عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-2008, 09:06 PM   #1
سمو الغامض
V I P


الصورة الرمزية سمو الغامض
سمو الغامض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23056
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
 المشاركات : 5,013 [ + ]
 التقييم :  121
لوني المفضل : Cadetblue
.. .عندما تتحدث الأشجار. ..



.. .عندما تتحدث الأشجار. ..


في بستان السنين .. و على شجرة هذا العام .. بين أحد أغصان الشهور.. ورقة يومٍ خضراء اللون .. بجانبها وردةٌ حمراء .. و على غصنها حمامة بيضاء .. لا أدري .. ما الذي دفعني لتأمل تلك الورقة بالذات .. هل هي الوردة الحمراء من دفعني؟؟!! أم أنها الحمامة البيضاء من أعجبتني ؟؟!! لا أظن ذلك .. فهناك سر في الورقة .. تأملتها جيدًا و أمعنت النظر فيها .. كأني أعرفها !! أورقة شجرٍ و أعرفها ؟!! غريبٌ هذا الأمر .. تأملت بعروقها التي تخترق جسدها النحيل .. كلها أعرفها .. و كأنها .. و كأنها .. لا .. لا يمكن .. قلبتها بيدي إلى الجهة الأخرى.. تسمرت في مكاني للحظات .. و أنا أطالعها و أدقق فيها .. قلت في نفسي .. هل يمكن أن تكون تلك الورقة الخضراء هي أمسي ؟! فعلاً إنها أمسي ..فالورقة التي بجانبها بدأت تتفتح .. و أنا أعرف كل ملامحها .. فإنها تشابه يومي هذا .. أدركت أني في بستان و ليس أي بستان .. إنه بستان حياتي .. فبدأت أدور بين الأشجار .. لأطالع بعضًا من ذكرياتي .. فهذه شجرة عامي الأول .. يا الله .. ما زالت أوراقها صغيرةً و رقيقة و أغصانها غضةً و طرية .. و الشجرة التي تليها .. هي شجرة عامي الثاني .. إنها أصلب و أقوى و أزهى .. أرى على أحد أوراقها إبتسامتي .. و أنا أخطو خطواتي الأولى .. و تليها شجرة عامي الثالث .. إنها أكبرمن صاحبتيها و أكثر إشراقًا و إخضرارًا .. و أرى على أحد أوراقها .. قبلة ٌ طبعتها أمي على جبني .. بعد أن أجبت على أحد أسئلتها بعفوية مضحكة.. وهكذا مررت بأعوامي كلها واحدًا تلو الآخر .. حتى أتيت على أحد الأشجار ..فوقفت أطالعها باستغراب .. ما بال هذه الشجرة .. سوداء جدباء .. أوراقها الخضر بعدد الأصابع .. و أرواقها السود هي جل ما أرى .. و ما بال أوراقها الأخرى صفراء شاحبة .. تريد أن تسقط .. لكنها لا تستطيع .. اقتربت من الشجرة .. و بيدي قربة ماء .. حاولت أن أسقيها .. فابتعدت و حيل بيني و بينها .. اقتربت منها مرة أخرى و إذا بها تبتعد مسرعة .. حاولت أن ألحقها فجريت خلفها مسرعًا .. لكنها سبقتني .. جريت و جريت و جريت .. حتى تعثرت بحجر فسقطت منهك القوى .. حينها أدركت أن العودة للماضي الأسود و تغيره مستحيلة .. فإذا بي أبدأ بالبكاء بحرقة و لوعة .. حزنًا على أخطائي التي لا تغتفر.. بكيت حتى بللت دموعي الأرض .. فسمعت بعدها صوت قوي أرعبني .. فحولت بصري إلى الأعلى بوجل وخوف شديد .. فرأيت مشهدًًا مذهلاً .. رأيت شجرة عامي هذا .. وهي تنمو بسرعة لتحجب عني عيناي أختها المكفهرة .. استبشرت مبتسمًا .. ودموعي ما زالت تسقي شجرتي لكن هذه المره كانت دموع فرح غامر .. بهذه الشجرة التي أراها تكبر أمام عيني بسرعة .. لتنتج ثمارًا طيبة - بإذن الله - موعد جنايتها ( يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم ) .. حمدت الله على إنعامه علي بهذه الشجرة الطيبة .. و سألته أن يعينني على زراعة أختها التي اقترب موعد زراعتها ... تنبهت من غفوتي .. و في نفسي تساؤلات كثيرة تدور حول تلك الوردة و الحمامة .. ما الذي أتى بهما ؟؟ وماذا يفعلان عند شجرتي ؟؟ وما سر وجودهما في هذا الوقت ؟؟ تساؤلات كثيرة .. أتمنى أن أجد لها إجابة كافية و وافية ..

15 / 12 / 2008
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس