عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2009, 09:42 AM   #1
سمو الغامض
V I P


الصورة الرمزية سمو الغامض
سمو الغامض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23056
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
 المشاركات : 5,013 [ + ]
 التقييم :  121
لوني المفضل : Cadetblue
في حلكة الليل .. وجدتها..



في حلكة الليل .. وجدتها..



في حلكة الليل حيث لا قمر و لا ضياء .. كنت هائمًا على وجهي .. في الصحراء أسري .. بين كثبانها الصفراء .. أجهل وجهتي و موضعي .. كنت قد خرجت للبحث عنها .. و من أجل البحث عنها فقط .. مللت من السير في ظلمة الليل .. فأردت أن أصرخ .. لكن صرخاتي ارتدت إلى جوفي .. ليسمع لصداها في داخلي ضجيج .. أصم أذناي .. حاولت حبس صرخاتي فكتمتها .. تريد أن تخرج و لا مخرج لها .. تحاول أن تنطلق لكنها معقولة بأطناب قلبي .. بدأت أحادث نفسي كالمجانين .. و أثير الأرض .. و أطأ الشوك .. حالة مجنونة .. تصدع منها رأسي.. و ارتعشت أعضائي .. ليسمع بعدها صوت عالي .. أثار السكون الطاغي .. فمن تعبي و ارهاقي ارتميت على الأرض بصوت قوي .. أغمضت عيناي .. و لم أكد أغمضهما حتى عاودتني أوهامي المجنونة .. لأسمع و بوضوح ما يصرّح به داخلي .. كان يصرخ .. أريدها .. أريدها .. سأجدها لا محالة .. أشعلت تلك الصرخات فيّ الحماس .. فقمت و أنا بين السقوط و الإنتصاب .. و قاومت انهيار قوتي بثبات عزيمتي .. و الصرخات ما زالت تتردد .. و تعلو أكثر فأكثر .. و أنا أستمع لصدها الحزين .. كانت تصم أذناي و تجعلني أقفز بجنون ٍ في مكاني .. لم أعد أحسن كتمانها كما قبل .. فقررت إخراج تلك الصرخات .. ليدوي بعدها صوت عال ٍ في المكان .. آثار الغربان .. و أرعب بني سِرحان .. حتى أنها أزعجت السحيبات المتناثرة في السماء .. كانت صرخة ً قوية ً مليئة ً بالحرقة .. ثم ماذا بعد ذلك ؟! هل وجدت ما أريد ؟! لا لم أجد بعد .. هكذا كنت أحادث نفسي بعد أن انطلقت في سبيلي .. في صحراء قاحلة .. أبحث عن كنزي .. و لتتبع الصرخة صرخة أخرى.. عندما لمحت طيفها من بعيد .. إنها هي .. بدأت أركض بكل ما أتيت من قوة .. لألحق بها .. فما بالها تختفي شيئـًا فشيئـًا .. ثم ها هو طيفها لقد تلاشى .. هاج بعدها إحساسي .. و احترق كياني جمرًا مما رأى .. كيف تبتعد عني بهذه البساطة ؟! فبدأ بعدها الإحمرار بغزو عيناي و يثيرهما ليبدآ طقوس الأمطار .. لكن دموعي أبتْ أن تنصاع .. و تذل نفسها لطيف .. ليبدأ داخلي بالإحتراق و تصاب مقلتاي بالرمد .. مقابل أن تحتفظ دموعي بكرامتها .. لقد جالدتْ الشوق .. و عصتْ الحنين ..و تحملتْ العذاب .. و أبتْ أن تنزل .. فحبستْ نفسها في محجري .. و كونت غشاوة .. حجبت عيناي .. فلله دركِ من دموع ٍ ما أصبركِ .. فقد ضحيتي بالبصر مقابل أن تحتفظي بالكرامة .. هكذا أكملت سيري .. بلا بصر و لا دليل .. سوى نور البصيرة .. فأني أريد أن أكمل ما جئت من أجله .. و سأجدها عاجلا ً غير آجل .. سأجدها يعني سأجدها .. حتى لو لقيت حتفي .. فهي التي سترد بصري .. أكملت سيري نحو المجهول .. لألقاها .. أكملت سيري لساعات .. وبحثت كثيرًا .. لكني لم أجدها .. بربك يا جسدي السقيم .. ماذا أفعل ؟! كيف سأجدها ؟! غرقت في تصارع أفكاري التي بدأ الإستسلام يدب إليها .. ثم ليأتي الخبر اليقين .. و النبأ الذي فرق بين الحق و الباطل .. إنها أمامي .. ها هو نورها أضاء روحي .. نعم إنها هي .. اقتربت منها بهدوء .. لألقى من افتقدت منذ الغابر .. فأعيد ما أخذ مني .. بوجهٍ يملأه نشوة الفرح و جمال اللقاء .. اقتربت منها .. و وصلت إليها .. وضممتها بكل ما تحمل الدنيا من شعور الحنين و الشوق .. فلم أشعر إلا و هي تدخل في جسدي المنهك .. و تعيد لي نشاطي .. الآن .. بدأت أشعر بوجودي .. و أحس بكياني .. دموعي أطلقت العنان لنفسها .. و بسمة الإنتصار علتْ شفتاي .. و أنا أقول : وجدتها .. وجدتها .. وجدت نفسي .. إنها في داخلي .

20 / 12 / 2008
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس