نفساني - عرض مشاركة واحدة

13-12-2008, 08:10 PM

لا حج بلا تصريح
عبارة أطلقتها السلطات السعودية هذا العام من خلال حملة إعلانية ضخمة في كافة وسائل الإعلام، وذلك للحد من ظاهرة الافتراش التي تزايدت في السنوات الأخيرة والتي كانت تهدد امن الحجيج، بالإضافة إلى إعادة الروح إلى مؤسسات الطوافة وجعلها مؤسسات ذات فعالية لتنشيط الاقتصاد الوطني للمملكة .. وكان لهذه الحملة اثر بالغ جعل الكثيرين ممن يرغبون في أداء الفريضة بعيدا عن مؤسسات الطوافة يفكرون أكثر من مرة قبل الذهاب لأدائها حيث ارتبط استخراج التصريح بالتعاقد مع إحدى هذه المؤسسات، وكنت قد قررت أداء هذه الفريضة هذا العام بصحبة زوجتي وبناتي الثلاثة وابني رامي لتكون مسك الختام لنا بعد إقامتي لمدة عشرين عاما بالمملكة، ورحت ابحث عن إحدى مؤسسات الطوافة لاستخراج التصاريح اللازمة وأداء فريضة الحج من خلالها، ولكن فوجئت بأسعار هذه المؤسسات التي تتراوح مابين 4000 ريال و 7000 ريال وهي تكلفة كبيرة بالنسبة لمن هم في مثل حالتي وخاصة أن عدد أفراد الأسرة 6 أفراد يعني تتراوح تكلفة الحج مابين 24000 ريال إلى 42000 ريال ! اسقط في يدي وأصبح أداء الفريضة حلم بعيد المنال وتأثرنا جميعا لعدم المقدرة المادية، وكانت بناتي أكثر حزنا لأنهم لم يؤدين هذه الفريضة من قبل أما أنا وزوجتي فقد سبق لنا أداؤها. المهم أنني أقنعت البنات أن نذهب إلى المدينة المنورة لزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونؤدي هناك صلاة العيد وأما الحج فالعمر أمامهم طويلا وربما يتيسر لهم أداء تلك الفريضة مستقبلاً، المهم أنهم اقتنعوا بذلك ولكن لازال في داخلهم غصة .. في المقابل كان لي صديق قرر أن يذهب إلى المشاعر المقدسة وأداء الفريضة هو وأسرته دون الحصول على تصريح وعرض على الذهاب معه متعللا بأنه لا خوف وخاصة أن السلطات تطلق هذه الحملة كل عام ولكن لا يحدث أي شيء ولكني رفضت هذه الفكرة وقلت له لن اذهب إلا إذا كان معي تصريح.. وفي ليلة الوقوف على عرفات اتصل بي صديقي وقال لي انه دخل مكة بدون تصريح وانه الآن في الحرم يؤدي طواف القدوم باركت له وقلت أنني عزمت على الذهاب إلى المدينة المنورة لزيارة الرسول عليه الصلاة والسلام، وبالفعل نمت وقبل الفجر استيقظت لتناول السحور استعدادا لصوم يوم عرفة مع الحجاج وبعد تناول السحور وجدت شيئا ما يشدني إلى لبس الإحرام والتوجه إلى المشاعر المقدسة ولكن بسبب عدم وجود تصريح معي قاومت هذا الشعور حتى طلع النهار وأشرقت شمس يوم عرفة وبدأت أجهز نفسي للذهاب إلي المدينة المنورة، ولكن بدلا من لبس الثوب لبست الإحرام!!! ونويت الحج واشترطت وقلت لبيك اللهم حجاً فان حبسني حابس فمحلي ما حبسني، وقلت لزوجتي استعدوا للإحرام سوف نذهب إلى الحج وبالفعل قمنا جميعا بلبس الإحرام والتوجه إلى موقف السيارات وركبنا إحدى السيارات وطلبت من سائقها توصيلنا إلى عرفات وحينما سألني هل معك تصريح بالحج فقلت له ليس معي تصريح فطلب مني مبلغا كبيرا لتوصيلي إلى عرفات وافقت على دفع المبلغ وقام بتوصيلنا إلى عرفات والحمد لله قمنا بأداء الفريضة وعلى الرغم من المشقة الكبيرة التي تعرضنا لها إلا أنها كانت رحلة ممتعة لنا جميعا، وكانت أعداد الحجيج لهذا العام كبيرة جدا ولكن مع حسن التنظيم والمجهود الجبار الذي تقوم به قوات الأمن السعودية التي أود أن أحييها على ما تقوم به من اجل خدمة الإسلام والمسلمين بالإضافة إلى الإنشاءات الكبيرة والجبارة التي قامت بها المملكة خلال الأعوام الماضية ويكفي جسر الجمرات الذي يعد مفخرة لكل مسلم حيث أصبح رمي الجمرات الآن هو أسهل شيء بالنسبة للحاج بعدما كان في السابق الكل يخشى منه بسبب الزحام الشديد والإصابات والوفيات التي كانت تحدث عند الرمي، ولذلك كلمة حق أقولها للحكومة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين أقول بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين.

كل عام وانتم بخير

المصدر: نفساني