عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2009, 12:11 PM   #13
أم عبدالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أم عبدالله
أم عبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20381
 تاريخ التسجيل :  06 2007
 أخر زيارة : 30-10-2014 (10:48 PM)
 المشاركات : 9,725 [ + ]
 التقييم :  167
لوني المفضل : Cadetblue


(بعد ذالك حدثت الحروب الصليبيه واتحادها في وقت تفرق واختلاف الامه وهذه قاعده للمسلمين بشكل عام انه عند النزاعات يكونون لقمه سائغه لاعداءها مامن حقبه سجلها التاريخ في سقوط الحكم الاسلامي الا كان قبله نزاعات وفرقه بين المسلمين وعدم توحد الصف ولان الباب يطول في الحروب الصليبيه التي دارت سأورد المختصر والمفيد ....كان العالم الاسلامي مجموعة دويلات في الحكم العباسي والدوله الفاطميه والسلاجقه وغيرها من الدويلات والانقسامات في هذه الفتره تقريبا عام 1095هـ استولى الصليبيون على شمال العراق وسقط الجيش العباسي بعد ان كان محاصرا للجيش الصليبي ثم دب الخلاف بين العرب والأتراك(اذ ان قوة الاتراك ظهرت في تلك الفتره)، لكن النصارى لم يلبثوا أن بدؤوا هجوماً قوياً فتقهقر الجيش العباسي وتفرق لتكون هزيمته الثانيه والمتتابعه(ما تبدأ النزاعات الكبرى الا وتسقط الامه بعد وحدتها وعزتها))

سقوط القدس

وبهذه الهزيمة الثانية فقد فتح الطريق أمام الصليبيين للقدس، فتقدمت جحافل الجيوش تريد القدس ولم تتلق أي مقاومة تذكر ، فاحتلوا طرابلس وبيروت وصيدا، وحاصروا القدس وضيقوا عليها وفي هذه الأثناء وثلت إمدادات جديدة من أوروبا تحتوي على آليات ومعدات حديثة لاقتحام الحصون، ودام الحصار اثنين وأربعين يوماً، انتهت باستسلام القدس للنصارى (وهاهو التاريخ يعيد نفسه الا ان الماضي كان الانتصارات لصالح النصارى والان لصالح بني صهيون احتلال العراق لظمان فلسطين وابقاء اليهود في امان )

المجزرة والانتهاك

دخل النصارى بكل وحشية ، وبدأ ذبح الناس في الشوارع دون تمييز، وتكدس الناس في المسجد الأقصى يحتمون به حتى تجمع ما يربو على مئة ألف من الشباب والشيبان والنساء والأطفال، منتظرين بفزع شديد، ولم يكن للحاكم النصراني إلا أن يصدر قراره بالذبح وبدء التقتيل في هذه الجموع بلا تفرقة.
وبعد هذه المجزرة قسم النصارى المسجد الأقصى أقساماً فجعلوا الجزء الأساسي منه كنيسة وخصصوا قسماً آخر كمساكن للفرسان ، وآخر حولوه إلى مستودع للذخائر وجعلوا أروقة المسجد الأقصى اسطبلاً للخيول


كلمة للتاريخ

وللإنسان أن يقارن بين هذا البطش النصراني، والفتح العُمري للقدس، وليقارن بين السماحة الإسلامية في عهد هارون الرشيد مع الكنائس والحجاج المسيحيين مع هذا العنف الرهيب، ولينصف بعد ذلك من شاء أن ينصف.

