09-10-2002, 07:44 AM
|
#1
|
................
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 328
|
تاريخ التسجيل : 07 2001
|
أخر زيارة : 28-09-2010 (01:57 AM)
|
المشاركات :
3,903 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
من أوراقي القديمة ...
من الأوراق القديمة عندما كان العبدالفقير غائب عن أرض الوطن الحبيب وقد أشتاق لأعز من رأها في هذا الكون وقد تلاشى حب الزوجة والأولاد والأحباب وبرز حنانها أمام ناظري للوهلة الأولى..
فكانت أحلام حزينة شعرت حينها أنني لن أراها ..وكم هي مشاعر أليمة عندما ينتاب الأنسان شعور سوداويّ مظلم ،، ماتكاد إلا ان تكاد اضغاث أحلام ،، قلتُ فيها :
ذات مساء ...
راودني طيفكِ وهمس بأذني...
يا ولدي ..متى أراكَ؟
نبض صوتكِ أسعدني ..
أطربني ،، أشجاني ..
.كم أشتاق إليِ كل مساء يأتيني ..
فيبكيني أشتاق .. لحضنكِ ..
ضميني يا أمي رغم مرور سنيّ عمري …
والزوجة .والأولاد .وعالم آخر يجذبني ..
وغربة على أمواج الآلام تعصف بي ..
بعيداً عن عينيكِ الحانيتينِ ..
يا أمي ،، صوتا من الحنان يناديني .....
ضميني إليكِ ..
هدني العمر ..
وطول الغربة تضنيني إبحاري ...
بلا سفن تقربني .. منكِ..
وأسير طريقي إلى عينيكِ ..
لكن الموج يغالبني ..
يقذفني ..
بالشط الآخر ..
وأعود أغالب أحزاني ..
وجراحاتي ..
من أجلكِ ،، أنتِ المعنية ،، أبحث في أوراقي ..
عن خطاباتكِ . عن أحلامي أليكِ..
وأشتاق لذاك اليوم .. وأنت تضميني ..
ودموعك تنساب ...على خديك ودموعي .. تغسل أوزاري ..
وبعادي عنكِ ..
أمي ،،
مشتاق أن ألثم كفيكِ ..
أمي ..
أشلاء الإنسان بصدري من دونك لا شئ ..
وبقايا مشاعر فياضة .. تتراءى ..أمامي كسراب ..
أو كصدى الصوت ..
وتراب الأرض .يناديني ..
عد ..
قد طال الوقت .. يا ولدي ..
وطريق العودة مقطوع أصعب مليون مرة .من يوم أتيت ..
ودروبي صارت مجهولة ..
أخطو نحو الشيب ...
لا أعرف هل سأعود إليك وأراكِ قبل الموتِ ..؟
أم تأتيك رفاتي بصندوق خشبي كالتابوتِ..
لا يعرف إلا رائحة الكافور لا يعرف طعماً ..
لمشاعر إنسان أضناه ..
منذ زمان .. فراقك .. حد الموت ..
وصعدتُ قافلة العودة ..
ألملم أوراقي وأحزاني ،، وأفراحي ..
سامعا من آخر الدرب صوتكِ ،، يناديني ..
أهلا بعودتكِ يا ولدي ،، خذ أحضاني ..
وشممتُ حنانيكِ يا أمي وبكيتُ على صدركِ فرحا ..
من أنتي .. هل أنتي أمي حبيبتي ؟
قالت والدمع يغسّل وجدنتيّ : نعم يا أحمد أنا أمك ..
أنا من تبحث عن رائحة طيبها ،، حنانها ،، صدى صوتها..
حمدتُ الله أن أرجعني لها ،، لحبها لأقدامها ،، لدعاؤها ..
وها هي السنون تمرّ كالمطر ،، كقسوة الحجر .. كالنار كالشرر ..
وأتعبني السفر ،، من أجلها ،، من أجل من ينتظر ،،
ومن أجل من نظر ،،
ورجعت البسمة لأمي ثانية وثالثة ورابعة ،،
بعد أن رأت قبعتي فوق رأسي .. كنخلة في بيتها شامخة ..
شاهرا سلاح علمي فوق رأسي ..
والكل يبارك لها ،، مبروك يا والدة ذاك الرجل الناجح ..
مبروك يا صاحبة التاج المبجّل ،، يا صاحبة البسمة البيضاء ..
وما تمالكتُ نفسي إلا أن نزلت تحت رجليها ،، مقبلا حنانيها ،،
يااااه كم هي رائعة رائحة رجلا أمي ..
فقد شممتُ الجنة ورأيتُ الله ببسمتها .. بضحكتها ،، بعزتها ،، برفعتها ..
لاتلوموا قلبا أنفطر بحبها ،، تجنن بطاعتها ،، تفنن بحضنها ..
فهاهي ورقتي الأولى من أوراقيَّ القديمة ..
سأراكِ قريبا ياحناني يا أمي ...
أبنكِ أحمد
من أرض الغربة ..
(( من خواطري ..))
أحمد ..
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أبو مروان ; 09-10-2002 الساعة 07:47 AM
|