18-01-2009, 04:15 PM
|
#1
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 10666
|
تاريخ التسجيل : 11 2005
|
أخر زيارة : 11-04-2024 (01:35 AM)
|
المشاركات :
484 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
المقامة الإقتصادية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
حدثنا قسورة ، قال :
قال لي صديقي و هو يحاورني ، بعد أن مدّ يده ليصافحني : إذا كنتَ خبيراً بالإقتصاد ، فهّمني ، ولكن بلغة الضاد . فهمني عن الأزمة المالية التي وقع فيها الامريكان ، و كيف حصل هذا و كان ؟... و كيف افهم أن امريكا في أزمة ؟ و هي التي تتحكم في أموال و خيرات كل امة ؟.. هي التي تقود على الدول الحملات تلو الحملات ، و تعرف ما تزخر بها أرضهم من نعم و خيرات ... الا تعلم أن" دولارها " لسيطرته باسط ، و بقوته على العملات الاخرى ضاغط ؟..
قلت له : يا صاح ! على رسلك ، و عاتبني إذا لم أخبرك ، أو لم أقل لك ... نعم ، إن امريكا في أزمة و كذلك الغرب ، و بلغ مداها الهند و السند و الصرب ... و لكن ازمتهم عن ازمتنا تختلف ، لأن أزمتنا لا تقارن و لا توصف ...فأزمتهم نتيجة مبالغة في العدل بينهم و الإنصاف ، و أزمتنا سببها الظلم و الإجحاف ...لأن سبيلهم القانون يطبق على الخاص و العام ، و نحن أقتفينا قول زهير : " و من لا يظلم الناس يظلم " فمن أزمتهم مثلا كثرة الإنتاج ، و نحن النوم في العسل و انتظار الخراج ... هم عندهم إن التضخم يعكس على الاسعار فتنزل ، و نحن في المقابل جوع و فقر على الرعية منذ الأزل ... ازمتهم في اليد العاملة الغربية غالية ، أما اليد العاملة عند فلا تخصص لها و لا هي عالية ... ازمتهم أن ليست لهم نفط و طاقة ، و نحن مع ما لنا ، نعتمد على الصدقة .
فقطب صاحبي حاجبيه معارضا ، و انتهرني داحضا ..و قال : ما هذا الذي تقول ؟ و أنت تصول بعقلي و تجول ؟.. فقلت له : ويحك! يا صاحب الفضل ، ليتك تسمع الشاعر العربي الفحل ، و هو يقول :
لعمرك ما ضاقت بلاد باهلها ***** و لكن احلام الرجال تضيق .
فهدأ من الغضب و استكان ، و بعد برهة زمن و أوان ، استدار إليّ و قال : و هل من مخرج ، من هذا المنعرج ؟
فقلت له : هل تقصد العلاج لأزمتنا؟... و دارسة الامور حسب قدرتنا ؟ فقال ذلك ما اعنيه ، و ذلك الذي أفكّر فيه .
فقلت : هم تعاملوا مع كثرة الإنتاج ، و تقاسموا الخراج ... بل بحثوا لمنتجاتهم أسواقا ، و خصصوا لها من يشهرها أبواقا ...
أما نحن فقد أجهزنا على الارض ذات الخيرات ، و بنينا عليها ملاهي و" فيلات "... و بدلاً من أن نفلح أرضنا ، ِبعنا لأجل قوتنا عرضنا ... و تركنا الارض و اصلها و فصلها ، و استوردنا " قثائها و فومها و عدسها و بصلها "... و هناك "علماء "قالوا لنا :"كُل القوت ، و انتظر الموت" ... فبقي العربي للغرب خاضعا ، و للفقر خانعا ...
لا شك ان صاحبي لم ينتظر مني هذا الكلام ، إنما يريد ان يعرف الازمة التي يعيشها الغرب هذه الايام ... فاردت ان أفهمه ، و لما حكيت له ازمتنا زاد همه .
فذلك ازمتهم و الحال عنده صعب و تعب و لغوب ، و الحال عندنا ينظر له بالمقلوب ... فاصبحنا نقول و لا نفعل ، لأجل ذلك لا محالة دائما نفشل .
و صدق من قال :
خُلق "العربي" مجرماً حتى يدان ... و الحق ليس له لسان ... و السيف يمسكه جبان .
تحياتي.
|
|
|