الموضوع: ليتها تتوقف
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2002, 07:34 AM   #1
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
ليتها تتوقف



كيف أتخلص من الرهاب ؟؟؟

فكري يا ميرور فكري ...............

كيــف ؟

كيف ؟

كيف ؟

---

لقد أصابني الملل !

الوقتُ يمضي و لا يستجيب لتوسلاتي بأن يتوقف لحظة ريثما ألتقط أنفاسي

لم أعد قادرةً على مجاراته في سرعته

لم أعد قادرةً على السير معه

ما يقطعه هو في خطوة واحدة

أقطعه أنا في عشر خطوات

---

ماذا أفعل ؟

يا ربي .. شهر رمضان عى الأبواب ..

و بعده عيد الفطر

ان قلبي ليخفق بعنف من الآن

خوفا من تلك اللحظات التي سيجتمع فيها الأقارب في منزل جدتي و ...

يا الهي !!!!!

لا أريد مجرد التفكير في تلك اللحظات ..

---

العام الماضي ........

أتذكر جيدا عندما بدأ الضيوف يتدفقون على منزلنا ظهر الثاني من أيام العيد

كنت أنا هناك عند الباب أستقبلهم و حالتي لا يعلم بها الا خالقي ..

ألم فظيع .. لا أجد كلمات تصفه ..

لا أدري كيف صبرت حتى أخذت منهم العبايات و علقتها ثم هرولت بسرعة صاعدة نحو الطابق العلوي ..

قابلتني والدتي .. بيدها صينية عليها فناجين القهوة .. ناولتني اياها .. و قالت لي ( روحي قهويهم )

يا ساتر !! ، توقف الزمن فجأة عند عيناي الملتاعتان تحدقان بوالدتي ..

و كأنها بما قالته قد نطقت حكما بالاعدام !

( ما بكِ ؟! )

لم أستطع جوابا ..

( حسنا ، ضعيها فقط على الطاولة و سألحقك بك حالا )

أخذتُ منها الصينية و نزلتُ الدرج بخطوات بطيئة .. وصلتُ عند حجرة الضيوف

لم أدخل .. لم أستطع .. فوقفتُ بعيدا خلف الباب .. و ذاتي تجلدني بقسوة ..

رغبة عارمة تعتريني لألقي هذه الصينية على الأرض و أرتدي عباءتي و أفر هاربة الى حيث لن يجدني أحد ..

فجأة !

تخرج أختي من الحجرة و تراني .. و قبل أن تتلفظ بأي كلمة ..

أناولها الصينية و أركض هاربة نحو الطابق العلوي ..

و ما أن أصل .. حتى تقابلني والدتي خارجة من المطبخ .. تسئلني ..

( الى أين ؟ )

الى الحمام ..

( لا تتأخري .. أختك ستدور بالقهوة و أنتي ستدورين بالحلوى )

أومأ لها برأسي .. فقط لتتركني و تذهب ..

أتابعها بناظري و هي تهبط الدرج حتى تختفي ..

أهرع الى حجرتي و أوصد الباب خلفي بالمفتاح ..

---

أخيرا .. أشعر بالأمان ..

اختفت كل الآلام و حل مكانها شعور عميق بالسعادة و الراحة ..

لم يدم طويلا ..

فسرعان ما اعتراني القلق الشديد ..

فما فعلتُه ليس بقليل أبدا ..

ثم كيف أشرح لوالدتي موقفي ..

كيف ؟!

ماذا أقول لها ؟!

و هل ستجدي كلماتي نفعا ؟!

هل ستفهمها والدتي .. ؟؟؟

---

لم تمضي دقائق حتى بدأتُ أسمع تلك الطرقات على الباب ..

إنها والدتني تناديني ..

لم أتفاجأ أبدا ..

بل كنتُ أتوقع قدومها بحثا عني ..

و ليس هذا فقط ..

بل انني أتممت استعداداتي لاستقبال طرقاتها تلك ..

فقد انزويت هناك في أقصى ركن من حجرتي و وضعت يداي على أذناي ..

هي تطرق بقوة و تصيح بكلمات .. لست أسمعها جيدا ..

فيداي تضغطان بكل قوتهما على أذناي ..

لا أريد سماعها .. فهي تفجر قلقي و تزيدني خوفا ..

أريدها فقط أن تبتعد ..

لستُ قادرةً على استقبال الضيوف معها ..

إنني لو خُيّرتُ بين الموت و بين النزول الى حجرة الضيوف .. في ذلك الوقت

لاخترت الموت دون تردد !

---

ابتعدت والدتي عندما لم تجد مني تجاوبا ..

و أخذتُ أنا أذرع الحجرة جيئة و ذهابا ..

القلق يكاد يعصف بي ..

و لشدة توتري لم أقدر حتى على البكاء !

المناسبة الاجتماعية و انتهى همها في تلك اللحظة ..

لكن بقي هم آخر ..

نعم انه موقفي أمام والدتي .. كيف سأوضح لها الأمر ؟؟؟

تُرى كيف ستكون ردة فعلها ؟!

يا الهي !

لستُ قادرة على تحمل تأنيبها و لومها و كلماتها الجارحة !

لستُ قادرة على تحمل نظرات أختي التهكمية !

ثم ماذا لو أخبرَت والدي ؟

كيف سيتصرف معي ؟

والدي لم يمدد يده علي منذ تجاوزتُ العاشرة من العمر ..

كان يقول أن الضرب للصغار فقط .

تُرى هل سيجعله تصرفي الشنيع .. يغير مبدأه ذاك ؟؟

---

الدقائق تسير ببطء ..

و أنا أعصابي لم تعد تحتمل ..

سجينةُ حجرتي .. أدعو الله أن ينتهي اليوم على خير ..

حقا كانت لحظات حالكة ..

لأنني و لأول مرة في حياتي ..

لم أكن أستطع التنبأ بردة فعل والداي كيف ستكون ؟!!!

---

بدى لي و كأن الموقف الذي ينتظرني بعد رحيل الضيوف

موقفا رهيبا

لن اتمكن من مواجهته أبدا ..

أشفقتُ على نفسي من شدة التوتر الذي كان يطحنها في تلك اللحظات ..

و فجأة بدون مقدمات ..

خرج الي عقلي بفكرة جهنمية

---

لم أتصور يوما أن أسلك هذا المسلك ..

لكنني ها أنا اليوم تحت وطأة القلق

أقف أمام احدى جدران حجرتي ..

أحاول أن أخبط رأسي فيه بقوة .. حتى أصاب بالاغماء !

نعم !

بدى في تلك اللحظات أن هذا التصرف هو وحده الذي سينقذني من ردة فعل والداي التي لم أكن قادرة حتى على مجرد التنبأ بها !

---

لا حاجة للقول أن نفسي لم تطاوعني لأنفذ تلك الفكرة الصعبة ..

فرغم شدة التوتر و القلق الا انني لم أصب بالجنون بعد ..

جلستُ على الأرض أستجدي البكاء استجداءً ..

البكاء يريحني لكنه هو الآخر تخلى عني في تلك اللحظات ..

---

لا زال عقلي يلح علي بإيجاد حل ينقذني من الموقف الرهيب الذي ينتظرني ..

كنت جالسة على الأرض عندما بدأتُ اراديا أكتم تنفسي !

نعم ! انها محاولة أخرى لأصاب بالاغماء !

---

أيضا لا حاجة للقول أنني في كل مرة ، كان تنفسي يعود لا اراديا ..

توقفت عن هذه المحاولة عندما بدأ قلبي ينغزني ..

---

عندما أشارت عقارب الساعة نحو الرابعة عصرا ..

كان التعب و الانهاك قد بلغا مني أيما مبلغ

تمددتُ على الأرض بملابس العيد !

شدة التوتر أرهقتني .. حتى لكأنني بذلت مجهودا بدنيا عنيفا ..

كان العرق يتصبب مني و الصداع يطحن رأسي ..

أثناء استلقائي هناك على الأرض .. فقدتُ الاهتمام بكل شيء ..

شعرت و النعاس يداعب عيناي و كأن الدنيا بكل ما فيها لم تعد تعنيني ..

فليحصل ما يحصل ..

لستُ أهتم !

لحظات .. مرت خاطفة ..

قبل أن تتلاشى معالم حجرتي من حولي ..

و يغيب عقلي في ظلام حالك ..

---

عندما استيقظت ..

كانت حجرتي يلفها الظلام .. الا من ضوء خافت .. ينبعث من تحت الباب ..

عرفتُ أنه الليل ..

قمت بهدوء ، لم أبدل ملابسي ..

بل مشيتُ أتلمس طريقي نحو الباب .. ألصقت أذني به .. و أصختُ السمع ..

لا شيء .

لا صوت على الاطلاق !

هل أنا وحدي في المنزل .. ؟

أدرتُ المفتاح و أمسكتُ مقبض الباب بقوة .. فتحته بهدووووء .. و خرجت ..

لم يكن هناك أحد فعلا ..

مشيت بملابسي المكرمشة و مظهري المضحك من أثر النوم نحو حجرة والداي ..

ترددت طويلا قبل أن أدخل ..

كان هنالك والدي .. جالسا على سريره .. بيده ورقة .. و رأسه منخفضا يقرأها ..

( أبي ! )

رفع رأسه فجأة و نظر الي مبتسما ..

( أهلااااااا ... صح النوم ! )

بادلته ابتسامة متعَبة و سألته عن والدتي .. فأخبرني أنها و أختي خرجتا الى منزل احدى القريبات ..

قبل أن أخرج من عنده .. قال لي أن والدتي تركت لي قسمي من العشاء على الطاولة في المطبخ .

---

تنفستُ الصعداء و أنا أجلس هناك أتناول عشائي أمام التلفاز الذي كان يعرض برامج شيقة في ذلك الوقت ..

اذن فوالدتي لم تخبره ..

أو أنها أخبرته و أشفق علي فلم يعاقبني ..

أيا كان ..

انه ليس غاضبا مني و هذا هو المهم ..

والدتي أيضا .. ليست غاضبة .. فهي لم تنسى أن تترك لي قسما من العشاء و توصي والدي باخباري ..

ياللــــه ..

جبل و انزاح من على صدري .. !

---

عندما عادت والدتي للمنزل لم تقل شيئا أبدا ..

بل تجاهلت الموضوع و كأنه لم يحدث شيء اليوم على الاطلاق ..

لم أكلف نفسي سؤالها ..

فما فعلتُه ليس بالأمر الذي يسعدني الحديث عنه .

---

الأيام تمر سراعاً ..

و هاهو عيد فطر جديد يلوح في الأفق ..

ان كتب الله لنا أن نعيش حتى ذلك اليوم ..

فلا أعتقد أن الجرة ستسلمُ هذه المرة ..

بكل تأكيد .. والدتي ستأخذ كافة احتياطاتها حتى لا يتكرر مني ذلك الموقف مرة أخرى ..

لا أعتقد أن محاولتي للهرب ستنجح هذا العام ..

و الوقت المتبقي حتى حلول عيد الفطر لا يكفي حتى أشفى و أتخلص تماما من هذا الرهاب المزعج .. مهما كانت وسيلة العلاج المتّبعة ..

ليتها تتوقف ..

عقاربُ الزمن ..

ليتها تتوقف ..

حتى أتخلص من رهابي هذا .. و أكون مستعدة لاستقبال الضيوف مع والدتي ..

أما و أنا في هذه الحالة ..

فلستُ أستطيعُ مجاراة أحداث الحياة من حولي و السير في ركابها بنفس السرعة ..

لستُ أستطيع أبدا !
المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة mirror ; 13-10-2002 الساعة 08:11 AM

رد مع اقتباس