04-01-2009, 11:19 PM
|
#6
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 10666
|
تاريخ التسجيل : 11 2005
|
أخر زيارة : 11-04-2024 (01:35 AM)
|
المشاركات :
484 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
.../ ...
ألا يعد التواطؤ مع المحتل و خيانة القضية القومية و الدسيسة للأخ و الصديق أعمالاً تتنافى مع العقد الاجتماعي الذي أعطت الشعوب العربية بموجبه السلطة للحاكم
.. إن الشعوب َ العربية لم تفوّض الحاكم ليخونَ ، و لم تفوضه ليبيع أرضًا أو قضية ً ،كما أن ّ تلك الشعوب لم تفوّض الحاكم العربي كذلك ليغدر بأخٍ أو جار ٍ ...
لكن حين تتحوّل بلاد العرب إلى سجون لشرفاء و إشراف العرب و لمقاتلي العرب الذين وقعوا فريسة بين مخالب المخبرات المركزية الأمريكية ، من حق العرب أن يتساءلوا إن كانوا حقـّاً قد تنازلوا عن حريتهم الوهمية اللامحدودة من أجل الحصول عن حرية منتظمة و أكيدة ، أم من أجل عبودية منتظمة و أكيدة تجعلهم أسرى وطن ٍ صار هو الآخر أسير حكامه ...
إن نظام الحكم العربي التقى مع " بوش" و المحافظين الجدد في أمر ٍ يبدو من الأهمية توضيحه و هو نبذها لنظرية العقد الاجتماعي و اقتباسهما من نظرية " توماس هوبز " المؤيدة للحكم المطلق ، أو نظرية العصور القديمة كما سميتُها مجازًا . لكن العربي اقتبس من " هوبز " فكرة الحكم المطلق للحاكم و علوه على الحق كما ذكرت ، أما " بوش" و المحافظون الجدد فقد اقتبسوا من " هوبز " نظرية التنـّين ، أو ما يعرف بنظرية التفرّد بالقوة في العالم ، و التي تتحول فيها الدولة إلى تنـّين ٍ قادر ٍ على القمع و التخويف لردع " الشر " لتحقيق الأمان . و الفرق بين الحاكم العربي و " بوش" هو أن الأول أخذ من "هوبز " لفنسه ، في حين أخذ الثاني من "هوبز" لبلده .. و لن أقول أن ذلك هو الفرق ، فالقارئ اذكي من أن أعلمه أبجديات القراءة ...
إن شهوة الحاكم العربي هي الجياد الأصلية التي يظن أنها ترفعه على صهواتها ليحتلّ أكبر أماكن التاريخ . أما إنجازاته فعادة ما تكون قليلة و لا تكاد تذكر . و على الأمة العربية أن تفكر بجديّة ٍ إن كان عليها التضحية لأجل حاكم أشبع التاريخ شهوات الانجاز . لأن هذا الحاكم و في المقابل لو قُدّر عليه و خُيّر بأن يُضحي بذاته أو بالإنسانية كلها (حتى لا أقول بشعبه ) لأختار بلا تردد ٍ التضحية بالإنسانية .
و خلاصة القول هي : إذا كان قد عرف العقد الاجتماعي منذ أزيد من ثلاثة قرون و نصف ، و هو عقد نظّم العلاقة بين الحاكم و المحكوم ، فإن عقد العرب لم ينعقدْ بعدُ ، بل ظلت عقدته هي الحكم الشمولي المستبد الذي يمنع كل تغيير ٍ ، و يرخي على البلاد العربية سدوله بليل ٍ طويل ٍ لا ينجلي بصبح ٍ و ما الإصباح عنه بأمثل .
انتهى
ملحوظة : يجب أن ينظر إلى المقال على أنه طرح ٌ فكريّ ٌ .
|
|
|