عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2009, 01:57 PM   #14
أم عبدالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أم عبدالله
أم عبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20381
 تاريخ التسجيل :  06 2007
 أخر زيارة : 30-10-2014 (10:48 PM)
 المشاركات : 9,725 [ + ]
 التقييم :  167
لوني المفضل : Cadetblue


بداية ظهور صلاح الدين

توفي "شيركوه" وزير الخليفة العباسي في مصر، وورثه صلاح الدين الأيوبي، وقد أحبه الناس بالمعاملة وحسن الأخلاق والتواضع، وقد انتبه الأوروبيين لهذا الخطر الذي يهدد وجودهم في فلسطين، فما لبثوا أن قاموا بعدوان على مصر لاستعادتها ولكن حنكة صلاح الدين بالتعاون مع نور الدين زنكي قد أحجمتهم عن ذلك، حيث أن نور الدين قام في نفس الوقت من الشام بالتحرك فأشغل جيوش النصارى عن ملاقاة صلاح الدين حتى استقر الأمر لصلاح الدين في مصر بانسحاب النصارى بكافة جيوشهم. وفي هذه الأثناء كان صلاح الدين يشن حملات نحو فلسطين من الجنوب بالاتفاق مع نور الدين الذي يهاجم من الشمال، وقد استمرت المناوشات فترة طويلة أرهقت النصارى

توسع نفوذ صلاح الدين وإلغاء الحكم الفاطمي

وفي عام 1171م توفي الخليفة العباسي العاضد ، وصار الحكم الفعلي بيد صلاح الدين فقام من فوره باتخاذ قرار جريء بعد استشارة نور الدين ، بإلغاء الخلافة الفاطمية بعد مئتي سنة من الحكم على مصر والمغرب، واستبدل جميع المحاكم الفاطمية وهكذا استتبت له السلطة والقضاء في مصر
وقد استمرت الاستعدادات وتجهيز الجيوش في الشام لتحرير فلسطين، فقام نور الدين بإرسال جيش إلى الحجاز واليمن فدانت له جميعها، وقد شعر النصارى بضخامة الجبهة الإسلامية التي أحاطت بهم، وفي هذه الأثناء أحبطت محاولة اغتيال لصلاح الدين على أيدي الفاطميين الذين ما زالوا يتجمعون في جنوب مصر وينسقون مع نظرائهم في الشام ومع النصارى لكي يطبقوا على صلاح الدين، وبدأت الاستعدادات لمؤامرة عظيمة ضد صلاح الدين، كما كان يتوقع صلاح الدين تماما
(أرأيتم لماذا يخاف اليهود والنصارى الصحوه الاسلاميه المباركه)


وفاة نور الدين زنكي

وفي عام 1174م توفي القائد نور الدين زنكي رحمه الله تعالى، وقد كان بحق من أعظم من مروا على هذه الأمة، وأهم حتى من صلاح الدين نفسه ، لقد عرف طبيعة المعركة وأدرك أنها ليست معركة على السلطة والسلطان والحكم وإنما هي معركة عقائدية ، وأدرك بفهمه الثاقب أن المعركة ليست بين أهل الشام وأهل مصر والنصارى المحتلين، وإنما هي معركة للمسلمين، إن نور الدين وعماد الدين وصلاح الدين لم يكونوا عرباً ، بل كانوا تركماناً ولكنهم رضعوا عقيدة الإسلام الأصيلة، وجعلوا تحرير فلسطين شغلهم الشاغل. وكان من مبادئ نور الدين أن المعركة لتحرير كل شبر من أراضي فلسطين وليس جزء منها فقط، وكان من مبادئه أن الأمة لا تستطيع أن تواجه حتى تعد، ولا يمكن لأمة ضعيفة مفككة أن تنتصر عسكرياً، وكان من أساسياته أن الأمة لابد أن تتوحد حتى تواجه الهجمات الخارجية عليها حتى أنه عرض على حاكم دمشق والذي خانه أن يبقى حاكماً فيها مقابل ان يسانده ضد الصليبيين، فهو لم يطمح لتشكيل مملكة خاصة به وقد كان صادقاً وواعياً لما يفعل أو يخطط
(سبحان الله الذي يخرج للامه من يعيد لها مجدها وعزتها فتبدأ بقادات لم يكن مقدرا لهم مشاهدت النصر والعزه للامه الاسلاميه ويكفيهم شهادة في سبيل الله ولاوليائهم النصر والعزه التي ينالوها من الله وحده)
حصلت اضطرابات وانشقاقات بعد وفاة نور الدين زنكي على خليفته، ولكن صلاح الدين ما لبث أن جهز جيشه من مصر وتحرك باتجاه الشام واستغل النصارى هذه الفرصة لمواجهته ، فدخل في قتال ضد النصارى من جهة وضد آل زنكي من جهة أخرى، واستمر الحال 12 سنة إلى أن وحد الشام تحت يده
وقد قام صلاح الدين بإصدار الأمر إلى أخيه الذي ولاه على مصر ريثما يعود من رحلة توحيد الشام بأن يخرج فوراً لملاقاة حشود الفاطميين الكبيرة ، وحدثت معركة كبيرة بين السنة والاسماعليين وقد انتصر السنة انتصاراً كبيراً وقضى "العادل" أخو صلاح الدين على الفاطميين وأبادهم إبادة كاملة وبعدها لم تقم للفاطميين قائمة
بعد ذالك توالت احداث عده وكانت احداها معركة حطين 12 ألف من المسلمين مقابل 63 ألف مقاتل من النصارى وانتصر امسلمون ودب الرعب والذعر في صفوف النصارى من هذه القوه العظمى


