عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-2009, 12:29 AM   #111
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 12-12-2024 (10:00 AM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue


اخواني الكرام ،،،،
أثبت العلم أن دماغ الانسان وبقية أعضائه هي ضعيفة أمام متطلبات الهوى الموجودة في الدماغ الحيواني، وإن لم يُسيِّر الانسان الدماغ الحيواني مركز ومبعث الغرائز والشهوات والانفعالات وفق تعاليم الخالق، وهو أدرى بما يصلحه، بواسطة الدماغ المفكر الذي زُوِّد به، أصبح هلوعاً جزوعاً عجولاً منوعاً كصفات شعورية وسلوكية مرضية.
يكفينا مثل بسيط لتقريب الصورة من ذهن القارئ على هذا الضعف الموجود في خلقنا، فحقنة أو جرعة أو شمة من المخدرات، تعطي اللذة المؤقتة لمراكز اللذة الموجودة في دماغنا الحيواني، تكفي لأن يصبح الانسان عبداً أمام متطلبات جسمه التي تصاب بما نسميه "بعوارض الحاجة المادية عند المدمنين كالتعب والعرق والاصفرار والقلق والخمول والتقيؤ وغيرها..." وكذلك بالنسبة لبقية الشهوات والغرائز التي حدد لنا المولى كيفية عدم الاستسلام لها، فليفهم الانسان إرادة الله، وقد دله على مكامن ضعفه الكامنة في خلقه وبَيَّنَ له سبل الهداية والارشاد كي لا يهوي في سبل الضلالة والمرض: (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم. والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً. يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفاً) (النساء/ 26 – 28). وهذه السبل الواقية من الضلالة هي في الصلاة، وللصلاة كوقاية شروط يجب الالتزام بها. وقد فصلت هذه الشروط في سورة المعارج: (إن الانسان خلق هلوعاً. إذا مسّه الشرّ جزوعاً. وإذا مسّه الخير منوعاً. إلا المصلين. الذين هم على صلاتهم دائمون. والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون. إن عذاب ربهم غير مأمون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم بشهاداتهم قائمون. والذين هم على صلاتهم يحافظون) (المعارج/ 19 – 34).
فليلتزم الانسان إذا أراد الشفاء من قلقه بهذه الوصفة الإلهية بعد أن يفهم شروطها وليتممها ويثابر على العمل بها، وسيجد نفسه بعد حين أنه من أسعد المخلوقات. وهذا هو واقع المؤمنين الحقيقيين، والذي خبرناه ووجدناه خلال ممارستنا للمعالجة النفسية!!
لذلك نحن نعتقد، من زاوية إيمانية، وبحكم التجربة الشخصية المهنية، ومن خلال إخفاق تجربة المدارس النفسية التي حاولت أن تعالج الهلع والخوف والذعر واضطرابات السلوك من زاوية بيولوجية أو تحليلية وضعية ودون الأخذ بتعاليم السماء، أن لا شفاء بصورة نهائية من الهلع والجزع والخوف والأنانية واضطرابات السلوك بصورة جذرية إذا لم يلتزم كل مريض عصابي بشيئين: وصفة طبية دنيوية موقوتة المفعول من أهل الاختصاص في الأمراض النفسية، ووصفة روحية إيمانية من خالقه هي الالتزام بتعاليم المولى وهي وصفة جذرية الشفاء مصداقاً لقوله تعالى: (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (البقرة/ 38).


 

رد مع اقتباس