عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2009, 12:53 PM   #23
أم عبدالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أم عبدالله
أم عبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20381
 تاريخ التسجيل :  06 2007
 أخر زيارة : 30-10-2014 (10:48 PM)
 المشاركات : 9,725 [ + ]
 التقييم :  167
لوني المفضل : Cadetblue


ثورة البراق

تحت ظل الحماية البريطانية لليهود قام اليهود وهجموا على المسجد الأقصى واحتلوا الجانب الغربي عند حائط البراق وأعلنوه من مقدساتهم، فقامت ثورة عظمى في العام 1929م في كل أرجاء فلسطين وقام الانجليز مرة أخرى بقمع الثورة، وفي ظل هذه الأوضاع تحركت القيادة السياسية العربية لتهدئة الأوضاع وطالبت الفلسطينين بالتهدئة وانتهت الثورة وسيطر الانجليز على مجريات الأمور
ولكن لم تعمد بريطانيا إلى التهدئة بل قامت بعقد محاكمات صورية لأبطال الثورة وأصدرت أحكاماً بالسجن المؤبد على قادتها، ثم سمحت بازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وأدت هذه الأحداث إلى أمرين: اشتعال العداء بشكل كبير تجاه اليهود والانجليز والإقبال المتزايد على الدعوات الجهادية، وفقدان الأمل في تخلي بريطانيا عن المشروع الصهيوني وإيقاف هجرة اليهود إلى فلسطين
وقد استمرت المحادثات السياسية وانتقل الوفد إلى لندن بقيادة الحاج موسى الحسيني وقد حاول الحاج إقناع الانجليز بضبط الهجرة وتحت هذا الضغط الشديد وتحت التهديد بقيام ثورة على الانجليز وإعلان الجهاد وافق الإنجليز على إعلان إلغاء وعد بلفور وأعلن ذلك رسمياً ولكن الهجرة استمرت ولم ينقطع التسليح المكثف لليهود، فلم يكن هذا الإعلان إلا صورياً فقط


(دائما ماتقوم ثوره الا وحوربت وقمعت وهذا مايفعلونه بالثوره الحاليه الا انها مستعصيه وصعبه هذه المره ويا خوفهم من كلمة جهاد)

المؤتمر الإسلامي العام في القدس

ثم أقيم في عام 1931م المؤتمر الإسلامي العام في القدس وهو من أعظم المؤتمرات التي أقيمت للتنبيه بخطر اليهود على الأمة الإسلامية، وتكريس البعد الاستراتيجي للقضية الفلسطينية وجعلها عربية إسلامية، وكان المؤتمر بقيادة الحاج أمين الحسيني مفتي القدس ، ومن أبرز الأسماء التي حضرت : الشيخ محمد رشيد رضا والمفكر محمد إقبال والزعيم الهندي مولانا شوكت علي والزعيم التونسي عبد العزيز الثعالبي وغيرهم. ومن جراء المؤتمر الضخم تشكلت لجنة دولية للتحقيق في المشاكل بين العرب واليهود وجاءت لجنة تسمى "لجنة البراق الدولية" للتحقيق في أسباب ثورة البراق وما تلاها من انفجار الوضع في فلسطين ثم أصدرت اللجنة قرارها بأن حائط البراق هو حق للمسلمين وليس لليهود فيه نصيب، وهو ما رفضته بريطانيا وأعلنت تأييدها لليهود مجدداً وعلى إثر ذلك قامت ثورة فلسطينية سرعان ما واجهها الانجليز بالبطش المسلح واستطاعوا القبض على مجموعة من زعماء تلك الثورة

البداية الفعلية للجهاد الفلسطيني وتهويد القدس

فقد الفلسطينيون الأمل مجدداً بالتحركات السلمية، وفشلت الأحزاب الوطنية في تحريك الجهود، فأعلن الحاج أمين الحسيني رحمه الله "أنه كنا ما نزال على شيء من الأمل، ولكن لم يعد أمامنا سوى الشهادة في سبيل رب العالمين" ونشطت حينها الحركات الجهادية وشارك عز الدين القسام وبدأ ينظم كل من يرغب في الجهاد بتشكيلات سرية وانضمت إليه الحركات التطوعية
غير أن بريطانيا استمرت لا تعبأ بكل هذا ، واستمرت في دعم الهجرة اليهودية وتسيلح اليهود فقامت في عام 1933م مظاهرات ضخمة في القدس ويافا وأعلن إضراب شامل في فلسطين، لكن بريطانيا ألغت الإضراب وقمعت الثورة غير أن المظاهرات توسعت حتى شملت كل فلسطين، وازداد بريطانيا شراسة باعتقال الزعماء وضربت أحد المشاركين في المظاهرات السلمية
شكل العام 1934م البداية الحقيقة لتهويد القدس وتم الاتفاق الكامل على خطة تفصيلية بين الانجليز واليهود لاستيطان القدس، وقمع أي محاولة لتهديد هذا المخطط أو إفشاله. في نفس العام الذي بدأ فيه الشيخ أمين الحسيني بقيادة الحركة الجهادية علناً


اللجنة العربية العليا وبداية الثورة الكبرى مرة أخرى

وفي عام 1936م أعلن الإضراب العام الكبير الذي بدأ في نابلس وانتشر ليعم أنحاء فلسطين ، واستمر مدة ستة أشهر احتجاجاً على الهجرة اليهودية ، وقام الشيخ أمين الحسيني بتوحيد الأحزاب الفلسطينية في لجنة تسمى اللجنة العربية العليا، ثم أعلن الإضراب العام وطالب هذه اللجنة بإنشاء حكومة فلسطينية وبرلمان فلسطيني وأصدرت مجموعة من القرارات في أول بيان لها حددت فيه ثلاثة أهداف رئيسية للجنة العربية العليا:
أولاً إيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومنعها منعاً باتاً
ثانياً منع نقل الأراضي العربية إلى اليهود
ثالثاً إنشاء حكومة وحدة وطنية فلسطينية مسؤولة أمام برلمان فلسطيني منتخب
وعلى الصعيد العسكري فقد تجمع أنصار عز الدين القسام من جديد بعد أن فرقتهم القوات البريطانية وقتلت الشيخ عز الدين القسام مع بعض رفاقه، وأعادوا تنظيم الصفوف استعداداً لإعلان الثورة المسلحة
وبعد ذلك أعلن الشيخ فرحان سعدي الجهاد في كتائب عز الدين القسام، واستمرت العمليات القوية إلى أن قبضت عليه بريطانيا وأعدمته شنقاً وهو صائم، ولكن هذه الحركة أشعلت الجهاد من جديد فقامت على إثرها الثورة الكبرى في فلسطين وعمت المظاهرات والثورات أرجاء البلاد، وقامت كتائب القسام بتدمير الطرق ونسف الجسور وقطع الكهرباء حتى وصل معدل العمليات إلى 50 عملية في اليوم
ومن جهة أخرى فدق قاد عبد القادر الحسيني المجموعة الجهادية التي قامت بضرب مراكز حيوية في اليهود والانجليز وقامت قوات الانجليز بحملات ضخمة جداً من الهجوم المسلح وعلى جميع الأصعدة، وساندتها في ذلك الحركات اليهودية المسلحة كالهاجانا والأرجون، وتطورت الأحداث حتى جاء متطوعون من خارج فلسطين


الحكام العرب يوقفون الجهاد

ولم تستطع بريطانيا إيقاف هذه العمليات المسلحة بكافة وسائل القمع الوحشية أوعزت الأمر إلى الحكام العرب والذين وجهوا نداء إلى قيادة الثورة والشيخ امين الحسيني واللجنة العربية العليا للتهدئة جاء في ندائهم
”لقد تألمنا كثيراً للحالة السائدة في فلسطين نحن بالاتفاق مع إخواننا ملوك العرب والأمير عبد الله أمير الأردن، ندعوكم إلى الإخلاد إلى السكينة حقناً للدماء معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة في تحقيق العدل في فلسطين“
ولنقص الخبرة السياسية للمجاهدين فقد أوقفوا العمليات وتلقوا وعوداً عربية بأن بريطانيا ستحقق بالأمر وتعيد النظر للموضوع، ولم يشأ المجاهدون التوقف عن الثورة، لكنهم خافوا شق الصف بعدما صار الاتفاق إلى وقف القتال، فأعلنوا الهدنة المؤقتة إلى حين الاطلاع على نتائج هذه الوعود


 

رد مع اقتباس