عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2009, 11:18 PM   #15
أم عبدالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أم عبدالله
أم عبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20381
 تاريخ التسجيل :  06 2007
 أخر زيارة : 30-10-2014 (10:48 PM)
 المشاركات : 9,725 [ + ]
 التقييم :  167
لوني المفضل : Cadetblue


معركة عكا الخطيرة

انطلقت حملة صليبية جديدة إلى المشرق بقيادة ملوك أوربا بأنفسهم، وقاموا بمحاصرة عكا لمكانتها الاستراتيجية، ونادى صلاح الدين بالجهاد، وقد كان موقف الخليفة العباسي في غاية السخف، حيث أن صلاح الدين لما راسله مستنجداً ومستعداً للتنازل عن كافة مملكته لتكون تحت حكم الخليفة مقابل أن ينصر الإسلام والمسلمين أمام الزحف الصليبي ، عاتبه على أنه تلقب بالملك الناصر ، وهو لقب الخليفة فلم يرق له أن ينافسه في اللقب، ولذلك لم يقم بمساعدته!
وقد حصلت محاولات كثيرة بين صلاح الدين والصليبيين للانتصار في هذا الحصار، وفي هذه الأثناء وصل وفد ملوك النصارى من أوربا بعد ستة أشهر، وقد قام حاكم عكا المسلم بالتفاوض مع النصارى تلك الأثناء بدون أخذ الإذن من صلاح الدين، لكنه أصيب بخيبة أمل حينما أصر ملوك أوربا على عدم إعطائه الأمان فيما لو سلمها وعاد حاكم عكا عن فعلته محمساً الناس للجهاد.
تعقدت الأوضاع حول عكا وفشلت المفاوضات وفشلت محاولات الهجوم ، وبعد سنتان من الحصار والجوع الشديد داخل عكا، أرسل الحاكم يطلب التفاوض مرة أخرى حرصاً على الأرواح ، وقد وجد النصارى أنه من الحكمة قبول العرض بعد التعب الذي أصابهم، وأرسلوا إلى حاكم عكا بذلك.
دخل النصارى عكا وفوجئ المسلمون من جديد بنقض العهد، فأسر النصارى جميع المسلمين بلا ذمة ولا عهد، وقد أمر ”ريتشارد قلب الأسد” حاكم انجلترا وقائد الجيش النصراني بقتل جميع أسرى المسلمين! في مذبحة فظيعة ومجزرة شنيعة استنكرها حتى المؤرخون الأوربيون أنفسهم
واستمر ريتشارد بالتحرك فسقطت حيفا وقيسارية وغيرها، وبدأ صلاح الدين بالمفاوضات كسباً للوقت وانتظاراً لباقي قوات المسلمين الآتية من مختلف الجهات، ولكن الجيش الإسلامي ما لبث أن انكسر أمام الجيش الأوروبي الضخم، فأكمل النصارى طريقه نحو القدس فيما وقد سقطت اللد والرملة. وفي هذه الأثناء فقد ترك صلاح الدين كل شيء وذهب فوراً للقدس لأنه يعلم أنها هدف النصارى الأول
وجد ريتشارد أن القدس محصنة بالكامل، و وجد نفسه لا يستطيع التفكير في الخيار العسكري إطلاقاً، فأمر ريتشارد بالانسحاب من القدس
وقد وجد ريتشارد نفسه في حيرة شديدة ، فصلاح الدين ينتصر في كل المعارك الجانبية هنا وهناك ، و وجد ريتشارد نفسه بلا خيارات ، وفي هذه الأثناء مرض ريتشارد وأرسل له صلاح الدين الأطباء والفاكهة، حتى شفي من مرضه. وبدأت المفاوضات بين صلاح الدين وريتشارد
أصر ريتشارد على أخذ القدس ، ورفض صلاح الدين ذلك لأن القدس للمسلمين، وأصر على عدم تسليم القدس مهما كانت الظروف ، وقطعت المفاوضات وأعلن الجهاد وإذا بالخبر يأتي من انجلترا أن أخو ريتشارد قد أخذ البلاد الانجليزية لنفسه وأعلن نفسه ملكاً ، وكان بقاء ريتشارد في ملكه أهم لديه من القدس، فقرر العودة سريعاً إلى انجلترا

(سبحانه تعالى له عدة جنود يدعم فيها المسلمين ويذل الشرك والمشركين في امور بسيطه لا نشعربها فتغير مجرى الوقائع فاذا صدق المسلمون مع الله صدقهم الله ونصرهم )

حرك صلاح الدين جيوشه نحو يافا ففتحها، و وجد ريتشارد نفسه في مأزق لأنه غير قادر على الاستمرار في القتال بعد أن أعلن صلاح الدين الجهاد، وقرر التفاوض مرة أخرى مع صلاح الدين لكن هذه المرة متنازلاً عن القدس، فوافق صلاح الدين فوراً لأنها فرصته الوحيدة ، ووقع الهدنة مع إيمانه بأن الجهاد أولى، وتمت المعاهدة باسم "صلح الرملة" ، لكنها كانت هدنة مؤقتة لمدة ثلاث سنين وثلاث شهور، ولم تكن دائمة
وبهذا هدأت الأمور في فلسطين وانتشر الأمن بين الناس، وصار النصارى يدخلون بلاد المسلمين كما أن المسلمين يدخلون بلاد النصارى بسبب الهدنة، واستقر صلاح الدين بعد أن غادر ريتشارد

توفي صلاح الدين في عام 1193م بعد مرض استمر 12 يوماً فقط . رحمه الله تعالى


 

رد مع اقتباس