عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2008, 06:24 PM   #3
micha
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية micha
micha غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24854
 تاريخ التسجيل :  06 2008
 أخر زيارة : 26-11-2009 (02:55 PM)
 المشاركات : 3,051 [ + ]
 التقييم :  55
لوني المفضل : Cadetblue


[size=3]عوامل بيولوجية :-
الوراثة :

من الملاحظ اكلينيكيا أن هناك عائلات يكثر فيها الإنتحار والمثل الشهير

لذلك عائلة إرنست همنجواى الروائى الشهير فقد انتحر همنجواى

وانتحرت أخته وانتحر الأب قبلها ، وانتحر أشخاص آخرون فى العائلة .

وبدراسة التوائم المتماثلة وجد أن هناك 9 حالات فقط انتحر فيها

التوأمين من بين 51 حالة أى بنسبة تقترب من 20 % فى حين أن

التوائم غير المتماثلة لم يحدث أى اتفاق فى الانتحار بين التوأمين .

وهذا يشير إلى احتمالات الوراثة الجينية ولكن بشكل جزئى وغير

حتمى ويحتاج إلى عوامل أخرى تؤكده . وقد وجد أن معدل الإنتحار

فى أقارب الدرجة الأولى للمرضى النفسيين يزيد 8 مرات عن معدل

الإنتحار بين سائر الناس .

ويمكن أن تكون الجينات الخاصة بالانتحار جينات منفصلة تؤدى إلى

نوع من السلوك الإندفاعى من خلال اضطراب فى مستوى مادة

السيروتونين فى المخ أو تكون هى نفس جينات الإضطرابات النفسية

كالاكتئاب وإدمان المخدرات والفصام واضطرابات الشخصية .

الكيمياء العصبية :

اتضح من خلال الدراسات أن مستوى السيروتونين ينخفض فى

مرضى الاكتئاب الذين يحاولون الإنتحار ويتم رصد هذا الانخفاض بقياس

مادة ( 5 - هيدروكسى إندول أسيتيك أسيد ) فى السائل النخاعى

وقد وجدت علاقة ارتباط بين انخفاض السيروتونين والسلوكيات

الإندفاعية والعدوانية . ووجد فى بعض الحالات ارتفاع مستوى

الكورتيزول فى البول ، وعدم استجابة الغدة الدرقية للتأثير المحفز

لهرمون TSH ..الخ.

الاضطرابات العضويه :-

تزيد معدلات الانتحار فى وجود الأمراض العضوية التالية :

السرطان : خاصة سرطان الثدى والأعضاء التناسلية .

أمراض الجهاز العصبى : مثل الصرع والتليف المتناثر ، وإصابات الرأس


واضطرابات الدورة الدموية المخية ومرض هنتجتون والعته والإيدز .

وقد وجد أن هذه الأمراض جميعاً يحدث معها اضطرابات فى المزاج .

اضطرابات الغدد الصماء : مثل مرض كوشنج ، فقد الشهية العصبى ،

لزمة كلينفيلتر والبورفيريا

(أيضاً معها اضطراب فى المزاج ) .

اضطرابات الجهاز الهضمى : مثل قرحه المعدة وتليف الكبد ( لاحظ أن

هذين الاضطرابين يمكن أن يوجدا أيضاً فى الكحوليين )

اضطرابات الجهاز البولى والتناسلى : مثل تضخم البروستاتا وحالات

الفشل الكلوى والحالات الخاضعة للغسيل الكلوى .

الأدوية :

هناك الكثير من الأدوية المتداولة والتى يمكن أن تؤدى إلى حالات

اكتئاب شديدة تكون مصحوبة برغبة فى الإنتحار فى أشخاص

يعيشون حياه عادية ولا يوجد فى ظروفهم الخاصة والعامة ما يبرر

هذا الاكتئاب وما يصاحبه من رغبه شديدة فى الانتحار . وللأسف فإن

هذه الأدوية كثيرة التداول ومع ذلك لا ينتبه لتأثيرها الكثير من الناس ،

ونذكر منها أدوية الضغط وأدوية القلب ومضادات الروماتيزم

والكورتيزونات وأدوية علاج السرطان ...إلخ .

توقع الانتحار :

نحن لانملك أن نفعل شيئاً لأولئك الذين ماتوا منتحرين ، ولكننا

نستطيع أن نفعل الكثير للأشخاص المعرضين للتفكير فى الانتحار أو

محاولات الانتحار ، وخاصة أنه فى 70% فى حالات الانتحار كانت توجد

علامات إنذار ولكن أحداً لم ينتبه إليها أو لم يدرك مدى خطورتها ،

وهناك فترة حضانة لفكرة الانتحار قد تبلغ 3 شهور أو أكثر . وبناءاً على

دراسات عديدة أجريت تم وضع علامات الخطر مرتبة حسب أهميتها

كالتالى :

السن : كلما زاد السن عن 45 سنة كان ذلك مصدر خطر .

تعاطى الكحوليات : حيث تزيد نسبة الانتحار فيهم 50 مرة عن عموم الناس .

الاستثاره والغضب والعنف

محاولات انتحارية سابقة : خاصة إذا استخدمت فيها وسائل شديدة الخطورة كالأسلحة النارية أو السقوط من عل أو الشنق .

الذكورة : حيث أن الرجال أكثر إقداماً على الإنتحار كما ذكرنا من قبل .

رفض المساعدة .

طول مدة نوبة الاكتئاب أكثر من المعتاد .

تاريخ سابق للدخول فى مصحة نفسية .

فقد شئ غالٍ أو الافتراق عن شخص عزيز فى الفترة الأخيرة .

الاكتئاب خاصة نوبات الاكتئاب الجسيم .

فقد الصحة الجسمانية .

عدم وجود عمل أو الإحالة للمعاش .

شخص أعزب أو أرمل أو مطلق .

هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون فى مثل هذه الظروف لابد وأن ننتبه

إليهم وأن يسألهم الطبيب النفسى المعالج بشكل واضح وصريح عن

أفكارهم نحو الموت ثم يستفسر عن أية خطط فى أذهانهم للانتحار

ثم يستفسر عن محاولات الانتحار السابقة بالتفصيل ، ثم يبحث فى

مصادر التدعيم الذاتية للشخص مثل إنجازاته الحياتية السابقة

وبصيرته ومشاعره ثم مصادر التدعيم الاجتماعية مثل الأسرة أو

الأصدقاء أو الجمعيات الخيرية المساندة ، وبناءً على ذلك يقرر

الخطوات التالية المطلوبة لمساعدة هذا الشخص .

والعرضين الأشد خطورة هما الإحساس بفقدان الأمل (Hopelessness) والإحساس بقلة الحيلة (Helplessness) فإذا ظهر

على أى شخص منفصلين أو مجتمعين وجب علينا الانتباه .

وأحياناً نجد أن الشخص الذى كان كثير الشكوى وكثير التهديد بالانتحار

فجأة أصبح هادئاً ويبدو راضياً على غير عادته ولا يتكلم كثيراً ولا تبدو

عليه علامات الاضطراب التى عهدناها فيه من قبل . هذه الحالة يجب

أن تثير اهتمامنا لأن كثيرين ممن قاموا بالانتحار وصلوا إلى هذه الحالة

من الهدوء والرضا بعد اتخاذهم قرار الانتحار وظلوا على هذه الحالة

عدة أيام قبل التنفيذ ، وهذا مما يحير المحيطين بهم حيث يقولون :

"إنها كانت فى أحسن حالة فى الأيام الأخيرة ولم يكن يبدو عليها أى

علامات اضطراب" .

وهناك عرض آخر يقوم به من قرروا الانتحار وهو الاتصال ببعض

الأصدقاء وحين يرد الصديق لا يجد الشخص شيئاً يقوله فيضع

السماعة ، أو يضعها قبل أن يتمكن الطرف الاخر من الرد . وكأنها

صرخات استغاثة يائسة .

التعامل مع الحالات المعرضة للانتحار :

بعد دراسة تاريخ الحالة المرضى ودراسة عوامل التدعيم والمساندة

المحيطة بالشخص والقيام بالفحوصات الطبية اللازمة يقرر الطبيب

النفسى ، إذا كان المريض يحتاج لدخول مصحة نفسية أو أنه سوف

يعالج من اضطراباته النفسية وهو وسط أسرته .

فإذا لم يكن هناك دعماً أسرياً كافياً ، أو كانت تصرفات المريض مندفعة

وفجائية أو كان يعانى من اضطرابات نفسية شديدة ، أو كان غير قادر

على تناول الطعام والشراب بشكل كاف ، فإن هذا المريض لابد وأن

يوضع فى المصحة النفسية تحت ملاحظة شخصية لصيقة طوال

الوقت ولا يترك وحده حتى أثناء النوم أو أثناء دخول الحمام ، لأن هذا

المريض ينتظر أى لحظة مناسبة لتنفيذ فكرة الانتحار وبعضهم كان

ينتظر تغيير دوريات التمريض أو لحظة دخول الحمام أو أى غفلة ولو

قصيرة من فريق التمريض لينفذ الإنتحار وأثناء وجوده فى المصحة أو

المستشفى يتم علاج الاضطراب النفسى الموجود بجرعات كافية

ومؤثرة من الدواء بجانب العلاج النفسى المكثف والعلاج الإجتماعى

المناسب والعلاج الدينى الذى يحيى فى المريض الأمل ويجعل خيار

الإنتحار مستبعداً . وتتم مناظرة المريض عدة مرات يومياً بواسطة

الفريق العلاجى ، ولا يسمح له بالخروج إلا بعد التأكد من زوال الأفكار

والخطط الانتحارية واستقرار حالته النفسية . وإذا تقرر علاج المريض

فى بيته فيجب أن يتأكد الطبيب من وجود الدعم والمساندة من

الأسرة والملاحظة الكافية للمريض طوال الوقت واستبعاد أى آلات

حادة أو أسلحة نارية أو حبال أو أحزمه أو أى شئ يمكن أن يقتل به

المريض نفسه . ولا بد وأن يكون الطبيب متاحاً للمريض طوال الأربع

وعشرين ساعة يومياً حيث يعطيه أرقام تليفوناته ليتصل به فى أى

وقت وأيضاً يأخذ الطبيب كل أرقام تليفونات المريض وعنوانه لكى

يستطيع التدخل فى حالات الطوارئ . وتتلخص خطة العلاج سواء فى

المستشفى أو خارجها فى ثلاث نقاط : الأولى : تخفيف الألم النفسى

بكل الوسائل ، الثانية : التدعيم والمساندة ، الثالثة : إعطاء بديل

للانتحار .

وفى المجتمعات ذات الدوافع الدينية القوية ، من المفيد جداً أن نساعد المريض بأن يغير تصوراته وتخيلاته نحو الإنتحار ، ففى التعاليم الدينية

زجر وتخويف من خيار الإنتحار وبدلاً من كونه نوع من الراحة والخلاص
فى خيال المريض نجد أن التصور الدينى يجعله مصيراً مخيفاً حيث

يخلد المنتحر فى جهنم ويتعذب بالوسيلة التى استعملها فى الإنتحار ، وهذا التصور وحده يعكس المنظومة الانتحارية برمتها ويغلق باب

الخيار الانتحارى ، وفى ذات الوقت يفتح باب أمل فى رحمة الله

والأمل فى تفريج الكربات مهما اشتدت ، وأن الله قادر على كل شئ حين يعجز البشر ، وأن الدنيا دار ابتلاء واختبار وأن الصبر والرضا

فضيلتان جزاؤهما الجنة ، وأن لا شئ يحدث عبثاً فى هذه الدنيا ، بل

كل شئ يدور فى هذا الكون بمراد الله وحكمته ، وأن الله الذى منح

الإنسان هذه النفس هو وحده الذى يقرر متى يقبضها .



المصدر: د .محمد المهدى / واحة النفس المطمئنة
[/
size]


 

رد مع اقتباس