الموضوع
:
وللحزن بقية
عرض مشاركة واحدة
16-11-2008, 11:53 PM
#
41
omar
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
25866
تاريخ التسجيل :
09 2008
أخر زيارة :
18-04-2016 (05:44 PM)
المشاركات :
210 [
+
]
التقييم :
10
الدولهـ
لوني المفضل :
Cadetblue
حينما كنت في المرحلة الثانوية.. كان لي صديق أحبه
ويبدو لي الآن أن السبب الرئيسي لحبي له هو أنه كان
يفهمني ويعرف ما يحلو لي وما أكره.
ولأنه كان يدرس في مدرسة أخرى.. لم أكن أعرف
كل اصحابه..
وفي يوم من الأيام قال لي أن له صاحب في المدرسة
يود التعرف عليّ بعدما أخبره عني وعن اهتماماتي ،
وأن أكثر ما يميز هذا الصاحب أنه ثريّ على الرغم
من صغر سنه ، وأن له اهتمامات أدبية وفنية ،
فرحبت بذلك ، وتواعدنا أن نلتقي في اليوم التالي في
مقهى من مقاهي مدينتي الصغيرة.
وبعدما انتهيت من مدرستي في اليوم التالي ذهبت
الى المقهى ووصلت قبلهما بقليل..
فطلبت فنجان القهوة.. وجلست أنتظر..
وكنت أتخيل كيف يكون شكل هذا الشاب الذي
سأتعرف عليه.. فيبدو لي أنه وسيم له وجنتان
ورديتان (من أثر النعمة عليه) ويرتدي ثياباً جميلة..
ويتمتع بابتسامة خلابة وعيون براقة (لا ينقصه شئ).
وفجأة ظهر صديقي وبصبحته شخص آخر غير الذي
تخيلت شكله..، فهذا الشخص لا يبدو عليه أي أثر من
آثار النعمة.. ولا يتمتع بابتسامة ولا يحزنون (بل يحزنون).
كان هذا الشاب لم يتجاوز السابعة عشر من عمره بعد..
إلا أنه كان يمكن لأي غبي في الدنيا أن ينبهر ويندهش
حينما يعرف عمره.. فلقد كان محمّل بأشياء
كثيرة.. محمّل بكل ثقل الدنيا على كتفيه.. ومحمّل بكل
هموم الدنيا بين أضلعه.. ومحمّل في الوقت ذاته بكل
الرقة التي خلقها الله في قلبه.. ومحمّل بثقافة واسعة
ومتنوعة في دماغه.. ومحمّل بكل خيبات الأمل وبكل
الحزن الذي في الدنيا في عينيه.
ولكن العجيب في الأمر أنه بعدما ألقى التحية.. وجلس
على الكرسيّ الخشبيّ قبالتي.. ألقى علينا نكتة أبكتنا
من شدة الضحك.. فقلت في نفسي بعد أيام :
(يا سبحان الله.. حتى بهذه أبكانا
.
وللحزن بقية
عمر
فترة الأقامة :
6109 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
164
إحصائية مشاركات »
omar
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.03 يوميا
omar
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات omar