عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2009, 01:54 PM   #5
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue


.

قال تعالى : (( وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ # مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ # بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ )) سورة الصافات. ( 24_26)


جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله :

قال عليه الصلاة والسلام كما جاء في نص الحديث : (( ...... وينفخ أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال‏:‏ أيها الناس هلموا إلى ربكم ‏{‏وقفوهم إنهم مسؤولون‏}‏ قال، ثم يقال‏:‏ أخرجوا بعث النار، فيقال‏:‏ كم‏؟‏ فيقال‏:‏ من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فيومئذ تبعث الولدان شيباً ويومئذ يكشف عن ساق‏)‏ ‏"‏أخرجه أحمد ورواه مسلم في صحيحه واللفظ له‏"‏‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وقفوهم إنهم مسؤولون‏}‏ أي قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم، التي صدرت عنهم في الدار الدنيا.

قال ابن عباس‏:‏ يعني احبسوهم إنهم محاسبون.

وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أيما داع دعا إلى شيء كان موقوفاً معه إلى يوم القيامة لا يغادره ولا يفارقه، وإن دعا رجل رجلاً‏)‏ ثم قرأ‏:‏ ‏{‏وقفوهم إنهم مسؤولون‏}‏ ‏"‏رواه ابن أبي حاتم وابن جرير والترمذي عن أنَس بن مالك مرفوعاً‏"‏.

وقال ابن المبارك‏:‏ ‏(‏إن أول ما يسأل عنه الرجل جلساؤه‏:‏‏)‏ ثم يقال لهم على سبيل التقريع والتوبيخ ‏{‏ما لكم لا تناصرون‏؟‏‏}‏ أي كما زعمتم أنكم جميع منتصر‏؟‏ ‏{‏بل هم اليوم مستسلمون‏}‏ أي منقادون لأمر اللّه لا يخالفونه ولا يحيدون عنه، واللّه أعلم‏.


وجاء في تفسير القرطبي رحمه الله :

قوله تعالى: {وقفوهم} وحكى عيسى بن عمر {أنهم} بفتح الهمزة. قال الكسائي : أي لأنهم وبأنهم، يقال : وقفت الدابة أقفها وقفا فوقفت هي وقوفا، يتعدى ولا يتعدى؛ أي احبسوهم. وهذا يكون قبل السوق إلى الجحيم؛ وفيه تقديم وتأخير، أي قفوهم للحساب ثم سوقوهم إلى النار. وقيل : يساقون إلى النار أولا ثم يحشرون للسؤال إذا قربوا من النار.

{إنهم مسئولون} عن أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم؛ قال القرظي والكلبي. الضحاك : عن خطاياهم.

ابن عباس : عن لا إله إلا الله. وعنه أيضا : عن ظلم الخلق.

وفي هذا كله دليل على أن الكافر يحاسب. وقد مضى في {الحجر} الكلام فيه. وقيل : سؤالهم أن يقال لهم: {ألم يأتكم رسل منكم} {الأنعام : 130] إقامة للحجة.

ويقال لهم: {ما لكم لا تناصرون} على جهة التقريع والتوبيخ؛ أي ينصر بعضكم بعضا فيمنعه من عذاب الله. وقيل : هو إشارة إلى قول أبي جهل يوم بدر {نحن جميع منتصر} [القمر : 44]. وأصله تتناصرون فطرحت إحدى التاءين تخفيفا. وشدد البزي التاء في الوصل.


قوله تعالى: {بل هم اليوم مستسلمون} قال قتادة : مستسلمون في عذاب الله عز وجل.

ابن عباس : خاضعون ذليلون. الحسن : منقادون. الأخفش : ملقون بأيديهم. والمعنى متقارب.

{وأقبل بعضهم على بعض} يعني الرؤساء والأتباع {يتساءلون} يتخاصمون. ويقال لا يتساءلون فسقطت لا. النحاس : وإنما غلط الجاهل باللغة فتوهم أن هذا من قوله: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [المؤمنون : 101] إنما هو لا يتساءلون بالأرحام، فيقول أحدهم : أسألك بالرحم الذي بيني وبينك لما نفعتني، أو أسقطت لي حقا لك علي، أو وهبت لي حسنة. وهذا بين؛ لأن قبله {فلا أنساب بينهم} [المؤمنون : 101]. أي ليس ينتفعون بالأنساب التي بينهم؛

كما جاء في الحديث : (إن الرجل ليسر بأن يصبح له على أبيه أو على ابنه حق فيأخذه منه لأنها الحسنات والسيئات)، وفي حديث آخر : (رحم الله امرأ كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فأتاه فاستحله قبل أن يطالبه به فيأخذ من حسناته فإن لم تكن له حسنات زيد عليه من سيئات المطالب).

و{يتساءلون} ها هنا إنما هو أن يسأل بعضهم بعضا ويوبخه في أنه أضله أو فتح بابا من المعصية؛ يبين ذلك أن بعده {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين}

قال مجاهد : هو قول الكفار للشياطين. قتادة : هو قول الإنس للجن. وقيل : هو من قول الأتباع للمتبوعين؛ دليله قوله تعالى: {ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول} [سبأ : 31] الآية.

المصادر :

من مختصر ابن كثير .
ومن تفسير القرطبي .


.


 

رد مع اقتباس