نفساني - عرض مشاركة واحدة

09-12-2008, 08:49 PM

رجعت مرة ثانية ..

برأيي أن خوف الزوجة ينقسم إلى قسمين :

1 - خوف ليس له علاقة بالزوج .. قد يكون بسبب الحالة النفسية أو له علاقة بشخصية المرأة نفسها ؛ و ربما يكون بسبب بعض الظروف التي تمر بها سواءً في العمل أو العائلة - المقصود به هنا أمها و أبوها و حاشيتهم - يعني أي شي ليس له علاقة بالزوج من قريب أو بعيد ؛ و هذا الخوف ليس هو محور حديثنا هنا فلن أفصل فيه أكثر من ذلك .

2 - خوف له علاقة وثيقة بالزوج .. سواءً كان بسبب أو بدون سبب ؛ و غالبًا يكون في الأيام الأولى للزواج ثم لا يلبث بالتلاشي شيئا فشيئا حتى يزول , و يحدث خاصة بمن كانت شبه جاهلة بتفصيلات الحياة الزوجية ممن تأخذ كلامها من صويحباتها اللاتي يفقنها جهلاً ؛ وهذا الخوف طبيعي سواءًا كانت تعلم التفصيلات أو تجهلها !
و أظن أن محور حديثنًا سيتبلور حول هذه الجزئيات الثلاث : أ- خوف الزوجة من زوجها بلا مبرر .. و هذا عين الجهل و السطحية فالله خلق الزوج و الزوجة ليكونا سكنًا لبعضهما البعض ( و خلق منها زوجها ليسكن إليها ) .. فمن المعلوم كم تبلغ الحياة بين الزوجين من القدسية و الخصوصية التي لا تملكها أي علاقة أخرى .. و من المؤكد أن مفتاح علاج هذا الخوف بيد الزوجة قبل الزوج .. و إذا استفحل معها فلا بأس من إستشارة الأخصائي الإجتماعي أو شخص تثق هي برأيه مع كون رأيه سديد و ذو خبرة في الحياة... ب - الخوف من ممارسة الحب مع الزوج مع الرغبة في ذلك .. و هو وليد الجهل بهذه العملية , و خوف المرأة يكون حول الألم الذي قد تقاسيه عند محاولة الرجل لإثبات فحولته و روجولته بهذه المسكينة بشكل قاسي ومجحف , و الخوف بأن لا تكون بالقدر الكامل لاشباع زوجها عاطفيًا مما يسبب لها وسواس زواجه عليها , و بالأخص إذا بدأ الزوج بالتلويح بهذه العصا على الطالع و النازل كأن الله لم يخلق غيره رجلا ً في الكون , و كما المرأة تخاف من عدم كفاءتها في ممارسة الحب فكذالك الرجل يخاف من عدم كفاءته حتى ولو لم يبدي ذلك , لكن مع الوقت و التمرس سيكون كل هذا الخوف طي النسيان و إن بقي سيكون بشكل بسيط لا يأثر على لب العلاقة فهذا شيء طبيعي في نفسية الزوجة , لكن إن استفحل الخوف فهنا لا بد من إستشارة أحد المختصين ... ج - تسبب الزوج بالخوف لزوجته .. ربما يكون سببه القسوة و الجفاء و الغلظة من قبل الزوج و هيئة الزوج ربما تكون مخيفة شيئًا ما ؛ و ربما يقوم بممارسة الأذى الجسدي المتمثل بالضرب وما يلحق به من مسميات , و الأذى المعنوي بالتجريح و الإهانة و السب و الشتم و غيرها , مما يولد لدى الزوجة شعورًا بالكراهية و الخوف من سطوة لسان و يد الزوج البذيء ؛ مما يظطر الزوجة للنأي عن زوجها بقدر المستطاع مع بعض الخوف مما قد سيحدث .. و بهذه الحالة يستحسن من الزوجة أن تتكلم مع زوجها بالحسنى و تبين له ما قد يخيفها منه ؛ و أن تحاول إستجماع شجاعتها و محاولة التحاور معه للوصول لما تريده هي و هو معًا , مع الحفاظ على الخصوصية بقدر المستطاع ؛ و لا تحاول الخروج بأي مشكلة خارج إطار الزوجية إلا إذا أوصدت بطريقها جميع الطرق و أضحت لا تستطيع التحمل نفسيًا أو جسديًا ، فهنا فلا بأس من الخروج بالمشكلة من إطار الزوجية لكن بأضيق إطار ممكن ، فكلما إزداد عدد الأشخاص في مشكلة إزدادت معه طرديًا صعوبة الحل , وربما أوصلت مشكلة صغيرة الزوجين إلى مرحلة الطلاق بسبب وصولها إلى عائلة الزوجة .. فهذه الأمور لابد من التعقل في حلها و اتخاذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون إستفحالها و ذلك بوأدها و هي في مهادها و عدم الإنجرارخلف وسوسات شياطين الإنس و الجن , و اللجوء إلى الله فهو من بيده كل شيء بما فيه قلب و عقل و فكر الزوجين .

الكلام يطول جدًا لكني حاولت الإختصار بقدر ما يوصل الفكرة الأساسية ؛ و لو تعمقنا في الخوف لدى الزوجة و مسبباته و علاجه كمرض نفسي فالأمريحتاج لبحث طويل ..

وهنا أهمس في أذن الزوج " كن عاقلا ً و ناضجًا في تعاملك مع زوجتك و تقبلها مع أخاطئها كما تقبلتك على أخطائك و إن كرهت منها خلقًا أعجبك غيره الكثير "

و همسة في أذن الزوجات " لا تقمن بتخويف الأزواج ؛ فهم بشر من لحم و دم و مشاعر ! "

أطلت عليكم .. أعرف .. لكن حملة زوجة بلا خوف تستحق أكثر من ذلك !!

~ عيدكم مبارك ~