05-01-2009, 03:50 AM
|
#4
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 10666
|
تاريخ التسجيل : 11 2005
|
أخر زيارة : 11-04-2024 (01:35 AM)
|
المشاركات :
484 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
ترجمة القصيدة
و تلقي بنا (الأيام ) دومًا نحو شطآن جديدة،
وفي الليل الأزلي تأخذنا بدون رجعةٍ
فعلى عباب أوقيانوس الدهور ،
أ فلا نستطيع أن
نلقي المرساة ، ولو ليوم؟
ألا يا بحيرة! ها هو العام قد ولّى،
وقرب الأمواج الحبيبة ، والتي كانت من جديد سَتَراها،
انظري! ها أنا اليوم جئت وحيدا،
لأجلس على صخرة،
طالما رأيتِها جالسة فوقها!
كنتِ تهدرين ، هكذا تحت هَذِه الصخور الغائرة؛
هكذا كنتِ تتحطّمين على جوانبها الممزّقة؛
هكذا كانت الريح تلقي بزبد أمواجكِ
على ساقيها المعبودتين.
ألاَ تذكرين أن ذات مساء؟ كان قاربنا يسير في صمتٍ؛
ولم يكن يصلنا من بعيد، فوق الموج وتحت السماوات،
غيرضجّة المجاديف
وهي تضرب بإيقاع أمواجكِ المنسجمة
وفجأة، فإذا بنبراتٍ ليس للأرض بها عهد
يردد أصداءها الشاطئ المفتون ، ،
ويُرْعِيها الموجُ سَمْعَه،
فيردد الصوت الحبيب إلى نفسي هذه الكلمات.
"أيا دهر، رويدك! وأنتِ أيّتها الساعات الهنيئة قفي دقاتك !
و لنستمتع بملذات الحياة سريعةالزوال
التي تتيحها لنا أجمل أيامنا
إن كثيرًا من البؤساء في هذه الأرض يستجدونك:
تدفّقي، تدفّقي لهم؛
خذ مع أيّامهم مآسيهم التي باتت تنهشهم؛
وانس السعداء.
لكن، عبثا أسألك، أيها الزمن المزيد
فالوقت يفلت منّي، ويفرّ؛
سأقول لهذا الليل : تمهّل ! فالفجر لا محالة
سيبدّد الظلام.
"فلنعشق إذاً ! فلنعشق! ولنتعجل ، وبالسّاعة الهاربة،
لننعم!
ليس للإنسان مرفأ، ولا للزّمان ساحل؛
فالزمان ماض ٍ، ونحن معه ماضون !"
ألا أيّها الدهر الحاسد، هل لساعاتِ النشوة،
عندما يسقينا الحب السعادة بدون حساب،
أن تطير بعيدا عنا، بسرعة
أيّام الشّقاء؟
إيه إذن! هل لنا، على الأقلّ، تخليد أثرها؟
لماذا انقضت إلى الأبد؟
لماذا ضاعت كلّ تلك الساعات؟
هذا الدهر الّذي أوجدها، هذا الدّهر الذي محاها،
أ فَلن يعيدها لنا من جديد؟
أيها الخلود، أيها العدم، أيها الماضي، أيتها الهوّة السحيقة،
ماذا تراكم فاعلون بالأيّام التي قد ابتلعتُم؟
ألا تنطقون ؟!.. هل ستعيدون لنا تلك النّشَوَات السامية
الّتي قد خطفتم؟
أيتها بحيرة! أيّتها اصّخورالصمّاء!
أيّتها الكهوف!و أيّتها الغابات الحالكات!
أنتنّ يا من يحافظ عليكنّ الزمان، أو يا من قد يعيد لكنّ الشباب،
احفظن من هذه اللّيلة ، و أنتِ أيّتهاالطبيعة الغنّاء،
على الأقلّ، أحفظي الذكرى!
لِتكن في سكونكِ، لِتكن في عواصفكِ،
أيّتها البحيرة الجميلة ! وفي منظر تِلالكِ الضاحكة،
وفي صنوبركِ الدَّجِيّ، وفي صخرك المتوحّش،
وهُم في تدلٍّ فوق مياهكِ!
لِتكن في نسماتكِ التي تهب مرتعشة
في أصداء ضفافكِ... بضفافك المكرّرة،
في النّجم ذي الجبين الفضّي يضيءُ سطحك
بأنواره المسترخية!
ولتقلِ الريح التي تنتحب ،والقصب الذي يتنهد ،
وعبق ريحك العطر، اللّطيف،
وليقل كلّ ما نسمع، ونرى، ونستنشق،
ليقل كلّ شيء: " إنهما قد تحابا !"
|
|
|