عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2008, 10:36 PM   #22
وردة الحب الصافي
مراقبه إداريه سابقة


الصورة الرمزية وردة الحب الصافي
وردة الحب الصافي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22566
 تاريخ التسجيل :  01 2008
 أخر زيارة : 13-02-2018 (07:11 PM)
 المشاركات : 12,624 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green


في ليلة شتاء باردة،،،،،
الجزء الثالث والأخير،،،،،،،،،


الصقـيـع،،،،

ركضت رولا بسرعة فائقة،،،خرجت من منزل ذاك السائق،،،،
ركضت ولم تنظر وراءها بالمرة،،،همها الوحيد أن تبتعد وتعود إلى
عائلتها،،،،

حل الظلام الأسود الحالك،،،واشتد البرد أكثر فأكثر،،،،توقفت رولا
عن الركض وهنا شعرت أنه لم يلحقها أحد،،،إطمأنت قليلاً لكنها بدأت تشعر بالبرد الشديد،،،نعم إنها في الخلاء إنها وحيدة ليس معها أحد إلا الثلوج التي تحيط بها من كل جهة،،،كانت تشعر بالصقيع في كل أوصالها،،،وزاد شعورها بالوحدة والوحشة،،،إستوحشت المكان أحست بنفسها أنها ضاعت لا تعلم أين هي،،،؟؟؟


نظرت حولها يميناً ويساراً علها تجد أحداً أو شيئاً قد يخفف عنها قليلاً هذا الشعور المخيف،،،ولكن دون جدوى،،،،!!!!
أحست بنقطة ماء سقطت على وجهها إنتفضت وقلقت على نفسها أين ستذهب،،،؟؟؟ أين ستختبىء وتتوارى من المطر،،،؟؟؟ إلى من ستلتجىء ليحميها،،،؟؟؟ بدأت دموعها تذرف من مقلتيها على وضعها التي هي فيه والتي لا تحسد عليه،،،،


إشتد البرد أكثر كأن العاصفة بدأت،،،وتساقطت الثلوج،،،أكملت سيرها وهي تعبة وموجوعة وجائعة،،،صارت تبكي أكثر،،،وتذرف دموعها من حرقة قلبها وندمها لأنها تركت منزل ذاك الرجل،،،
وفجأة،،،!!! تذكرته،،،تذكرت السائق وما حصل،،،
ولكن،،،!!! هي لا تعرف من هو،،،؟؟؟ لم تسأله عن اسمه حتى،،،
لأنه حصل ما حصل بسرعة،،،بسرعة كبيرة،،،،


تذكرت كيف أنه أمسكها من يديها وكيف شعرت بشعور غريب،،،،
تذكرت كيف شدها نحوه وعانقها بشدة،،،كانت مشاعرها حيئذ غير مستقرة كأنها تأججت نيران داخل قلبها،،،،كأنها عاصفة هبت داخلها،،،عاصفة قوية قوية جداً اقتلعت كل شىء من قلبها من قوتها وزالت ذاك الحب الذي لم يكن حباً بكل ما للكلمة من معنى،،، وخلفت وراءها ءاثاراً كبيرة وكثيرة،،،،


تساءلت رولا في نفسها عن ماهية هذا الشعور الغريب الذي تشعر به أو شعرت به ناحية ذاك الرجل الذي لم تعرف إسمه حتى،،،؟؟؟
ماذا فعل بها،،،؟؟؟
ماذا فعل بعناقه لها،،،؟؟؟
لقد أيقظ فيها كل المشاعر الدفينة،،،
أيقظ فيها الشوق،،،الإشتياق،،، وتشوق النفس الظمأى،،،
إلى الحب،،،إلى الحب الحقيقي،،،الحب بكل معنى الكلمة،،،،
في تلك اللحظات شعرت بنفسها كأنها كالطفل الذي يبكي يحتاج لوجود أمه معه،،،
أحست أنها بحاجة لأحد قربها في تلك اللحظات،،،ومع تلك المشاعر
الجياشة،،،تريد أن تشكو له،،،تشكو له المأزق الذي وقعت فيه،،،؟؟؟
أم تشكو له الحيرة التي أصابتها،،،؟؟؟
أم تريد أن تسأله عن هذا الشعور الغريب الذي أصابها وشعرت به،،،؟؟؟


وهي غارقة في أفكارها،،،سابحة هائمة،،،أحست أن شيئاً دافئاً أمسكها بيدها،،،ءااااااااه شعرت بحرارة كانت ظنت أنها قد فقدتها رفعت نظرها إليه لترى من هذا الذي أمسك بها،،،؟؟
وقفت ومن شدة المفاجأة غابت عن الوعي وكادت أن تقع،،،
لكنه أمسك بها بسرعة،،،نعم إنه هو،،،،هو السائق الذي أمسكها،،،
حملها وعاد بها إلى بيته،،،حيث الدفء و الراحة والسكينة،،،


