أسباب الرحيل الحقيقيه .. ( الطامّه )
حدث مالم يخطر على بال أو خاطر .. صدمه .. قلبت كيان حياتنا رأساً على عقب ..
صدمه .. كان من تلقّاها هي .. أمي .. وكان مصدرها .. صديقتها المقربه ..
عانت أمي .. في الآونه الأخيره (من تلك الفتره ) .. من معاملة صديقتها المختلفه لها .. التي مالت إلى القسوه ..
لم تكن أمي قادره على فهم مايحدث في باديء الأمر .. فقد كان حبها وإخلاصها لصديقتها .. كفيلان بحمل الأعذار لها ..
فمهما صدر منها .. فهي الصديقه التي وقفت بجانبها .. في أزماتها .. في ذروة حاجة أمي لهذا ..
ولكن جاء ذلك اليوم التي وضحت فيها الرؤيه .. وتحول كل جميل .. تحمله أمي لصديقتها .. إلى جحيم ..
كانت أمي تصغر صديقتها بسنوات عديده .. فقد كانت الأرمله الصغيره .. التي لم تتعدى نصف الثلاثينات بعد ..
إذاً هي .. خطر .. يدخل بيت الصديقه .. ويهدد أستقراره .. هذا ماكان يجول في خاطر صديقة سنوات ليست بقليله ..
كان قلب تلك الصديقه يمتليء بالأحقاد والغيره المجنونه من أمي .. في حين قلب أمي لم يحمل إلاّ كل جميل ..
كانت الطامه .. حين علمت أمي .. بحقيقة مايحمله قلب صديقتها نحوها .. و خوفها منها على زوجها .. (؟؟؟؟؟؟) ..
وبسبب هذه الصدمه .. تحولت أمي إلى شخص مختلف تماماً .. فقدت ثقة كل من حولها .. بشكل مخيف .. ومبالغ فيه ..
فقد أصبحت تعاني .. ( البارانويا ) .. حالة شك مبالغ فيه .. بكل مايجول .. ويحدث حولها ..
فاأصبحت ترى كل البشر .. يسعون لإذائها .. يخططون لقتلها .. لتدميرها .. لسبب ما لا تعلمه جيداً ( في ظنّها ) ..
فإن الجميع يكرهها و يتقصّدها .. هي .. وحدها ( طبعاً هذا فقط .. في ظنّها ) ..
أصبح طبعها .. قاتل .. صعب تحمّله .. فقد كانت عصبيه جداً .. يصعب التكلم أو النقاش في أي شيء معها ..
تشك في كل .. حرف .. يقال لها .. أو فعل لا يحمل إلا كل الخير لها .. وتسعى للأنتقام من أعدائها ( كما تظنهم ) ..
عشنا معها .. أنا وأخوتي .. أصعب سنيين حياتنا .. التي لا أريد العوده لها .. أبداً .. أو حتى تذكّرها ..
تمّر السنين .. وتتطوّر حالتها .. ويعلو الحاجز .. بينها وبيننا ( نحن أبناءها ) ويغلظ .. أكثر وأكثر ..
لم تعد تعلم عنّا شيئاً .. ونحن بالمثل .. كنّا نتجنبها .. ولم يكن يجمعنا بها في بيتنا إلاّ وجبة الغداء .. فقط ..
فنحن لم نكن قادرين على التوحد معها .. فقد أصبح هذ التوحد شيئاً .. من أبعد المستحيلات ..
أصبح ترابطنا أنا وأخوتي قوي .. فلم نجد إلاّ بعضنا لمواساة بعضنا البعض .. على مايحدث معنا .. بسببها ..
للأسف .. لم نكن نعلم أن أمي تعاني من مرض نفسي .. في البدايه .. فنحن لم نفقه مثل هذه الأمراض من قبل ..
ولكن .. ألتحاق أخي الأكبر للجامعه .. ودراسته لمجال الطب .. وألمامه على جميع فروعه ..
فتح عينيه على حقيقه كنّا نجهلها .. هو أن ماتعانيه أمي هي حالة شك مرضيه .. أي هو شييء خارج عن إرادتها ..
وأن معالجتها يجب أن تكون في أقرب فرصه .. فإن المرض يتطور كل يوم إلى الأسوأ .. ونحن لا ندري ..
طبعاً .. كان من الصعب علينا معالجتها .. وترتب هذا على أسباب عديده ..
أولها .. كان عدم قدرتنا على التحكم فيها.. أو فتح أي باب للنقاش معها .. لأقناعها بزيارة طبيب نفسي ..
ثانيها .. عدم وجود أشخاص كبار نثق فيهم .. قادرون على تحمّلها .. والتكلم معها .. وتليين عقلها .. وإقناعها بحالتها ..
ثالثها .. كانت أسباب ماديه .. فإذا فكرنا بعلاجها دون علمها .. نحن كاأبناء .. لانملك إلاّ مصروف الجيب ..
الذي قد لا يكفي .. دفعها لتكاليف الدواء .. أو حتى لمجرد أستشاره فقط ..
ومن هنا بدأ تفكيرنا يتجه .. إلى أهلها .. وأخوتها .. الذين قد يكونوا قادرين .. على فعل شيئاً لها ..
وبما إن والدتي مصرية .. فإن جميع أهلها .. يعيشون في مصر ..
إذاً أصبحت تلبية إلحاح أهل والدتي .. لعودتها إلى مصر من بعد وفاة والدي .. جدير بالتفكير به جدياً ..
وأمر سفرنا إلى مصر لمده ليست بالقصيره .. هاماً .. ويجب بدء الترتيب له ..
وفعلاً .. بدأ أخي الأكبر بالتخطيط والترتيب .. دون علم أحداً منا ..
وذلك لوضع الجميع في الأمر الواقع .. وبالأخص .. والدتي .. لأنها كانت رافضه للفكره .. تماماً ..
ولكن أخي أقنعها بالسفر .. على أساس أنه .. زياره قصيره مدته لن تتخطى الشهور .. لتريح نفسيتها .. وترى أهلها ..
أكد علينا أخي بأخذ جميع أغراضنا .. حتى إذا كانت عباره عن أوراق وهدايا وذكريات بسيطه ..
وذلك كان .. لتوقعه طول المده التي سنترك فيها اليمن .. ولكنه لم يكن قادراً على التأكيد بشكل واضح .. لوالدتي ..
لأخذ جميع أغراضها .. خوفاً منها بأن توقف فكرة السفر هذه نهائياً .. إذا شعرت بشيء ..
بعد إخبار أهل والدتي .. بقدومنا القريب إليهم .. وبحالة والدتي .. التي يجب أن يستعدوا .. لأستقبالها بها ..
بدأ التحضير .. لمستقبلنا المجهول .. والتوديع .. لذكريات ماضينا السعيد في أرضنا .. والحاضر المهيب ..
عارفه .. والله عارفه .. أن أنا زوّدتها .. والقصه طوّلت ( والله حاسّه بيكو ) ..
بس تصدقوا .. أنا أول مرّه أكتشف أن أنا (رغايّه) كده .. :) ..
على فكره الجزء ده أكتر جزء أنا ماكنت حابّه أني أنقله لكم .. وخايفه من ردودكم .. المرّه دي ..
بس يللا .. قولوا إللي أنتوا عايزينوا .. أنا أعطيتكم التصريح .. أهو ..
ماننسى كلمة .. يتبــــــــــــــــــــــع .. :) ..
|