نفساني - عرض مشاركة واحدة

24-01-2009, 06:20 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي انعم علينا بنعمة الاسلام ونعمة العروبه وجعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عربيا وانزل القران بلسان العرب ....نحمده ونشكر فضله ...

الجمل والعبارات بين الصواب والخطأ...

هناك الكثير ممن يستخدم عبارات لايختلف عليها انسان في صدقها وصواب العباره لكن يستخدمها لاغراض باطله فيذهب بصواب معناها اما جهلا او عمدا فتجد احدهم غارق في الشهوات والملذات واذا نصحته يقول انما الاعمال بالنيات والدين يسر وسهوله نعم الدين يسر وسهوله وان الاعمال بالنيات والنيه محلها القلب لكن كل مانقوله وننوي به في قلوبنا يظهر على جوارحنا والسنتنا فالقلب هو الامر والناهي فبصلاحه او فساده تصلح اوتفسد الاعضاء فهو ملك يوجه حاشيته من الاعضاء فيأمر هذا وينهى هذا ...
كذالك قول الدين يسر وسهوله نعم ماعرض على الرسول امران الا اختار ايسرهما فلابأس من ان يختار الانسان ايسر الامور لكن على ان لايمس امور شرعيه ويعبث بها على هواه ....
وبعضهم يتبع هواه فتجده يستدل بقوله ما جعل الله لكم في الدين من حرج والمقصود ان الله عندما فرض علينا الطاعات رخص لنا في الكثير فمن لم يستطع الصلاة قائما فقاعدا ومن لم يستطع قاعدا فحسب قدرته هنا نقول ما جعل الله لكم في الدين من حرج لكن لانلغي او نترك فرضا مستدلين بهذا ... وافترقت الكثير من الفرق عن الحق بمثل هذه الامور اما لويا للنصوص وحملها على غير محملها او العبث بها وتأويلها على حسب الاهواء ....وهناك النصوص بعضها توضيحا للاخر فلايمكن ان نأخذ جزء ونترك جزء وهذا ما ذهبت اليه بنو اسرائيل والامم التي قبل قال تعالى( ثُمَّ أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)البقره
ما اضل الامم السابقه هو ترك العظه والحكمه المرجوه من النصوص والادله واخذ مايتوافق مع الاهواء ورد غيرها بالباطل الاصل ان يأخذ الانسان كل اوامر الله وان يعي معناها ومفهومها ومقصدها والحكمة منها وان يقول كما قال تعالى(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)الاحزاب

ان القران نزل بلسان العرب ففهمته العرب وعلمت معناه ومقصوده فهو متوافق مع لغتنا وفهم عقولنا لا اهواءنا وما تشتهيه انفسنا ...
يروى ان رجلا اعرابيا سمع امام يخطب الجمعه فقرأ الشيخ (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)المائده الا ان الشيخ اخطأ فقرأ في اخر الايه والله غفور رحيم فقال له الاعرابي هذا ليس بكلام الله فتعجب الامام وقال كيف اتنكر القران فقال انا لا اعرف من القران الكثير لكن هذه الايه لايمكن ان تكون ايه من كلام الله تعالى فسأله الشيخ كيف قال انت تقول السارق والسارقة فقطعوا ايديهم هذا عقاب موقف عزه وحكمه في هذا التشريع فكيف تقول غفور رحيم موقف عزه وحكمه لاموقف رحمه ومغفره ....هذا ما فهمه الاعرابي الذي لايفقه شيئا من القران فكان له البيان وتنبه الشيخ لخطأه (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)فصلت

الدقه في النصوص والايات البينه مطلوب وعلينا العوده دائما في المعنى والمغزى المقصود في الايات ..وبعد الناس عن اللغه العربيه ابعدهم عنن المقصود من الايات والاحاديث والنصوص الشرعيه والحكمة منها ....والحمد لله الذي حفظ لنا هذه اللغه بحفظ القران الكريم ....

هذا والله اعلم فان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان

المصدر: نفساني