وضعها على السرير،،،كانت ترتجف من شدة البرد كورقة الشجر
كانت باردة،،،باردة جداً،،،ومتعبة ومنهكة القوى،،،أشعل لها المدفأة وغطاها جيداً حتى تشعر بالدفء و تركها تستسلم للنوم والراحة،،،
جلس على الكرسي قبالتها حتى يطمئن على حالها،،،وأنه لم يصبها أي مكروه،،،
وصار ينظر إليها،،،لم يستطع رفع نظره عنها،،،لقد أحبها أحبها،،،
إنه يتمناها أن تكون حبه،،،أن تكون له،،،وغرق في أفكاره،،،وهو هكذا على هذه الحال من التفكير العميق،،،غفت عينه وراح في نوم عميق هو أيضاً،،،،


فتحت عينيها فوجدته نائماً قربها على الكرسي،،،أحست بنفسها أنها تريد أن تشكره على ما فعل معها من إنقاذه لها مرتين،،،
أرادت أن تقوم من السرير،،،رفعت الغطاء عنها وقامت واقفة
لكنها خارت قواها وكادت أن تقع أرضاً،،،فتلقاها هو أمسكها قبل أن تقع وهنا كانت لحظة اللقاء،،،اللقاء الحقيقي،،،اللقاء لجسديهما وأرواحهما اللتان تعانقتا من شدة اللهفة والشوق لبعضهما،،،
قال لها: لماذا وقفتي،،،لماذا لم تبقي نائمة لترتاحي،،،؟؟؟
قالت له: أردت أن أشكرك،،،أن أشكرك على معروفك وصنيعك معي،،،
قال لها: لا حاجة لك لتقفي،،،
قالت له وقد احمر وجهها خجلاً: أردت أن أشكرك وأقبلك،،،


قال لها: أنا تمنيت أن أفتح عيني فأجدك قربي،،،تمنيت أن تحسي وتشعري بي،،،تمنيت حبك،،،تمنيت غرامك وعشقك،،،وذابت بين ذراعيه حباً وغراماً،،،وشعرا بأن أرواحهما تطيران تسبحان في الفضاء من غير قيود وبكل حرية،،،نظر في عينيها وغرق فيهما غرق في تفكير عميق يسبح فيهما معها،،،معها وحدها،،،لمس وجنتيها اللتين لهما ملمس ناعم كالحرير،،،ما عاد قادراً أن يكون بعيداً عنها،،،،


لقد حركت فيه مشاعره وأحاسيسه،،،شدها إليه عانقها،،،عانقها بقوة وقال لها: أحببتك،،،أحبك،،،أحبك و أريدك،،،،
أحبيني،،،أريد حبك،،،أريدك لي،،،أريد أن أتذوق الشهد من حبك،،،
أريد أن أشعر بلذة طعم العسل من شفتيك،،،وافقي كوني معي،،، معي وحدي أنا،،،أنا وأنت فقط،،،لوحدنا مع حبنا،،،مع عشقنا،،،
وهيامنا،،،الذي سيكبر يوماً بعد يوم،،،


طلع الصبح،،،يوم جديد وإشراقة جديدة،،،
إستيقظت رولا من نومها،،،إرتدت ثيابها وجهزت نفسها للعودة إلى البيت،،،نزلت من الغرفة التي كانت نائمة فيها،،،كان الحبيب قد جهز قهوة الصباح،،،شربوا القهوة وإنطلقوا ليوصلها إلى منزل أهلها كانت الطرقات مازالت مليئة بالثلوج،،،لم يتكلم أحد طول الطريق،،، لا هو ولا هي،،،كان الصمت مخيماً في المكان،،،،

من هنا،،،قالت رولا،،،
وصلوا إلى منزل عائلتها،،،كانت رولا فرحة جداً بوصولها سالمة،،،
رنت الجرس،،،فتحت لهما أخت رولا جاء والدها ووالدتها ركضت وعانقتهما وسلمت عليهما،،،قالت لهما: أمي،،،أبي،،،أريد أن،،،، وإستدارت ناحية الشخص الذي تريد أن تعرف الوالدين عليه،،، فكانت المفاجأة،،،،


أين هو،،،؟؟؟
أين ذهب،،،؟؟؟
تلعثمت بالكلام،،،حزنت حزناً شديداً،،،على تركه لها هكذا،،،
من غير أن يتكلم معها،،،ولأنه لم يترك لها مجالاً لتشكره،،،،هي وعائلتها،،،ذهب نعم لقد ذهب،،،ولم تراه،،،كم تمنت لو تراه،،،
سيعود سيرجع إليها،،،لقد أحبها،،،عشقها،،،وأغرم بها،،،
سيعود لأنه يريدها،،، وأخذ منها وعداً على أن تكون له،،،له وحده،،،دخلت المنزل مع والديها،،،وصارت تقص عليهما ما جرى
ظهرت على ثغرها إبتسامة خفيفة،،،لأنها تذكرته في تلك اللحظات
تذكرت تلك اللحظات الحميمة التي قضتها معه،،،،


مع تحياتي لكم،،،،

إنتهى،،،


 

رد مع اقتباس