عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2009, 10:52 PM   #4
النسر الابيض
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية النسر الابيض
النسر الابيض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22257
 تاريخ التسجيل :  12 2007
 أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
 المشاركات : 1,614 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ذاك من الخطر ، فأنه نجم عن ذلك تغليب الانتماء الى الهوية الخصوصية (بدافع الحماية والأمن ) على الانتماء الى الهوية الوطنية ، مصحوبة بحالات من التطرف أو التعصب العرقي أوالديني أوالمذهبي .

6. الزهز بالذات والتباهي بالماضي .
يشعر الفرد العراقي بأنه سليل حضارات ، وأنه ابن بلد " الاوائل " : أول من اخترع الكتابة ، أول من اخترع العجلة ، أول من بنى المدن ، أول من سن القوانين ،أول من ابتكر آلة موسيقية ،أول من زرع الأرض وابتكر نظام الري ، أول البلدان في عدد الانبياء ... الأمر الذي نجم عنه نزوع سلوكي الى عدّ الخلاف مع الآخر من صفات الذي يريد أن يكون " الأول " أو من صفات التي تليق بأبن " الأوائل " .
ويتداول العراقيون مقولة ( ارفع راسك انت عراقي ) . ومع أنها حالة ايجابية حين تشكل موقفا" ضد الاذلال والنيل من الكرامة الا انها تتضمن معنى " التباهي " بالماضي ، وتشير ضمنا" الى بؤس الحاضر ، وحالة من عدم التوازن النفسي لدى الفرد تفضي بالنتيجة الى ميله نحو الخلاف مع الآخر .

6. العنف الثقافي .
يوصف العراق بأنه بلد التنوع الثقافي والعقائد العجيبة ، وفيه نشأت مدارس فلسفية وفكرية وفقهية وايديولوجيات من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ، اعتمدت في أطوار من مسيرتها أسلوب الاختلاف مع الآخر في الرأي ، نجم عنه ازدهار ثقافي ونزوع نفسي نحو الابداع المعرفي الذي من خصائصه الاتيان بما هو جديد ومخالف لما هو موجود .
غير أن السلطة تدخلت ، في اطوار اخرى من مسيرة هذا التنوع الثقافي ، فحولت الاختلاف مع الآخر على مستوى الرأي الى خلاف معه على مستوى الفعل ، اعتمد أساليب العداء والاضطهاد بأنواعه وانتهى بالعنف الذي يستهدف القضاء على " ثقافة " الآخر سواء بالسجن او بدس السم او الاعدام او الحرق علنا بتهم الكفر والالحاد والزندقة .
ما يعنينا هنا أن ذلك الواقع افرز حالة سيكولوجية بأن شطر المفكرين والمثقفين الى قسمين متضادين يتحكم في كل منهما أسلوب النظر الى الامور بثنائية " اما اسود واما ابيض " وهو اسلوب معرفي متصلّب يفضي الى الخلاف مع الآخر في السلوك والعناد العصابي في مواقف الصح والخطأ على السواء .
ومن مفارقات التنوع الثقافي الذي انفرد به العراق ، انه انتج نوعين متضادين من التفكير: علمي ، انتشر بشكل محدود بين النخب الثقافية ، وخرافي انتشر بين العامة من الناس وبين من يعدّون انفسهم مثقفين . فحين دخل القطار الى العراق بدايات القرن الماضي ، اعلن أحد رجال الدين المؤثرين تحريم استخدام القطار قائلا : " أتتركون حمير الله وتركبون الشمندفر ".

ان (الخلاف مع الآخر ) علّة نفسية مصابة بها الشخصية العراقية ، وقد لا استثني أحدا منها لاسيما الذين صارت أمور البلاد والعباد بأيديهم ، وأنها فعلت بنا ما فعلته ثارات الجاهلية باجدادنا.
وتبقى هنالك صفات سلبية أخرى تقابلها صفات ايجابية تمتاز بها الشخصية العراقية . وأرى أن موضوع ( الشخصية العراقية ) ينبغي أن يشكل مشروعا ثقافيا وطنيا . وعليه أقترح أن تتبنى هذا المشروع وزارات الثقافة وحقوق الانسان في كل من بغداد وأربيل ، ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والمواقع الالكترونية العراقية المهتمة بالثقافة . فالمكاشفة العلنية بما في شخصياتنا من عقد وعلل نفسية ، وفق برنامج علمي سيكوسوسيولوجي ، وسيلة أكثر نفعا في اصلاح الحال من مؤتمرات تدعو للمصالحة الوطنية لم تثمر حتى عن تصالح الانسان مع ذاته ، برغم ما يدعيه بعض من كبار السياسيين في الدولة بأن المصالحة قد تحققت بتأسيس هيئة كبرى تضم رجال الدين من طائفتي السّنة والشيعة كان القادة السياسييون في البرلمان والحكومة أحد ثلاثة أسباب ( مع الاحتلال والارهاب ) في هجرة وتهجير أكثر من مليونين وسفك دماء آلاف الأبرياء في اقتتال سخيف بينهما ، لم تخمد بعد نار الحقد أو يمت دافع الانتقام في نفوس من يفتقدونهم

مع أن كل الشعوب فيها الجميل من السمات والقبيح من الصفات الا أن جميلها في الشعب العراقي له نكهة خاصة وقبيحها فيه له هجنة خاصة .
ولأن الشعب العراقي اصبح الان " شاغل الدنيا " أكثر مما كان شاغلها في أزمنة إمبراطورياته القديمة والحديثة ، فأن الفضول العلمي يدفع الباحث الى معرفة ما ينفرد او يمتاز به الشعب العراقي عن باقي الشعوب فيما هو جميل وقبيح من السلوك او الصفات.
وللآسف فأن الباحثين النفسيين والاجتماعيين من الأكاديميين منشغلون في همومهم اليومية وأن الحكومة غير مهتمة بالبحوث الاجتماعية والنفسية ، وبصريح العبارة فانها لا ترتاح لعلماء النفس والاجتماع لأسباب سنفرد لها موضوعا خاصا ، فضلا عن أنه لا يوجد مشروع لبحوث ميدانية عن الشخصية العراقية .

تعليق استباقي :
كنا أشرنا في موضوع سابق " انظر : السادية والمازوشية في الشخصية العراقية " الى انه ليس من الصحيح علميا" وعمليا" القول بوجود شخصية عراقية " نموذجية او منوالية " تمثل المجتمع العراقي ، بمعنى انك اذا حللتها يمكن تعميم نتائجها على العراقيين جميعا" بطريقة مشابهة لتحليل قطرة من دم انسان لتعمم النتيجة على دمه كله وانت مطمئن . والحال الأقرب الى الواقع وجود شخصيتين في المجتمع العراقي الأولى تمثل جيل الكبار " 35 سنة فما فوق " والثانية تمثل جيل الشباب " اقل من 35 سنة ".
وثمة اعتراض اخر يرى أن الشعب العراقي ليس شعبا" واحدا" بل مجموعة شعوب ، ومع انه اعتراض سياسي وقومي أكثر منه اجتماعي ، (لاندماج "الشعوب العراقية" في حياة اجتماعية ونفسية مشتركة لمئات من السنين ) ، الا ان فيه وجة نظر تحتاج الى دراسات ميدانية . ومع ذلك فأنه توجد صفات ايجابية وسلبية مشتركة لدى العراقيين بشكل عام ، وهو افتراض نظري يحتاج ايضا" الى دراسات ميدانية رصينة .

دراسة استطلاعية :
بدأنا الخطوة الاولى باستطلاع اراء عدد من التدريسيين في الجامعة يمثلون عينة عشوائية مؤلفة من " 67 " تدريسيا وتدريسية من اختصاصات علمية وانسانية متنوعة ، وباعمار تراوحت من 24 الى 62 سنة ، من حملة الماجستير والدكتوراه ، خلال شهري آب وايلول 2007 . وكانت اداة الاستطلاع استبانة حملت الطلب الآتي :
( حدد ثلاث صفات ايجابية وثلات صفات سلبية ترى انها سائدة في الشعب العراقي او الشخصية العراقية ) .


نتائج الدراسة :
بعد تفريغ البيانات وحساب تكراراتها ونسبها المئوية كانت النتائج على النحو الاتي :

أولا :الصفات الإيجابية

1. خصائص شخصية : جاءت بالمرتبة الاولى وبنسبة 24% ، وتضمنت الاتي :
الغيرة ، النخوة ، الشهامة ، المروءة ، عزة النفس ، الطيبة ، الشجاعة ، حسن النية ، البساطة ، الاخلاص ، الوفاء ، الثقة بالنفس ، القدرة على التكيف والتأقلم وسرعة الاختلاط بالاخرين ، روح المقاومة ومجابهة الظلم ، الاصرار على تحقيق الهدف ، حلاوة اللسان ، حب المرح والفكاهة والنكتة حتى في احلك الظروف .
2. العلاقات الاجتماعية : جاءت بالمرتبة الثانية بنسبة 18% وتضمنت الاتي :
مساعدة الاخرين ، روح التعاون خاصة عند حصول مصائب وكوارث وحوادث غير متوقعة ، المشاركة الاجتماعية في مناسبات الاحزان والافراح والاعياد ، احترام الوالدين وكبار السن ، مساعدة الغريب والمحتاج وعابر السبيل .
3. صلابة الشخصية : جاءت بالمرتبة الثالثة بنسبة 14 % وتضمن الاتي :
القدرة على تحمل المصائب والمآسي والفواجع والصبر والجلد ، والقدرة على مواصلة الحياة برغم صعوباتها .
4. خصائص عقلية : جاءت بالمرتبة الرابعة وبنسبة 13% وتضمنت الاتي :
الذكاء العالي ، الذكاء الاكاديمي ، التفوق الفكري في الميادين المتنوعة ، الابداع في المجالات كافة ، الطموح ، حب العلم والتعلم .
5. الكرم والجوّد : جاءت بالمرتبة الخامسة وبنسبة 12% وتضمنت الاتي :
كرم الضيافة " يقدم العراقي كل ما يملك ليرضي ضيفه خاصة اذا كان غريبا" ، واحترام
الغريب وتقديره.
6. حب الوطن : جاءت بالمرتبة السادسة وبنسبة 10% وتضمنت :
حب الوطن والغيرة عليه والدفاع عنه ، والروح الوطنية العالية .
7. التمسك بالقيم : جاءت بالمرتبة السابعة وبنسبة 9% وتضمنت :


 

رد مع اقتباس