عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2001, 08:46 AM   #1
أبو مروان
................


الصورة الرمزية أبو مروان
أبو مروان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 328
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 28-09-2010 (01:57 AM)
 المشاركات : 3,903 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
ومات .. عبد المحسن !!!



حدث خطير يواجه الزوجة عندما تفقد شريك حياتها ، خاصة إن كان موته( فجأة) وهي في عزّ شبابها وعندها منه أطفال صغار !! ..
هو حدث لايقل فظاعة وضراوة عند بعض النساء عن فقد الإبن أو البنت ، واعرف نساء فاضلات كان فقد شريك حياتها أشد قسوة واكبر تأثيرا من موت نفسها ، الله أكبر.. إنه الوفاء والحنان والعطف والرحمة ..
ينقلب رأسها على عقب ..
إنه زلزال خطير وقع في مملكتها ..
اختنا الفاضلة ام حمد فقدت زوجها وهي لم تكمل العقد الثالث من عمرها أربعة عشرا عاما من الحب وروعته فقدته في غمضة عين جاءها الخبر كالإعصار زلزل على نفسها ، أطاح بعقلها فهي لم تتصور أن ذلك النجم أفل سريعا ( إنها قدرة الله ياأختنا أم حمد )...
صغت لكم تلك الوقائع( نثرا) ..
وأنا أعرفهما جيدا فقد كانا رمزا للوفاء ولوحة جميلة من الحب والتفاهم والإنسجام ولكن قدرة الله وأمانته رجعت لخالقها ..
جلست أم حمد في اول يوم( من وفاته) في الصالة وهي تنتظر قدوم الزوج الحبيب وهو محملا بالوصايا والحاجيات التي أعتاد ان يجلبها للبيت ولأبنتيه ( ريم ، وأشجان ) نظرت إلى باب الصالة لعله يأتي الآن ..
تأخر أبو حمد لم يقدم يا أمي ليس كعادته أن يتأخر علينا وعلى حبيبتيه (ريم وأختها) وجاءت أختها سمية وقالت لها : يا سعاد عبد المحسن رحل..
نامي يا حبيبتي ..!! رددت سعاد الشهادتين وأستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وكأن أختها سمية قد نبهتها إلى التفكير بالواقع ...
دخلت سعاد غرفتها ورفضت أن يدخل معها أحدا ووضعت رأسها على الوسادة التي كان ينام عليها عبد المحسن ( رحمه الله) وأبتلت الوسادة بدموع حرّة وأليمة وقد أشتمت رائحة زكية على وسادته ..
يااااااالله إنها رائحته...
هل معقول إنك هنا معي يا عبد المحسن جلست( سعاد) القرفصاء على سريرها وبدأت تنظر في أرجاء الغرفة المظلمة وأشارت بيدها إلى علاقة الثياب فقالت : هذا هو شماغك ياعبد المحسن وقد كويته لك وكويت لك الثوب وجهزت لك الكبك وهذا عطرك ( الفرزادشي) الذي أحب ان أشتمه منك ولاتنس مصحفك ياحبيبي فإنه في جيبك الأمامية ، إنتبه لنفسك ياعبدالمحسن من عيون الناس ، وبدات سعاد تهمهم وكأن زوجها أمامها فقد بدأ عقلها الباطن بالعمل بدون أن تشعر انها قد فقدته بالأمس !!!
وأسمع ياعبد المحسن ترى مدرسة ريم طلبوا منها لوحة وألوان ومر على الخياط لتصليح مريول أشجان !! ولاتنس الهدية اللي وعدتني فيها ..!!
وهنا إنتبهت سعاد أن عبد المحسن غير موجود في غرفتها وذهبت للصالة وسالت عنه ورات نساء كثر فقالت : مامر عليكم عبد المحسن ؟ فاخذت والدتها بالبكاء الشديد ..
فقالت لها سعاد : يمه خير وش فيك تبكي تذكرتي ابوي الله يرحمه ؟؟ فجاءت أختها سمية وزوجة أخيها وحملوها بهدوء للغرفة الأخرى وهدأوا من روعها وقالا لها : يا سعاد أذكري الله وقولي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فانت إمرأة مؤمنة وتؤمنين بقضاء الله وقدره أهدأي قليلا أرجوك ..
عندها علمت أم حمد أن عبد المحسن لن يرجع للبيت ولن يدخل غرفته بعد الآن ..وقالت : يعني عبد المحسن مات ماهو راجع لي ولريم ولأشجان ؟
بدأت أختنا سعاد تعيش بإحساس عدم التصديق بموت شريك حياتها ولم تتصور ولو لثانية واحدة أن ذلك العظيم ستفتقده ..
