عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2009, 08:25 PM   #1
qaswara
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية qaswara
qaswara غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10666
 تاريخ التسجيل :  11 2005
 أخر زيارة : 11-04-2024 (01:35 AM)
 المشاركات : 484 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
العقد الذي لم ينعقد بعدُ .



بسم الله الرحمن الرحيم
حتى نكونَ على بيّنةِ من الأمر ، لابدّ أن نضع نصب أعيننا مقولة : " انظر إلى ما قيل ، و لا تنظر إلى من قال " عند قراءتنا لبعض المقالات .
Le Gouverneur représentant de la Communauté Selon leur volonté, et ils ont le droit à l'isolement quand il
voulait.
و ترجمة ذلك ( الحاكم ممثل عن الجماعة ـ الرعية ـ وفقًا لإرادتها ، و لها حق عزله متى أرادت ذلك)..
هذا الكلام الذي يمكن وصفه بالواقعية في الغرب و بالمثالية عند العرب ، فهو جزء من نظرية " العقد الاجتماعي contrat social" التي جاء بها (جان جاك روسو Jean-Jacques Rousseau). فالإنسان كان ذئبًا على أخيه الإنسان ، و حربًا لا هوادة فيها بين إفراد النوع الإنساني .
لأجل ذلك احتاج الناس إلى عقد يتنازل بواسطته بعضهم لبعضٍ عن شيء من الحقوق في سبيل أمن و سلامة الجميع ... و هكذا يفقد الفرد في ظل هذا العقد حريته الوهمية اللامحدودة من أجل الحصول على حريةٍ منتظمة ٍ و أكيدةٍ .
و رغم أنّ العقد الذي يتحدث عنه " جان جاك روسو " افتراضي و خيالي بعض الشيء و لم يبرم قط ، إلاّ أن كثيرًا من الدساتير الغربية خصوصًا دستورَي الثورتين الفرنسية و الأمريكية اللتين أخذتا به ، بأن جعلت ـ كما أراد "روسو"ـ السيادة للوطن و شرعية السلطة وليدة الإرادة العامة .
و لمن لا يعرف… فإن فكرة العقد الاجتماعي اعتنقها ثلاثة فقهاء مفكرين هم : " طوماس هوبز Thomas Hobbes و جون لوك John Locke و جان جاك روسو …Jean-Jacques Rousseau و أن " هوبز " من دعاة الحكم الملكي المطلق ، حيث يرى أن الحاكم َ أعلى من العقد و لا يجب أن يكون َطرفاً فيه . بل الإفراد هم من يتنازلون له عن جميع حقوقهم ، و عليهم الخضوع التام له و لسلطته المطلقة . فالقوة ـ عند هوبز ـ أحق و أعلى من الحق .
لكن " لوك " اختلف معه في كون الحاكم رغم سلطته المطلقة ، لابد من أن يكون طرفاً في العقد . فإذا أخلّ الحاكم بشروطِ هذا العقد جاز للجماعة (الرعية) عزله في نظرِ " لوك " ...
و لكن لمّا جاء "روسو" فإن اتجاهه قَلـــّب الطاولة فوق رؤوس دعاة الحكم الاستبدادي ، و الملكية المطلقة ، و قال : " إن السلطة َ مقيّدة ٌ بقبول الإفراد لها ، و لذلك يمكن سحب الثقة منها " .. لأجل هذا غدت نظرية "روسو" بمثابة إنجيل الثورة الفرنسية ، و أساس الحكم المعاصر ...
و لو جاز لي التعبير ـ فكريّا و ليس تاريخيّا ـ لقلتُ ، إن "هوبز " بأفكاره المؤيدة ِ للحكم المطلق يمثل العصر القديم في الفكر السياسي ، و " لوك " يمثل العصور الوسطى ، بينما "روسو" يمثل العصر الحديث.
و على ضوء هذ... يتبادر إلى دهن كل عربيّ هذا السؤال ، أين نضع النظام السياسي العربي الحاضر ؟..
... يتبع

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس