01-02-2009, 06:29 PM
|
#16
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 10666
|
تاريخ التسجيل : 11 2005
|
أخر زيارة : 11-04-2024 (01:35 AM)
|
المشاركات :
484 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم .
الأولى / يا اختاه .
أشكركِ أنّكِ جلبتِ لنا ما يحفز العرب على فهم أن مقاطعة بضائع الاعداء هي سلاح و حرب لا تقل اهمية عن الحروب الحقيقية .
و إذا سمحت الفاضلة ..أريد أن أتكلم هنا في "جواز" المقاطعة أم عدم جوازها .
أرى أن بعض الفقهاء قد وقعوا في فخ نُصِب لهم ...
ما يضير الفقهاء الأجلاء لو لم يفتوا بـ " جواز" أو "تحريم" مقاطعة بضائع الاعداء ... و تركوا هذا الامر لأهله ..و اقصد بذلك رجال الأقتصاد . فهم أدرى من فائدة المقاطعة ، و عدمها ...
كان من الاحسن ألاّ يصدروا " فتوى " مقاطعة البضائع إلاّ بعد رجوعهم إلى أهل الإختصاص (رجال المال و الأقتصاد) ..
و تذكرني حادثة كنتُ قد قرأتها و قعت في زمن النبوة و هي :
( ...أنّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمع أصواتاً. فقال: ما هذا؟... قالوا : يلقحون النخل.. فقال ـ صلى الله عليه وسلم : لو تركوه فلم يلقحوه لصلح ...فتركوه فلم يلقحوه فخرج شيصاً... فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ما لكم؟.. قالوا: تركوه لما قلتَ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان شيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم به ،و إذا كان من أمر دينكم فإلي .)
مقاطعة البضائع ... بنظرة اقتصادية .
يرى علماء الأقتصاد . أن التخلى (مقاطعة ) عن العمل مع أي سوقٍ (تجاري أو مالي ) فسيحدث رجة للطرف الآخر من الخسائر...و ذلك في انخفاض الاستثمارات ، وتراجع فرص التجارة، و كساد السوق ... حيث يحدث تصدع في البنية الأجتماعية ..و ذلك بانقطاع المنح والمعونات، وغيرها من الآثار... في النسيج البشري للطرف الآخر.
فيقل الطلب في عجلة الإقتصاد (شراء- بيع- استثمار- سفر- اتصال... ) فتؤدي إلى إحداث قلائل يتم بموجبها سقوط بعض الحكومات التي ترضخ لرجال المال و الاقتصاد...
نرى بعض الفقهاء يرددون مقولة ... أن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ أنه كان يتعامل مع اليهود و النصارى ... ليتهم يعلموا أنّ هذه حجة عليهم ، لا لهم ...
أن اليهود في ذلك الوقت كانوا قلة ، و لم يظهروا العدواة في بداية الامر ... و عندما أصبحوا خطراً طردهم ـ صلى الله عليه و سلم ـ من حصونهم الذين ظنوا أنها مانعتهم .
أيتها الفاضلة تحضرني قصة و هي :
أنّ الصحابي الجليل ثمامة بن أثال رضي الله عنه . فقد ثبت في الصحيحين أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟..
فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر ...
فلما قدم مكة قال له قائل : أصبوتَ ؟... فقال : لا ، ولكني أسلمتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم... لا ، والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وجاء في روايات أخرى : ثم خرج إلى اليمامة فمنعهم أن يَحملوا إلى مكة شيئا ، فكتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنك تأمُر بِصِلة الرحم ، فكتب إلى ثمامة أن يُخلى بينهم وبين الحمل إليهم .
ترى ماذا يرون الذين " افتوا " بعدم جواز المقاطعة في هذه القصة ؟..
أ ليس نفهم من القصة إنه الحصار الاقتصادي ؟...
هذا الذي اردت قوله ... و لم أشخص أية جهة . حتى لا يظن البعض إنني أتحامل على جهة .
تحياتي.
|
|
|