصل بعد ذلك أن وقع على وجهه وتكسر أحد أسنانه ، وحصل أن تأذى في ذلك اليوم ثلاث مرات ، ومرة أخرى وصفت عيناه بالجمال فتعرض لحادث دخل على أثره برادة حديد في عينه وتلقى العلاج اللازم لإزالتها ، وكذلك حصل أن أصيب بحروق في عينية نتيجة تعرضه للماء الساخن ، ومن الحوادث التي تؤكد على هذا الأمر ما تعرضت له أبنتي الكبرى من إيذاء ، حيث كانت متفوقة في دراستها ومذاكرتها ، فَذَكرت فيها تلك الصفة بإطراء وإعجاب فأصبحت تعاني من عدم القدرة على التركيز ولا تستطيع أن تقرأ أكثر من سطر واحد في الكتاب المقرر 0
وقد كانت الفتاة تشعر بضيق شديد وخوف مؤلم في القلب صباح كل يوم سوف يأتي المعالج لرقيتها بالرقية الشرعية ، بالرغم من أننا كنا نخفي عليها قدر الإمكان موعد مجيئه في الأيام الأُول ، لدرجة أنه مع تكرار هذا الأمر أصبحت تعرف الموعد المحدد بالضبط الذي سوف يأتي به 0


 

رد مع اقتباس