تحرير بيت المقدس

وتحرك صلاح الدين بقواته وفتح مناطق كثيرة عجز المسلمون عن فتحها طوال مئات السنين، ولكن النصارى ما زالوا في بيت المقدس ولم يخرجوا منه بعد وما زالت الامدادات تصلهم، وحين وصلت الأخبار إليهم تحصنوا في بيت المقدس ورفعوا الأسوار وكانوا يرون بأن الموت أهون من تسليم القدس لأن فيه مقدساتهم
حاصرهم صلاح الدين حصاراً قوياً وبدأ بضرب أسوار المدينة بالمنجنيق، وشعر النصارى بالضعف الشديد فانهارت معنوياتهم ، فأرسل قائد النصارى يفاوض صلاح الدين يطلب الأمان مقابل تسليم المدينة، فرفض صلاح الدين بادئ الأمر متذكراً ما حصل قبل 90 سنة من مجزرة رهيبة ، وما لبث قائد النصارى أن بعث بتهديد خطير بقتل كل المسلمين الأسرى داخلها وهدم بيت المقدس والانتحار داخله، وقد أخذ صلاح الدين هذا التهديد محمل الجد وما لبث أن أطرق امام هذا التهديد وقبل بالصلح
دخل صلاح الدين القدس وهلل المسلمون بذلك ورفع الأذان بعد 91 سنة من الاحتلال الطويل، وقد أمر صلاح الدين بترميم الأقصى وقبة الصخرة فوراً فبدأ العمل مباشرة لذلك
وقد طلب منه بعض المسلمين هدم كنيسة القيامة انتقاماً لما فعله النصارى بالمسجد الأقصى ، فقال مستنكراً عليهم" أقرّها عمر وأهدمها أنا ؟!" فكان في غاية التسامح مع الأديان الأخرى
وقد بلغت الفرحة أرجاء بلاد المسلمين وأقيمت الاحتفالات لمدة شهر على عودة القدس بعد أن كان المسلمون يفقدون الأمل في عودتها
(مازلت اقول ان التاريخ يعيد احداثه)


فائدة

ولعلنا نستفيد اليوم مما جرى بالأمٍس، فالمسلمون يكادون يفقدون الأمل مجدداً من تحرير القدس مثلما كان الناس قبل صلاح الدين، ولكن صلاح الدين لم يكن ليقبل بمفاوضات رخيصة أو يتنازل عن جزء من القدس، بل صبر وجاهد حتى أكرمه الله بالنصر والفتح وكانت فترة احتلال القدس تزيد عن 91 سنة ومع ذلك لم يفقد صلاح الدين الأمل في استرجاعها، وكذلك ينبغي على الأمة اليوم أن تفعل ومهما طال الزمن فيجب أن يستمر التصميم والعزم على إعادة كل شبر من التراب العربي لأيدي المسلمين


 

رد مع اقتباس