عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2008, 11:51 PM   #1
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 12-12-2024 (10:00 AM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
بين العري والإلتزام شعره...



سنقوم اليوم بعمل صورة لإمرأة عاريه ، وسنوزعها على عينة عشوائية من الناس ، لكي نصل الى آراء حول هذه الصوره ، فسنجد النتيجة التاليه :

البعض سينظر إليها على أنها حرية شخصية وليس من ورائها أي شيء غريزي ويعلل ذلك تصويره للجمال حتى وإن كان في حالة عري ، بينما يراها البعض الآخر صورة لا تتناسب مع الذوق العام ، وهي منافية للدين والأخلاق وكل الأعراف ، وقد يعلل ذلك بأن في هذه الصورة إهانة للمرأة وجعلها سلعة لإستقطاب العملاء لعمل ما أو مشروع ما ، وفي هذا إغواء للناس ، وانتهاك لحرمة النساء واهانتهن ، بينما تأتيك وجهة نظر أخرى تقول انها صورة جميلة ذو ألوان خلابه ، ويأخذك الى طريق يصف بها احترافية المصور ، ومن ثم إحترافية صاحبة الصورة ، بعيدا عن أي نظرة شهوانية أو تصوير الإهانة للمرأه ، ويكتفي بإعطاء رأيه بهذه الصورة كمن يرى صورة زهرة في الربيع .

لكل ما تقدم ، سنعرج الى آراء مشابهه ، وليست من خلال الصوره ، وسنعود مرة أخرى الى أصل المقال ،،، حيث أن بعض النساء يرتدين الحجاب من دافع ديني عن قناعة ، وهي بهذا تمارس حريتها الدينية والشخصية ، لأنها قامت بفعل هي مقتنعة به كل القناعة ، بينما تجد البعض الآخر من النساء سافرات ، وتعلل بذلك الفعل حريتها الشخصية وقناعاتها ،،،، وأنا هنا لا أرى الفرق بين وجهة نظر الفئتين من النساء ، مع وجهات النظر المذكورة في صورة المرأه العارية ، حيث يراها البعض حرية شخصية حتى وإن كانت سافره ، والبعض يراها حرية شخصية حتى وإن كانت ذو حجاب ، وهذا يعني أن الحرية الشخصية والتحرر لا يعنيان السفور ، بل القناعة في فعل الشيء سافرا كان أو ملتزما .

نعود للصورة الأولى ،،،، وهي بيت القصيد ، ومن هنا منبع المقال ، فهي الزهرة التي يلفها الشوك ، تستطيع أن تتغزل في الزهرة ، وأن تذم الشوك ، وكلها على ذات الغصن وفي ذات المكان .

سنبتعد عن وجهات النظر التي تقول أن الصورة الرائعة واحترافية المصور ، ونترك عنا الخوض في الحريات إن كانت بهذه الصوره ، ودعونا نتحدث في وجهة النظر التي تتناسب وديننا واعرافنا ، وما تؤول إليه المسأله جراء هذه الصورة والخوف منها .

تأتينا الصوره عبر الإنترنت او من خلال مجلة نراها هنا وهناك او أعلان معلق في أي مكان ، لا يهم من أين تأتي الصوره ، هي وصلت الى أيدينا ومشاهدنا ، وهذا يكفي ،،،، فدعونا نبحث في حرياتنا نحن ، وتداعيات هذه الصورة علينا وعلى أولياء امورنا في البيت وفي العمل وفي كل مكان ، ولا نريد أن يختلط الحابل بالنابل هنا ، ولنعطي الأشياء اولوياتها ، ولنبتعد عن إتهام الغرب والغزو الفكري ، وكل هذه المصطلحات ، لأننا لم نعد الإنسان الأول الذي يعيش على الصيد أو من بيت الشعر إلى بيدر القمح والعوده ، ذلك لكي لا نكون أضحوكة للعالم ، ولكي يتوقفو عن إتهامنا بأننا شهوانيون وأصحاب لذة هي على سلم أولوياتنا في الحياة .

