عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2009, 10:31 PM   #1
النسر الابيض
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية النسر الابيض
النسر الابيض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22257
 تاريخ التسجيل :  12 2007
 أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
 المشاركات : 1,614 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الشخصية العراقية



الشخصية العراقية :
يتردد هذه الأيام في وسائل الأعلام الحديث عن مصطلح (الشخصية العراقية) من قبل أشخاص يحاولون تسليط الضوء على سمات مشتركة لدى العراقيين جميعا ويتم بعد ذلك تعميمها وأطلاقها على الجميع لتكون بذلك وصفا لما يدعى ب(الشخصية العراقية) , وبذلك يسهل التعامل معهم ! لنكن واقعيين ولنبدء من بداية كتابات التي اسهمت في بلورة رؤية محددة لتحديد ملامح الشخصية العراقية ، اذ كانت الثقافة العراقية قد استُقطبت آيديولوجيا منذ خمسينات القرن العشرين، أي وقت صدور كتب علي الوردي الأولى، بين قومية ويسارية وأصولية إسلامية، حزبية وشبه حزبية، فإن العالم الاجتماعي والمؤرخ العراقي لم يُحسَب على أيٍّ منها، بل ظل الرجل يواجه التفسير الأحادي الجانب لتلك الآيديولوجيات. وهذا ما يفسر شبه التعتيم الإعلامي الذي عاناه في حياته، وكذلك يفسر العودة لمؤلفات الوردي وإعادة طبعها بعد رحيله نهاية التسعينات، حيث اضمحل الزخم الثقافي لتلك الاتجاهات، وبدأت أسئلة الواقع العراقي الصعبة تعيد طرح نفسها بإلحاح، خصوصاً بعد الاحتلال الأميركي وتفكك الدولة ومكونات المجتمع بالطريقة المعروفة الآن، ما يجعل المنهج العلمي الموضوعي أكثر تطلباً للاجابة عن هذه الأسئلة وفهم الظواهر التي أنتجتها.
ضمن الطبعة الجديدة لمؤلفاته التي أصدرتها "دار الوراق - لندن" قبل شهور، هنا قراءة في كتابين منها، هما "شخصية الفرد العراقي" طبعة أولى - بغداد 1951، والثاني هو "الأخلاق: الضائع من الموارد الخلقية"، وهو بحث نُشر في مجلة "الأبحاث" عن الجامعة الأميركية بيروت حزيران 1958 ولم يصدر سابقاً في كتاب. ورغم السبع سنوات التي تفصل بينهما حيث أصدر الوردي عدة كتب مهمة خلالها، إلا أن "الأخلاق .." يبدو وكأنه توسعة وتعميق للكتاب الأول. إن ما ميـّز توجهات علي الوردي الفكرية، هو قلقه الواضح على مصير ومستقبل المجتمع العراقي، أي أن الهاجس الاجتماعي هو المحرك والدافع لتكريس عمرٍ بأكمله بين العمل الأكاديمي والإنتاج الفكري المتواصل ودون مكاسب مادية تقريباً، بل في مواجهة معاناة متعددة الجوانب، خصوصاً في وسط ثقافي استغرقه، في الغالب، الأدب والشعر بالذات، أي الابتعاد عن المعرفة الجادة والمنهج العلمي في فهم الذات ومستجدات العصر الحديث، ناهيك عن سطوة الثقافة الآيديولوجية والحزبية كما أسلفنا.
في "شخصية الفرد العراقي" استغرق توضيح "مفهوم الشخصية" نصف الكتاب تقريباً بسبب جدة الموضوع آنذاك والتباس هذا المفهوم عموماً. يقول المؤلف: "ليس من السهل علينا أن نحدد الشخصية أو نعرفها تعريفاً جامعاً مانعاً، فهي كالكهرباء أو الأثير أو المغناطيس لا تُعرف إلا بآثارها. ومن الصعب تحليل الشخصية إلى عناصرها الأولية، فهي إذا حُللت وفُصْلت عناصرها بعضها عن بعض، فقدت ارتباطها العضوي وقيمتها الكلية". ثم يورد تعريف كارل يونغ للشخصية بأنها "المجموعة المنظمة من الأفكار والسجايا والميول والعادات التي يتميز بها شخص ما عن غيره.. إن الإنسان يولد وقد ورث ميولاً أو اندفاعات بهيمية غير مهذبة، فتوضع هذه الاندفاعات العارمة تحت تأثير القيم الحضارية والقيود الاجتماعية.. إنها صراع متواصل بين قوتين متعاكستين: قوة بهيمية لا تفهم قيداً ولا تدرك معنى، وقوة أخرى اجتماعية تحاول أن تسيطر على تلك القوة الغاشمة..". وكان الوردي من المبكرين الذين أشاروا الى أهمية ابن خلدون وريادته في هذا الموضوع، يقول:"حاول هذا المفكر أن يدرس شخصية الإنسان، لا على أساس المواعظ والارشاد كدأب الناس قبله، بل على أساس الحقيقة الراهنة التي لا محيص عنها. وجد ابن خلدون أن البدو كانوا موسومين في ذلك العهد بالتخريب وبالنفرة من العلم والصناعة، فقام مدافعاً عنهم
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس