27-12-2008, 06:19 PM
|
#2
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 24854
|
تاريخ التسجيل : 06 2008
|
أخر زيارة : 26-11-2009 (02:55 PM)
|
المشاركات :
3,051 [
+
] |
التقييم : 55
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الانتحار الجماعي
حدثت حالات انتحار جماعى بين بعض القبائل بدأت بانتحار شيخ
ا
لقبيلة وتبعه بقية أفرادها . وهناك أيضاً انتحار الفرسان حيث يتجمع
عدد من الفرسان فى جيش مهزوم ويقومون بقتل أنفسهم كنوع من
التكفير عن أخطائهم أو قتل الشعور بالذنب الذى أصاب الجيش من
جراء الهزيمة . وإذا كنا ننظر إلى عمليات الإنتحار الجماعى السابقة
على أنها تمت فى مجتمعات بدائية تفتقد إلى المنطق السليم وإلى
الرقى الحضارى ، فإننا سوف نندهش حين نستعرض عملية الإنتحار
الجماعى التى حدثت فى سان ديجو فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة
الأمريكية يوم 26 مارس 1997 حيث قام مارشال هيرف أبل هوايت
قائد الجماعة الدينية المسماة بوابة السماء ( Heaven‘s Gate )
بالانتحار بواسطة تعاطى حبوب فينوباربيتال وقد تبعه فى الانتحار 38
شخصاً من أتباعه اجتمعوا فى مكان واحد ليموتوا سوياً خلف زعيمهم
الروحى الذى أطلق شائعة بأنه مصاب بسرطان الكبد وأنه لابد وأن
يموت فى هذا اليوم وأن موته يفتح له أبواب الجنة حيث ستصعد روحه
فى سفينة فضاء لتخترق حجب السماء نحو الجنة . وقد وجد أتباعه
أنفسهم يفضلون أن تتبع أرواحهم روح زعيمهم فى الصعود إلى
السماء ؛ خاصة وأنهم _ كما عبر أحدهم _ لا يجدون للحياة أى قيمة
بعد خلوها من زعيمهم الروحى . والمثير أن هذه الجماعة الدينية قد
تكونت من خلال الإنترنت حيث تعرف الأعضاء على زعيم الجماعة
وعلى بعضهم البعض من خلال تلك الشبكة العالمية للاتصالات وكانت
تعاليم الجماعة تصل إلى أعضائها عبر هذه الشبكة وقد احتار علماء
النفس كثيراً فى محاولة تفسير ظاهرة الانتحار الجماعى فبعضهم
يرجعها إلى تبنى أفكار ومعتقدات تتصل بالموت الذى هو نهاية لمعاناة
الإنسان وبداية لخلاص روحه من هذا العالم وتوجهها نحو السماء حيث
السلام والخلود . وقد تم زرع هذه الأفكار بواسطة زعيم ذو شخصية
كاريزمية مؤثرة فى أناس أصابهم الإحباط فى الحياة المعاصرة
فاستجابوا تحت تأثير شخصية زعيم الجماعة وتحت ضغط الجماعة
على أفرادها لدعوة الخلاص . ومن المحتمل أن أعضاء هذه الجماعة
كانوا من الشخصيات الانقيادية التى تتبع قائدها دون تفكير ، وأنها
لعجزها عن مواجهة الضغوط الخارجية وجهت غضبها وعدوانها نحو
الداخل فى صورة سلوك انتحارى جماعى خاصة وأن هذه النوعية من
الأشخاص تكون قابلة للإيحاء والاستهواء لذلك تسلك سلوك الآخرين
دون تفكر .
انتحار التقليد :
عندما ينتحر طفل أو مراهق فى مدرسة أو نادى أو أى مجموعة ،
تحدث حالات انتحار مشابهة فى المجموعة تقليداً للطفل أو توحداُ أو
تعاطفاً معه . ويحدث هذا أيضاً بعد رؤية بعض الأفلام أو المسلسلات
والتى انتحر فيها أحد الأشخاص فى هذا السن . وقد نشرت روايه فى
أوربا منذ 200 عام بعنوان " أحزان الصغير ويرزر" ( The sorrows of young Werther
) وحدثت بعدها موجه من الانتحار فى صغار السن ، وكانوا يلبسون
لحظة انتحارهم مثل " ويرزر " بطل القصة أو ينتحرون والقصة
بجوارهم .
الانتحار بين المرضى
فى بحث اجرى سنه 1957 لدراسة حالات الانتحار بمقابله ذويهم
وفحص ملفاتهم الطبية ومقابله طبيب العائلة وجد أن 98% كانوا
يعانون أمراضاً نفسيه أو جسمانية ، وكانت أشهر الاضطرابات
المصاحبة للانتحار هى الاكتئاب وإدمان الكحوليات . وأجرى بحث
تتبعى للمقارنة بين مجموعتين : المجموعه الأولى مصابه بأمراض
نفسية مختلفة ، والمجموعة الثانية مصابه بأمراض جسمانية مختلفة
، ووجد أن نسبه الإنتحار فى المجموعه الأولى ( النفسية ) وصلت
إلى 5,5% فى حين كانت المجموعه الثانية ( الجسمانية ) 0,6% .
ووجد أن نسبة الإنتحار بين أقارب المجموعة الأولى كانت أكثر 8 مرات
من عامه الناس .
محاولات الانتحار السابقة :
هى أفضل مؤشر لمعرفة مدى خطورة الحاله . وحين ندرس المحاولات السابقة للانتحار فإننا نركز على شيئين هامين
للغاية :
أولاهما : نية المريض فى أن يموت ،وهى تظهر من خلال تعبيراته وسلوكياته والتى تبرز مدى رغبه الشخص وعزمه وإصراره على أن يموت .
ثانيهما : جديه المحاولة ، فمثلا إذا كان قد حاول ان يلقى بنفسه من الدور العاشر فى ظروف لم يكن أحد موجود بالمكان وإنما اكتشف مصادفة ، أو حاول قتل نفسه بمسدس أو إشعال النار فى جسده ، فكل هذه المؤشرات على خطورة وجديه المحاولة ، وهى مؤشر على ان هذا الشخص معرض وبشده للانتحار.
فقد وجد أن 40% من المكتئبين الذين انتحروا كانت لهم محاولة سابقه للانتحار . ووجد أيضاً أن 10% ممن قاموا بمحاولات انتحار قد انتحروا فعلاً فى خلال السنوات العشر التالية للمحاولة
11-الطقس : لا يوجد موسم معين خاص بالانتحار ولكن لوحظ زيادة بسيطة فى معدلات الانتحار فى الربيع والخريف
النظريات الحديثة :
أصحاب هذه النظريات الأحداث لا يوافقون على ان للانتحار ديناميات
نفسيه خاصة أو أن شخصيات معينه تكون اكثر عرضة للانتحار ،
ولكنهم يعتقدون أننا يمكن ان نتعلم الكثير عن ديناميات الانتحار بشكل
مباشر من تخيلات الأشخاص الذين قاموا بالانتحار لما سوف يحدث لهم
إذا هم أقدموا على ذلك . ومن خلال الدراسات الإسترجاعيه لتاريخ
الأشخاص المنتحرين وجد انه كانت لديهم التخيلات التالية :الرغبة فى
الانتقام أو القوه والسيطرة أو العقاب . الرغبة فى التكفير أو التعويض
أو التضحية أو العودة أو الهرب أو النوم أو الإنقاذ أو الولادة من جديد أو
التوحد مع أحد الموتى الأعزاء أو الحياة الجديدة .وكما يبدو فان هذه
الخيالات براقة ومغرية للشخص الذى ينوى الانتحار ، ويساعده على
تنفيذها أو تفعليها أن يكون واقعاً تحت معاناة نتيجة فقد شخص أو
شى عزيز أو نتيجة جرح نرجسى مؤلم ( كالفنانة التى فقدت اهتمام
الناس بها نتيجة تقدمها فى السن ومرضها) أو يكون مشحوناً بمشاعر
طاغية من الغضب والإحساس بالذنب ، أو يكون متوحداً مع شخص
آخر منتحر ( كالشاب الذى انتحر بعد انتحار أخيه الأكبر الذى كان
يحبه) . أما عمليات الانتحار الجماعية فيمكن تفسيرها بواسطة
ديناميات الجماعة من الإيحاء والانقياد وضغط المجموعه والتوحد
والمحاكاة .... الخ
العوامل المصاحبة أو المؤثرة فى حالات الإنتحار :-
السن : الأصغر سناً أكثر تهديداً بالانتحار لكن الأكبر سناً أكثر تنفيذاً له .
الجنس : النساء أكثر تهديداً بالانتحار والرجال أكثر تنفيذا له (
المنتحرون من الرجال ضعف المنتحرات من النساء )
الحاله الاجتماعية : المتزوجون أقل انتحاراً من غير المتزوجين .