المحاولات الأولى وآل زنكي

تتابعت محاولات المسلمين بعد ذلك لاسترداد فلسطين، غير أنها ما تلبث أن تنهزم بسبب الخيانات أو بسبب تخاذل الحكام المسلمين، حتى ظهر عماد الدين زنكي رحمه الله حاكم الموصل، فأعلن قرارين على الملأ : أعلن الوحدة الإسلامية وأعلن الجهاد في الأمة ، وكان لهذا بالغ الأثر في نفوس المسلمين فاجتمعوا له في الموصل، وانطلق بهم إلى مدينة حلب فسحق حاميتها ثم أسس جيشاً وأرسله إلى الرها وبالفعل قام الجيش باستعادتها إلا أن العقد ما لبث أن انقطع فقد قام حاكم دمشق المسلم بالتحالف مع حاكم القدس النصراني ضد عماد الدين زنكي ، وانتهى أمر عماد الدين زنكي على يد الفاطميون حينما قام أحدهم باغتياله
تولى الحكم بعد ذلك نور الدين زنكي ابن عماد الدين، وبدأ بالإصلاح الاجتماعي والاقتصادي قبل إعلان الجهاد، وفيما بعد أعلن الجهاد في الأمة وعين قواداً باسلين على الجيش، وفي هذه الفترة ولد ”صلاح الدين الأيوبي“
انطلق الجيش المسلم إلى فك حصار دمشق بعد ان استنجد حاكمها المسلم بنور الدين ضد النصارى، وبالفعل تم تحريرها والإبقاء على حاكمها بعد أن أعطى العهود بأن يكون حليفاً ضد النصارى، وزحف نور الدين نحو بعلبك وطرابلس وتم استردادها من أيدي النصارى، وانتشر ذيع نور الدين في المشرق والمغرب واستبشر الناس به
قاد ملوك أروبا حملات لاستعادة دمشق والحد من هذه الصحوة، لكنهم ما لبثوا أن فشلوا أمام جيش نور الدين زنكي، وتفرغ بعدها نور الدين للتفكير في استعادة القدس، وقد حصلت خيانة من حاكم دمشق – مرة أخرى- لكنها لم تنجح ، وقام نور الدين بفتح دمشق بجيشه


فائدة تاريخية

الجهود الإصلاحية المخلصة لا تضيع سدى، و ستؤتي ثمارها ولو بعد حين ، فالإمام الغزالي والإمام الطرطوشي رحمهم الله قد أشعلوا فتيل الحركة الإصلاحية ولم تؤتي ثمارها إلا بعد مئة عام
كما أن الإصلاح ينبغي أن يتقدم الجهاد ، ونجد ذلك جلياً في سياسة نور الدين زنكي حينما آثر الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والقضاء على الفساد في أنحاء البلاد، وفيما بعد أعلن الجهاد


معركة حارم العظيمة

عندما أتم نور الدين الاستعدادات توجه للقاء النصارى في معركة حارم العظيمة في العام 1164م وقد شارك في المعركة عدة ممالك صليبية بقيادة أمرائها، وقد انتصر نور الدين زنكي انتصاراً عظيماً هزت أرجاء الدولة النصرانية في أوربا
وفي هذه الأثناء فقد دب الخلاف بين الوزراء الفاطميين في مصر، وقام أحد الوزراء "شاور" بالاستعانة بنور الدين زنكي على الباقين، ولم يتردد نور الدين في مساعدته لكي يضم مصر إلى سلطته ويحكم السيطرة على النصارى في فلسطين، ولكن هذا الوزير الفاطمي ما فتئ أن خان جيش "شيركوه" مبعوث نور الدين، واستعان بالنصارى ضدهم ، وحصلت تقلبات كثيرة في مصر بسبب هذا الوزير الخائن وقد انتهى الأمر بقتله على يد صلاح الدين الأيوبي بعد أن ضمن حماية الخليفة العباسي "العاضد" من كيد الفاطميين


فائدة تاريخية

لم يكن شيئاً أضر على المسلمين من الخيانة التي قام بها أمراء المسلمين ، فقد باعوا كل شيء في سبيل بقائهم على كراسي الحكم ، وحتى تلك الكراسي لم تدم لهم. وهكذا هي سنة الله التي لا تتبدل


 

رد مع اقتباس