الأمر استغرق وقتا ليس بالقصير لدى سعاد بتصديق ذلك ...
إنها فقدت لقب الزوجة .. إنها تحمل حتى ساعة كتابة هذه الحروف لقب ( ارملة ) وعليك يا أخت سعاد ان تعيش كأرملة وأم لنجمتين
يا الله.. وفي هذه اللحظة يتحول تفكير كائن بشري من حال إلى حال ..
هنا سعاد ستعرف معنى آخرا للحياة بدون زوجها ..
ستفقد معنى الحب ومعنى السعادة الزوجية التي لن يكون له معنى أو أي قيمة إذا لم يكن هناك من يشاركها فيه ..
لقد كان اثر الفقد عظيما على كل زوجة تفقد زوجها هكذر فجأة ..
لقد عاشت سعاد وكثير من النساء الذين يفقدون أزواجهم صدمة وخاصة ( كما ذكرت ) إذا كان الموت مفاجئا وغير متوقع ...
إن مواجهة هذا الأمر صعب قد لايتخيله سوى من مرّ بتلك التجربة ( والله المستعان)..
بعدها سعاد حاولت أن ترتدي وجها شجاعا أمام أبتيها اللآتي لم يعرفن حتى هذه الساعة متى سيرجع والدهم من السفر ..
فقد اخفت العواطف الحزينة ( بصعوبة)،، وانكرت الحزن ( وقد كذبت على نفسها) ،، وتماسكت بقوة ( تماسك زائف) ،، ومنعت دموعا أن تنزل من مآقيها ولم تستطع ..
لقد أنشّل تفكيرها أيام وماعادت تدخل غرفتها خشية إسترجاع الذكريات وبدأت أم حمد ( هكذا كان زوجها يحب أن ينادونه الناس :أبو حمد ) وتمنت في لحظتها أن رزقها الله بذكرا لتلبي تحقيق امنية زوجها ، وتسميه حمد ولكنها الأقدار فوق كل شيء ..
ومن هذا المنتدى اوجه تلك الكلمات أليك يا أخت أم حمد لعلمي انك ستقرأينها :
أختي الفاضلة ام حمد:
أحسن الله عزاؤك بفقد رجل كنا نحسبه والله حسيبه من خيرة الرجال واحسنهم ذكرا وسمعة ، ونحن إذ نعزي انفسنا أولا ثم نعزيكم على هذا المصاب الجلل وما نقول سوى إنا لله وإنا أليه لراجعون ..
أصبري وأحتسبيه عند ربه وعليك بتربية أبنتيه ريحانتيه في هذه الدنيا فقد كان حريصا على التنشأة الصالحة وكان يحدثني طويلا عن حبه لتلك النجمتين الساطعتين في منزله ..
أكملي مشواره اختي الفاضلة ولاتيأسي من رحمة الله ...
زوجك كان طودا شامخا من الفخر لنا ، كان يحدثني دوما عن حبه لك وإعتزازه بك فقد كان فخورا بك ايما فخر ...
ولازلت اتذكر جيدا عندما سافرت معه لقضاء مهمة لنا جميعا ،، وكنا راجعين للمطار ولم يبق على الرحلة إلا ساعة وتقلع لمطار الملك خالد بالرياض بحثت عنه كثيرا وعملت له نداء ولم يأت وطارت علينا الطائرة وعندما رجع قلت له أين أنت يارجل ؟ الطائرة طارت علينا .. قال أنظر إلى تلك الهدايا الكثيرة أشتريتها من السوق الحرة أكثرها إلى أم حمد وريم وأشجان ..!!
قلت له والطائرة ؟ قال: وأم حمد ؟ وريم ؟ واشجان؟
فعرفت بعدها أنك كنت عيونه التي يرى بها وعقله الذي يفكر فيه ..
فهنيئا لك بتلك السمعة الطيبة والسيرة الرائعة ..
كان يحبك كثيرا وكان يتعب من أجل ان ترضي عنه ، واحسبه انه قد غادر دنيانا وهو راض عنك اشد الرضا وأبشري بالخير فهذه نعمة ..
وكان يحدثني عن روعتك معه وحبك المتطرف له .. وقال لي يوما : تتصور يا أخ أحمد أن هذه المراة ( ويقصدك انت) نزلت عليّ من السماء فقد كفتني تدريس البنتين وشراء حاجياتهما وأمور كثيرة لاأتصور ان أي إمراة تستطيع ذلك..
هذا هو زوجك يا أختي الفاضلة ديوانا من الحب والحنان والوفاء ..
طلبي لك ان : لاتنسيه من صالح دعاءك فلقد كان أخي وحبيبي عبد المحسن طاقة جبارة من العبادة والتقى وكان يحبنا كثيرا محبة في الله ويطلب منّا الدعاء دائما فلاتنسينه بالدعاء والصدقات وخاصة أن رمضان على أبواب قدوم فلاتجعلي الشيطان يغلبك ويرجعك لذكريات ماضية ..
ولي مع أبنتيه ( ريم وأشجان) رسالة طويلة ستكون عبر هذا المنتدى قريبا بإذن الله

فإنا لله وإنا أليه راجعون ...
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس