نفساني - عرض مشاركة واحدة

23-02-2009, 11:03 PM

أختي / أم عمر

بداية ,, أودّ أن أوضح أنّ كلا ً منّا له وجهة نظره الخاصة و التي تنتج عما يراه هو ,, فما ترينه أنتِ وما تستنتجينه من الصورة قد لا أراه ولا أستطيع استنتاجه و العكس صحيح ,, و نحن هنا لم نجتمع سوى لتقريب وجهات النظر فيما بيننا و جمعها داخل إطار واحد ,, لنخرج بتصوّر واضح و صحيح - ما استطعنا - حول الموضوع الذي نتحاور فيه ..

بشكل عام نحن العرب لم نعطي صورة صحيحة للغرب حول الإسلام و حول المرأة العربية بشكل خاص إن لم نكن نحن من شوّه هذه الصورة ,, فكانت الحرب الشعواء من الإعلام الغربي على مجتمعاتنا و من ضمنها دعوى تحرير المرأة ,, و التي لقيت صدى من قبل العلمانين العرب تأسيًا بالمنهج و الأسلوب الغربي ,, و مؤكدّ أنّ هذه المحاولة الغربية لم تكنّ إلا بعد أن رأوا من غالبيتنا هشاشة بـــ القناعة الداخلية في إسلامنا و بأحكامه ,, و التي نتجت بسبب القصور بمعرفتنا لتعاليم الإسلام السامية و توجيهاته الحكيمة ,, و بنفس الوقت ندعي و نقول بأننا نملك المثالية و الكمال في ديننا الإسلامي و من ذلك حرية المرأة ,,, و نحن من يبتعد عن تلك التشريعات فنظلم المرأة و نبخسها أبسط حقوقها ..

من وجهة نظري إن أهم ما ينقصنا نحن العرب هو الفهم السليم لأيات القرآن و سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام و الإقتداء بهما ,, فالبعض منّا يأخذ منهما ما وافق هواه من الأيات و الأحاديث و يفسرها على الوجه الذي يريد ,, و ما عارض هواه و جشعه و طمعه فهو أية أو حديث لا يعرفهما ,, فهو يعرف ( و أحل الله البيع ) و لكنه لا يعرف ( و حرم الربا ) ,, و هو يعرف ( الرجال قوامون على النساء ) و لكنه لا يعرف ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ) ,, هو يعرف القوامة للرجل على المرأة و ( ناقصت عقل ٍ و دين ) ,, و التي بمقتضاهما لا يصبح للمرأة أي رأي أو حتى كلمة في الأمور المهمة و أحيانًا في أخصّ أمورها في نظر البعض ,, و يكفينا قدوة حسنة في رسول الله حين استشار زوجته أم سلمة - رضي الله عنها - في صلح الحديبة فأشارت عليه بما يخص الأمة جمعاء حين ذاك فقبل رأيها بل فعل ما أملته عليه حرفيًا وهي امرأة !!

الإسلام كدين قائم على أساس متين في كل الشرائع و الأحكام و المعاملات ألا و هو أساس العدل ,, الإسلام لم يظلم المرأة أبدًَا بل أعطاها حقوقها الكاملة من الإرث و التربية و حفظها مما يسوؤها و إختيار الزوج ... و غير ذلك الكثير من الحقوق و الحريات ,, و التي لم تكن تملك المرأة الكثير منها في الجاهلية قبل الإسلام ,, بل إنه رفع منزلتها فجعل الجنة تحت أقدام الأمهات و وعد بالجنة لمن أعال بناته في صغرهن حتى يبلغن ,, هذه هي المرتبة التي حضين بها بعد أن كانت النساء في الجاهلية " تُورث " كما المتاع و الدابة ,, أذكر هنا قصة قرأتها سابقًا من كتيب بعنوان " إنها ملكة " للشيخ محمد العريفي حفظه الله .. حيث تتكلم القصة عن امرأة عربية سافرت إلى أحد دول الغرب و التقت هناك بسيدة كبيرة في السن و قد هجرها أبناؤها جميعًا و تركوها وحيدة ,, و دارت بين السيدتين مقارنة بين مكانة المرأة العربية و المرأة الغربية ,, فاستغلت المرأة العربية الحديث الذي دار بينهما لصالحها ,, فتكلمت عن سماحة الإسلام و عن تكفله بحقوق المرأة على وليها .. بل عن وجوب نفقة الأبناء على أمهم و رعايتها و القيام بشؤونها إن هي عجزت عن ذلك ,, فما كان من تلك العجوز إلا أن أدمعت عيناها و هي تقول وصفـًا للمرأة في ظل الإسلام " إنها ملكة " .. يــــــــا لله ,, ما الذي جعل تلك المرأة الغربية تصف المسلمة بــ الملكة ,, ليس لشيء سوى أنها رأت لديكِ أيتها المسلمة شيئًا لم ترهـ في مجتمعها الغربي ,,

أشكرك يا أختي أم عمر على منادتي بالأستاذ ,, و لكن يكفيني أن تقولي وائل ,, فأنا لا أصل لمرتبة الأستاذية كما أنكِ أحقّ بها مني ,, يمكن ردي تأخر شوي لأني أكتبه هذه المرة للمرة الثانية ,, فقد انحذف قبل قليل ,,

دمتي على خير ,,