05-02-2009, 02:17 AM
|
#18
|
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 20381
|
تاريخ التسجيل : 06 2007
|
أخر زيارة : 30-10-2014 (10:48 PM)
|
المشاركات :
9,725 [
+
] |
التقييم : 167
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
عهد السلطان عبد الحميد الثاني
السلطان عبد الحميد الثاني يواجه اليهود
ازداد النفوذ اليهودي كما أسلفنا في أوربا، وقد نال اليهود في عام 1874م كامل حقوقهم السياسية في معظم أوربا، وفي هذا العام تولى حكم الدولة العثمانية السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، حيث استطاع أن يمد نفوذه إلى فلسطين وتقهقر الخديوي إلى مصر وانحصر حكمه فيها
وبعد ذلك بعامين كان عدد اليهود قد ازداد حتى وصل إلى 1400 يهودي، وفي روسيا التي كانت تحت حكم قيصر روسيا الاسكندر الثاني حصلت مؤامرات خطيرة، ذلك أن اليهود كانوا يدبرون لاغتيال القيصر ولكنه استطاع أن ينجو من العملية وقام على أعقابها بحركة قمعه وانتقام شديد من اليهود حيث أجبرهم على الهجرة من روسيا، وظهرت حركة تسمى "أللا سامية" أي العداء لأي شيء من أصل سامي (أصل اليهود). وقد ظهرت مشكلة كبيرة في مكان لجوء هؤلاء الملايين من اليهود في روسيا، ومن هنا قامت الدول الأوربية باسترحام الدولة العثمانية لكي تسمح لليهود بالهجرة إليها ، وتحت التسامح الإسلامي سمح السلطان عبد الحميد الثاني بذلك بشرط عدم سكنى فلسطين . ومن هنا كان أول ظهور لأمريكا على الساحة حيث تدخل وعاتب السلطان عبد الحميد الثاني على هذا الشرط، ولكن السلطان رد عليه بقولته”إنني لن أسمح لليهود بالاستقرار في فلسطين ما دامت دولة الخلاقة العثمانية قائمة“
نمو الحركة الصهيونية
تحركت بريطانيا في عام 1882م نحو مصر والتي كان يحميها الخديوي واستطاع البريطانيون احتلال مصر ، وفي هذه الفترة أسس المليونير اليهودي الفرنسي "آدمن ديروتشالد" حركة دعم مالي للاستيطان اليهودي في فلسطين، كما نشر "ليوب نسكر" اليهودي كتاباً بعنوان "التحرر الذاتي" دعا فيه اليهود لرفض فكرة الانصهار في الدول التي يعيشون فيها وأن التحرر الحقيقي لليهود يكون في إنشاء مركز قومي لليهود يكون دولة ووطناً لهم
وبذلك تزايدت أعداد اليهود المتسللين إلى فلسطين وظهرت بعض المستعمرات ولكنها كانت بعيدة عن الأنظار، لكن أهل فلسطين انتبهوا لهذا التحرك وبدأت حركة مقاومة من داخل فلسطين
وبعد حصول أول صدام مسلح بين فلاحين فلسطينيين ومستوطنين يهود، أحس السلطان عبد الحميد الثاني بالخطر فأصدر مرسوماً يقضي بمباشرته إدارة فلسطين بنفسه، وبدأ يضغط على اليهود لحملهم على مغادرة فلسطين لكن الدول الأوروبية كانت تمارس ضغوطاً عليه للسماح لهم بالاستقرار في فلسطين بشكل فردي دون إنشاء مستعمرات. لكن رده كان أن أصدر القانون العثماني الذي يقضي بمنع الهجرة اليهودية الجماعية إلى الأراضي العثمانية ومنع بيع الأراضي لليهود
في العام 1896م ظهر في الساحة السياسية اسم "ثيودور هرتزل" اليهودي والذي أعلن تأسيس رابطة الاستعمار اليهودي في فلسطين وأصدر كتابه "الدولة اليهودية" داعياً فيه إلى إقامة دولة في فلسطين، فإن لم يتمكن اليهود من أمر فلسطين فستكون الدولة اليهودية الجديدة في الأرجنتين
ولوضع الأرجنتين خياراً بديلاً دلائل منها أن اليهود لم يكونوا واثقين من قدرتهم على التغلب على ثبات موقف الدولة العثمانية وهذا يشير إلى قوة نوايا السلطان العثماني وصدقه وصلابة موقفه، والأمر الآخر أن فلسطين لم تكن ذات قداسة مخصوصة لدى اليهود، بل كانت غايتهم إقامة دولة فقط، بدليل وجود البديل وهذا يسقط دعواهم بأحقيتهم بأرض فلسطين وأنهم السكان الأصليون لها. وإلا لما وضعوا خياراً آخر
وفي العام التالي – 1897م – حدثت الحرب العثمانية اليونانية التي أفلست الدولة العثمانية ، وتحرك هرتزل فجمع ملايين اليهود وعرض على السلطان عبد الحميد الثاني تبرعاً يهودياً ضخماً مقابل السماح بهجرة اليهود إلى فلسطين، لكن رده الصارم القوي الرافض أفجع اليهود في العالم، وأدرك هرتزل استحالة دخول فلسطين في ظل وجود عبد الحميد، فأعلن عن أول مؤتمر صهيوني في مدينة "بازل" في سويسرا برئاسته وأنشأ فيه المنظمة الصهيونية العالمية. ثم توالت المؤتمرات الصهيونية بعد ذلك
أقام اليهود المؤتمر الصهيوني الرابع في لندن وأعلن هرتزل أن انجلترا هي الدولة التي تفهم حركة اليهود ويجب أن تمد يد العون لهم، فاستجابت بريطانيا ومارست ضغطاً شديداً على السلطان عبد الحميد الثاني لإلغاء قانون منع الهجرة اليهودية ولكنه أصدر قانوناً باستمرار هذه القوانين غير انه سمح لهم بالاستيطان في شمال فلسطين فقط
واستغل اليهود هذا القانون وقامت موجة هجرة يهودية عام 1903م واستقرت في فلسطين، ومات هرتزل بعد ذلك بعام واحد قبل ان يحقق مآربه
نهاية السلطان عبد الحميد الثاني
عقدت الدول الاستعمارية في عام 1905م مؤتمراً وأصدر المؤتمر قراراً يعد من اخطر القرارات حيث اتفقوا على إنشاء ما يسمى بالدولة الحاجزة، وهي التي تفصل دولة المسلمين إلى قسمين آسيوي وإفريقي، ودعمها بكل أشكال المساندة حتى يستمر التفرق في دولة الإسلام ولا تقوم لهم وحدة صف جديدة، وكان الاقتراح منصباً على إنشاء دولة فلسطين كدولة تشطر الأمة الإسلامية وتدعم استمرار خلافاتهم وتضمن بقاء ضعفها وتفرقها
وفي أثناء ذلك استمرت هجرة اليهود لشمال فلسطين حيث تم إنشاء مستعمرة كبيرة، وكان للسلطان عبد الحميد الثاني جهود بالنهوض بالدولة العثمانية لإدراكه لحركة اليهود والمساندة الأوربية لهم، فقام ينهض بالدول العربية وربطه ببعضه حيث قام بإنشاء سكك حديدية تربط بين الحجاز والشام وتركيا، وضاق اليهود ذرعاً بما يعمل فقرروا التآمر ضده والقضاء عليه. فتحرك اليهود من داخل الدولة التركية نفسها من خلال "جمعية تركيا الفتية" والتي كان لها ذراع يسمى "جمعية الاتحاد والترقي" وكان من زعماء هذه الجمعية مصطفى كمال أتاتورك
وقد استطاعت هذه الجمعية من خلال البرلمان التركي أن تجمع حولها مجموعة من زعماء العثمانيين وعزلت السلطان عبد الحميد الثاني قضاءً، وعينت هذه اللجنة سلطاناً آخر بحيث يكون الحكم الفعلي للجمعية. وقد تركز النفوذ في الحكومة التركية بأيدي ثلاثة وزراء يهود
وبعد ذلك بستة أشهر قامت ثورات شعبية تعترض على هذا التشكيل اليهودي الواضح فقتلت بعض زعماء الحرب وأعادت السلطان ، غير أن اليهود أوعزوا لـ "مصطفى كمال" الذي كان يدير الجيش للتحرك لقمع الثورة، وفعلاً احتل الجيش عاصمة الخلافة وأسقط السلطان مرة ثانية وتم نفيه للخارج، وتم بذلك تثبيت حكم اليهود في تركيا. وتم إصدار مجموعة قوانين منها السماح بالهجرة اليهودية والسماح لليهود بشراء الأراضي
(ما اشبه الليلة بالبارحه )
|
|
|