التدين : المتدينون أقل انتحاراً من غير المتدينين ، ومعدلات الانتحار
أقل فى المسلمين واليهود والكاثوليك مقارنه بالبروتستانت . وهذه
ملحوظة هامة نشهدها فى تعاملنا مع المرضى ذوى الميول
الانتحارية حين نسألهم عن نواياهم الانتحارية فيقرون بوجودها ، ثم
نسألهم : وما الذى منعكم من الإنتحار ؟ .. وتكون الإجابة دائماً :
الخوف من الله . ففى النصوص الدينية نهى عن قتل النفس وتحذير
من عواقب قتلها . يقول تعالى (( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم
رحيماً * ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك
على الله يسيراً )) (النساء 29 –30)
وهذا الموقف الدينى الحاسم من مسألة قتل النفس كان له أثر كبير
فى انخفاض معدلات الإنتحار فى الدول الإسلامية بشكل عام . وهناك
اختلافات بين الطوائف الدينية من حيث معدلات الإنتحار طبقاً لمعتقدات
كل طائفة ودرجة الترابط الاجتماعى بينهما . ويبدو أن حاله التدين لدى
الإنسان تعطيه دعماً روحياً واجتماعياً يجعله لا يسقط فى قاع اليأس
والقنوط ، وتعطيه حالة من الرضا تجعله يتقبل احباطاته ومعاناته
بدرجه أفضل من غير المتدين ، وتعطيه أملاً فى انفراج الأزمة مهما
اشتد حصارها .
العرق (السلالة ) : البيض أكثر انتحاراً من السود . والانتحار يكون أقل
بين الأقليات والمجموعات العرقية المترابطة ، وتكون نسبته أكثر فى
المهاجرين .
الوظيفة : أعلى نسبه للانتحار توجد بين المهنيين PROFESSIONALS
وعلى رأسهم الأطباء البشريين وأطباء الأسنان والموسيقيين وضباط
تنفيذ الأحكام والمحامين والعاملين فى شركات التأمين وتوجد أعلى
نسبه للانتحار فى الطبيبات ( 41 حاله انتحار فى كل 100,000 )
وخاصة غير المتزوجات يليها الأطباء الذكور ( 36 فى كل 100,000 ) .
واعلى نسبه انتحار بين الأطباء تحدث فى الأطباء النفسيين ثم أطباء
العيون ثم أطباء التخدير . وعلى الجانب الآخر تزيد معدلات الانتحار فى
العاطلين .
المستوى الاجتماعى : تزداد معدلات الانتحار فى المستويات
الاجتماعية الأعلى ، وفى المدن أكثر من القرى .
الحاله الصحية الجسمانية : المرضى المزمنون والمصابون بأمراض
مستعصية كالإيدز والسرطان وغيرها يكونون أكثر عرضه للانتحار من
غيرهم .
الحاله الصحية النفسية : يعتبر المرض النفسى من أقوى الدوافع نحو
الانتحار ويدل على ذلك الإحصاءات التالية:
- تزيد خطورة الإنتحار فى المرضى النفسيين من 3-12 مرة بالمقارنة
بعموم الناس .
- نسبه الانتحار بين مرض الاكتئاب من 15 –18,9% وأخطر الحالات
النفسية من ناحية القابلية للانتحار هى نوبات الاكتئاب الجسيم .
والمكتئبون يكونون أكثر عرضه للانتحار فى بداية الشفاء حيث تتحسن
قدرتهم على الحركة بسبب تأثير الدواء قبل أن تتحسن الحاله
المزاجية بشكل كاف لذلك يصبح المكتئب قادراً على تنفيذ الانتحار من
ذى قبل وأهم الأعراض التى تدفع المكتئب للانتحار هى انعدام الأمل
وانعدام الحيلة ، وتظهران فى صورة أرق فى النوم ، وإهمال للنظافة
الشخصية وضعف فى الذاكرة
- نسبه الانتحار بين مرضى الفصام ( الشيزوفرينيا ) 10% ووجد انه
كانت توجد أعراض اكتئابية فى ثلثى مرضى الفصام المنتحرين .
- نسبه الانتحار بين المدمنين15%
- نسبه الانتحار بين حالات اضطرابات الشخصية تتفاوت حسب نوع
اضطراب الشخصية ولكنها فى مجملها اعلى من عموم الناس .
وهناك مجموعتين رئيستين خطرتين : الأولى : مجموعه الاضطرابات
النفسية ( الاكتئاب والفصام والإدمان) والثانية مجموعه مترددة
بشكل متكرر على مستشفيات الطوارئ وهذه المعدلات للانتحار بين
المرضى قد سجلت فى المجتمع الأمريكى ، وللآسف لا توجد
إحصاءات كافيه فى المجتمعات العربية للمقارنة حتى الآن ، ولكن
العاملون فى مجال الطب النفسى يلحظون ان معدلات الانتحار بين
المرضى النفسيين فى تلك المجتمعات اقل بكثير من المعدلات
الغربية ويفسر هذا بقوة العامل الدينى ووجود قدر كاف من الترابط
الأسرى والاجتماعى .واختلاف معدلات الانتحار بين المرض النفسيين
فى المجتمعات المختلفة تنفى فكرة الاضطرار للانتحار لدى المريض
النفسى بسبب المرض وتؤكد فكرة أن قرار الانتحار تحيط به عوامل
كثيرة يكون المرض أحدها .
يتبع
|
|
|