تداعيات الصوره على حياتنا اليوميه ، حتى وإن كانت الصوره على غلاف مجلة ، او على شاشة التلفاز او جاءت من خلال الإنترنت ،،، الخوف ثم الخوف ثم الخوف ، وكأننا رأينا ذئبا يتربص بقطيعنا ونحن لا حول لنا ولا قوه ، فإن لم نسجن القطيع في سجون ليس لها مفاتيح ، فبلا شك أن الذئب آكلها ، ولا اريد هنا القول أن من تقع بيده هذه الصورة قد يحتفظ بها للأبد ، ليشاهدها كل ما تحركت غريزته ، ويمارس السجن على القطيع ، لأن هذه النوعية من البشر ، بكل أسف ترى المرأه ( واحدة من القطيع ) ، على الرغم أنه صاحب النظرية التي تقول ، أن هذه الصورة فيها امتهان للمرأه وإنسانيتها ، فيمارس هو هذا الإمتهان بصورة أخرى ،،، من خلال الكبت والسجن والتقليص من الحريات التي هي أقل ما تكون حرية داخل البيت ، فيعود بذلك السجن علينا بإنفجار يطيح بالسجن والسجان ،،،،
المسأله هنا ليست إباحة انتشار الصوره ، وليست الدعوى للتحرر بطريقة السفور ، وليست ترك الحبل على الغارب ( ومع الخيل يا شقرا ) ، ولكن لكل شيء ضوابطه ، كما لكل علم كتابه ، وكتابنا ودليلنا في الحياة كمسلمين هو ( القرآن الكريم ) ،، لم يسلب حرياتنا الشخصية ، ولم يقل اسجنوهن خوفا عليهن ، بل يجب علينا تعليمهن وتثقيفهن ، لكي تكون حرياتهن الشخصيه بإتباع هذا الدين ، وارتداء الحجاب الذي امر الله به ، عن قناعة وليس تسلط ، لأن فرض الشيء على الآخر يبيح له المخالفه في غياب الفارض ، إن لم تكن القناعة قد توفرت .
ولكل ما مضى ،، نجد ( الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ) ،، فكيف لنا إعداد أم تخرج من سجنها الى حياة أصبحت لها خصوصيتها ، دون إعداد مسبق ؟؟ حتى أصحاب السوابق من المسجونين يحظون بجلسات لإعدادهم إعدادا جيدا لكي يتأقلمو من جديد مع المجتمع الذي سيخرجون إليه ، بينما نحن نخرج السجينة من بيت والدها الى بيت زوجها دون إعداد مسبق ، فنجدها قنبلة انفجرت إن تم رفع اليد عن صاعقها ، او نجدها تلد لنا سجينات جديدات للحياة او سافرات في السر ، وتتكرر المسألة هنا ، سجينة تلد سجينة او تلد سافرة ، أو سجينة تنفجر قنبلة بوجوهنا ، وكل هذا لأننا رأينا الصوره ، واعتقدنا أن صاحبة الصورة مجبرة عليها ، وأن كل فعل تأتيه بناتنا قد يذهب بهن الى هذه الصورة أو يكن مكان هذه التي في الصوره ،، حتى البعض يرفض أن تغلق ابنته باب غرفتها عليها ، والبعض يمنع دخول أخيها الى غرفتها والباب مغلق ، ممنوعة من إرتداء لباسها التي تختاره في غرفتها ، لأنها ممنوعة من إغلاق الباب على نفسها ، ممنوع من دخول المطعم حتى وإن كان مخصص للعائلات ، ممنوعة من الخروج الى السوق خوفا من الذئاب أن تأكلها في الطريق ، لأننا نخاف أن تصبح يوما في الصوره .

هذه المشكلة تتفاقم في مجتمعاتنا ، وكما قلت ، ليست دعوى للإباحه ، ولا الى السفور ، او الخروج عن المباديء التي تعلمناها من ديننا ، ولا الخروج عن المألوف ، ولكن هي دعوى لمنح القليل من الثقه لهذا الكائن البشري ، فلم تعد النساء لحلب الغنم ، ولم تعد النساء للمبطخ فقط ، فهن صاحبات فكر وشهادات علميه عالية يفقن بذلك الكثير الكثير من الرجال ، فلماذا لا زلنا نرى فيهن العضو البشري الضعيف المسلوب العقل والتفكير والرأي ؟؟
بين السفور والإلتزام شعرة واحدة ، تحددها التربية البيتيه ، وطريقة التعامل بين افراد العائلة الواحده ، فمن نلزمها بالإلتزام على طريقتنا اليوم ، سيأتي اليوم الذي لا نكون به على رأس الهرم ، نلقي تعليماتنا وعليهن التنفيذ ، فهل نضمن هذا الإلتزام ؟
لماذا لا نقوم بإعداد هذه الأم لكي تكون ملتزمة بعيدا عن الترهيب ، ونعطيها مساحة للتعبير عن النفس ، ومنحها القليل من الإستقلاليه في بيتها وتفكيرها ؟؟؟ لماذا لا نبدأ بإنشاء الجيل الذي يدعو الى المنطق في كل الأمور ، وإحترام الآخر وحرية الآخر ،،،

هذه هي الصورة ،،،، فكما كان هناك عدة فئات لها وجهات نظر في الصورة ، سنجد أيضا فئات لها وجهات نظر بما وضعته هنا ،،، والمسألة لا تعني أكثر من تقريب وجهات النظر ، لكي نقوم بإعداد هذه الأم ، لتنشئة جيل قادر على حمل المسؤولية .

لكل منكم وجهة نظره ،،،، دعونا نسمعها ،، ما رأيكم بهذه الصوره ؟ الصورةالكاملة وليست المجزئه ؟؟؟


.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس