عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2009, 01:40 PM   #19
أم عبدالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أم عبدالله
أم عبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20381
 تاريخ التسجيل :  06 2007
 أخر زيارة : 30-10-2014 (10:48 PM)
 المشاركات : 9,725 [ + ]
 التقييم :  167
لوني المفضل : Cadetblue


الثورات وحركات المقاومة

حركة الشريف حسين

أدرك العرب مؤخراً أن الاتحاد والترقي ماهو إلا جمعية يهودية سيطرت على مقدرات الدولة، وأن الحكم لم يعد حقيقة للإسلام، فقام الشريف حسين أمير الحجاز بإرسال ابنه فيصل إلى دمشق وهناك انضم إلى جمعية تناهض الجمعية التركية، والتقى فيصل القيادات العربية وصار الاتفاق على إعلان الثورة على الحكم التركي وإرجاع الخلافة للعرب، وفعلاً نجح الفيصل بن الشريف حسين في مهمته واستطاع الحصول على موافقة قيادات الشام لتأييده فيما لو أعلن أبوه الثورة، غير ان الوالي العثماني جمال الدين باشا أحس بالتحركات فقبض على القيادات العرب وعلقهم على المشانق فوراً مزيداً بذلك ثورة العداء والكره العربي للأتراك. وهذا ما ساهم في انتشار صيت الثورة وانضمت إليها الأعداد الكبيرة من الشخصيات العربية والإسلامية: كمحمد رشيد رضا ومحمد عبده وجمال الدين الأفغاني ومحب الدين الخطيب الشهير المعروف، والحاج أمين الحسيني وغيرهم
الثورة العربية الكبرى
بدأت بريطانيا التي كانت تخوض حرباً عالمية ضد الألمان والأتراك وفي الوقت نفسه تفاوض الشريف حسين للاستعجال بإعلان الثورة وذلك في 1915م ، وجعلت ترسل له الوفود بقيادة أحد أخبث قيادات الانجليز في ذلك الحين وهو "لورانس العرب" والذي استمر يحاول إقناع الشريف حسين بالاستعجال بقيام الثورة ولكن الشريف حسين رفض الإقدام على أي عمل عسكري حتى يصل إلى اتفاق مع بريطانيا حول تفاصيل الدولة العربية التي سوف تقوم بعد الأتراك وحدودها والمناطق التي ستدخل تحت إمرته
وبعد أن اوضحت له بريطانيا ذلك، حصلت بعض الخلافات إلا أن بريطانيا أصرت على تأجيل المباحثات حين انتهاء الثورة والقضاء على الأتراك في المنطقة، وفي نفس الوقت كانت تعد بريطانيا محادثة سرية بخبث ودهاء ، فقد أبرمت اتفاقية أخرى مع فرنسا في 1916م وهي من أخطر المؤامرات التي مرت على العالم العربي وسميت بـ "سايكس بيكو" تم الاتفاق فيها على التالي: يتم تقسيم المنطقة العربية بحيث تكون العراق لبريطانيا وكذلك الأردن ومنطقة حيفا وما حولها في فلسطين، وأما سوريا ولبنان فستكونان لفرنسا وأما فلسطين فستوضع تحت إشراف دولي


الثورة العربية الكبرى

وفي 1/6/1916م تم إعلان الثورة العربية الكبرى بتحالف معلن بين العرب والانجليز ضد الدولة العثمانية، وأعلنت الجمعيات في الشام تأييدها هذه الثورة، وقد كان الخطأ الكبير الذي وقع فيه العرب هو ثقتهم في بريطانيا وأملهم بها لتعطيهم الحرية من الأتراك ولكنها في نفس الوقت تخطط لاحتلال الأرض العربية. وقد انكشفت اتفاقية "سايكس بيكو" في إحدى الصحف المصرية إلا أن بريطانيا أرسلت تطمئن الشريف حسين بنفي كلام الصحف.
وتحركت الثورة واستطاع لورانس مع مجموعة من القوات العربية بقيادة الشريف فيصل بن الشريف الحسين أن يقطعوا الصحراء العربية وسقط ميناء العقبة -الذي يشكل عقبة في طريق الانجليز لاحتلال الشام- في يد العرب، وسارع لورانس إلى القاهرة ليخبر الجنرال "اللنبي" بذلك حيث أصبح الطريق ممهداً أمام الانجليز وبالفعل تحرك الانجليز إلى الشام، وفي هذه الأثناء كانت بريطانيا تعقد حلفاً ثالثاً – إضافة إلى حلفها المعلن مع العرب والسري مع الفرنسيين – مع المنظمة الصهيونية العالمية للاتفاق على مستقبل فلسطين، وبمنتهى الدهاء كانت بريطانيا تخطط على ثلاث محاور.


وعد بلفور

استطاع الجيش العربي بقيادة الشريف فيصل والجيش البريطاني بقيادة الجنرال اللنبي أن يدخلا فلسطين معاً، ثم تسابقا نحو دمشق ودخلاها في يوم واحد أيضاً. وكانت هذه بوادر خير للعرب غير أنه في هذه الأثناء تصدر بريطانيا على لسان وزير خارجيتها الصهيوني النصراني "بلفور" وعده المشؤوم في 2/11/1917م بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين
كان هذا أمراً مذهلاً وعجيباً للعرب، حيث أن بريطانيا أعطت الوعد قبل أن تدخل القدس أو تنهي احتلالها فلسطين. ولم يكتم العرب غضبهم لسياسة بريطانيا وتصريحاتها وقام الشريف فيصل بمفاوضات شديدة مع الانجليز للتراجع عن التصريحات وتبرير النوايا التي بدت ظاهرة للعيان


بريطانيا تخدع العرب من جديد

عادت بريطانيا تلعب من جديد، فصرحت للعرب في 1918م أن الأراضي العربية التي تحتلها وهي فلسطين وجنوب العراق سوف تحكم وفق رغبات السكان، وستمنح الاستقرار للدول العربية التي كانت تحت السيادة العثمانية (شمال فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وشمال العراق). وزاد تصديق العرب للكذبة البريطانية بعد أن سمحت للملك فيصل بن الشريف حسين بإعلان الدولة العربية من دمشق بعد أن قامت بريطانيا باحتلال شمال فلسطين والأردن وسوريا. وفي الحقيقة لم يكن هذا إلا إعلاناً شكلياً ففي شهر 9 من نفس العام أقنعت بريطانيا فرنسا بالتخلي عن تدويل فلسطين، حسب اتفاق "سايكس بيكو" الذي كان يقضي بأن تكون تحت الإشراف الدولي، مقابل أن ترفع بريطانيا دعمها للملك فيصل بن الشريف حسين وتخلي بين فرنسا وبين احتلال سوريا ولبنان. وهنا ظهر المكر البريطاني حيث أن سوريا ولبنان هي المعقل الرئيسي للملك فيصل فآثرت بريطانيا أن تترك الصراع حول المنطقة لفرنسا وتخرج هي بسلام


 

رد مع اقتباس