عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2009, 02:00 AM   #1
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue
.. الـبـقـيـــع ..




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






الـبـقـيـــع bakee.jpg




أحكام الزيارة المشروعة وآدابها:

قبل البداية في هذا المبحث لابد أن نعلم أن الله لا يقبل الأعمال إلا إذا توفر فيها شرطان:

الأول: الإخلاص لله.

والثاني: أن يكون العمل وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى آخر أن يكون العمل مشروعا أي جاءت به نصوص الكتاب والسنة."فطرق الوصول إلى الله تعالى ومرضاته كثيرة لكن أفضلها وأصحها هو ما توفر فيه الشرطان فمتى اجتمع الشرطان صَحَّتْ العبادة ومتى فُقد الشرطان بَطَلتْ العبادة.

أولاُ : معنى الزيارة:

الزيارة مأخوذة من زرته أزوره زورا وزيارة، وزوارة أيضا، والزورة المرة الواحدة والمعنى أتاه بقصد الالتقاء به، والمزار بفتح الميم موضع الزيارة، والمفرد زائر وزور والجمع زائرون وزوار ، والأنثي زائرة وجمعها زائرات وزوارات (1)

تعريف المشروع والسنة:

يقصد بالمشروع في عبارات العلماء هو ما يجوز فعله سواء على جهة الإباحة أم السنية، فهو أعم من لفظ السنة والذي يعني طلب الشارع للفعل لا على جهة الإلزام فإذا فعلها -السنة- فهو مأجور ولا يأثم بتركها (2)

زيارة قبور البقيع:

قال ابن تيمية رحمه الله : ( فالزيارة الشرعية : السلام على الميت، والدعاء له ، بمنزلة الصلاة على جنازته ) ، كما ثبت في الصحيح أن النبي r كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : (السلام عليكم أهل الديار من المسلمين والمؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم، والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم) وهذا الدعاء يروى بعضه في بعض الأحاديث، وهو مروي بعدة ألفاظ. كما رويت ألفاظ التشهد وغيره وهذه الزيارة هي التي كان النبي r يفعلها إذا خرج لزيارة قبور أهل البقيع" (3)

وقال فضيلة الشيخ العلامة: محمد بن صالح العثيمين – رحمه ا لله – :" زيارة القبور سنة أمر بها النبي , بعد أن نهى عنها كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم في قوله : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة ) رواه مسلم . فزيارة القبور للتذكر والاتعاظ سنة، فإن الإنسان إذا زار هؤلاء الموتى في قبورهم، وكان هؤلاء بالأمس معه على ظهر الأرض يأكلون كما يأكل، ويشربون كما يشرب، ويتمتعون بدنياهم وأصبحوا الآن رهناً لأعمالهم إن خيراً فخير، وإن شراً فشر فإنه لا بد أن يتعظ ويلين قلبه ويتوجه إلى الله U بالإقلاع عن معصيته إلى طاعته .

وينبغي لمن زار المقبرة أن يدعو بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به وعلمه أمته : "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم " يقول : هذا الدعاء ." (4)

فيسن لمن أتى المدينة زيارة قبور البقيع وقبور الشهداء y; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم , ويـدعو لهم، ولقوله صلى الله عليه وسلم : "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة " (5)

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين , وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية"


أحكام الزيارة الممنوعة :

تعريف الممنوع والبدعة:


"الممنوع ما لا يجوز فعله، وهو أعم من البدعة والتي تعني ما لم يشرعه النبي r بقول أو فعل أو تقرير مع وجود مقتضاه في عهده.

والبدعة لا يجوز فعلها ولا ينال فاعلها الأجر، لأنها عبادة لم يشرعها المعبود، والله سبحانه لا يعبد إلا بالكيفية التي أرادها وشرعها لا أن نعبده سبحانه كما نشاء أو نحب نحن وبما تمليه علينا أهواؤنا") (6)

مخالفات عامة في الزيارة:

ولنعلم أن زيارة القبور إنما شرعت للإستغفار والدعاء للميت والعبرة للحي ليستعد لرحلة الموت الواقعة لا محالة ، ومما يؤسف له أن يقع بعض أبناء أمتنا الإسلامية أسري للهوي والضلال وتستحوذ على عقولهم الأفكار البالية والخرافات الهدامة فينساقون طائعين مختارين إلى الوقوع فيما وقع فيه المشركون بصرفهم جل العبادات للقبور المقدسة لديهم كالنحر لها والطواف عندها والاستغاثة بها والتبرك بترابها وطلب الشفاء منها وشد الرحال إليها وتعفير الخدود على أعتابها وصرف الأموال الباهظة من أجل تشييدها وتزيينها معتقدين عن جهل أو تقليد أن ذلك قربة عظيمة وطاعة نافعة وحسنة متقبلة ناسين أو متناسين أنها مفسدة عظمية يستحق فاعلها غضب الله وسخطه ، لأنها تفضي بصاحبها اعتقاد الإلوهية في الأموات وبذلك تتزلزل أقدامه شيئا فشيئا عن الدين ويتنكب الصراط المستقيم ويضل سعيه في الحياة الدنيا وهو في الآخرة من الخاسرين .



والزيارة الممنوعة تنقسم إلى قسمين:

1 – الزيارة البدعية :

الزيارة البدعية المحرمة تتناول كل من زار القبور لقصد تعظيمها أو رجاء البركة بالوقوف عندها أو اعتقاد أن الدعاء عندها مستجاب ، أو للصلاة عندها ونحو ذلك من الأمور التي لم يرد فيها نص من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسول الله r ولم يفعله السلف رضوان الله عليهم .

وكذلك يعد من الزيارة البدعية المحرمة، زيارة القبور لقصد الندب والنياحة واظهار التسخط بشق الجيوب وضرب الخدود ونتف الشعور وكذلك من الزيارة البدعية : زيارة القبر لقصد القراءة عنده والتحلق حوله وتلاوة بعض الأذكار وترديد الأناشيد ونحو ذلك إذ أن كل هذه الأمور وأمثالها من الأمور المبتدعة التي لم يأذن الله بها ولم يفعلها رسول الله r ولا أحد من أصحابه ولا التابعين لهم بإحسان ، ومن كان حريصا على نجاة نفسه وقبول عمله فليخلص عمله لله ، وليكن على هدي رسول الله r وليرتفع عن السفاسف والمهازل ويفهم حقيقة الدين ويتحرر من أدران الجهل والضلال .

2 – الزيارة الشركية :

الشرك دعوة غير الله أو دعوته ودعوة غيره معه أو صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله جل وعلا : كالذبح والاستعانة والدعاء والاستغاثة ؛ فمن قصد قبور الأولياء من أنبياء الله ورسوله والصالحين من خلقه لقصد الاستغاثة والاستعانة وقضاء الحاجات أو تفريج الكربات ونحو ذلك فهو واقع في الشرك الأكبر الصريح الذي يعد فاعله ومعتقد جوازه كافرا بالله العظيم وإن مات على هذه الحالة فهو مخلد في النار والجنة عليه حرام قال الله تعالى : { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ }

وزيارة القبور لهذه المقاصد توجد في كثير من البلدان المنتسبة إلى الإسلام ، وذلك بسبب الغلو في القبور والاعتماد على أمور حصل بسببها التلبيس على كثير من الناس منها أن الولي له مكانة عند الله فهو بمثابة الواسطة والشفيع ، وقد أنكر الله على المشركين حينما تعلقوا بمثل هذه المبررات الواهية قال تعالى : { أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } فحكم عليهم بالكذب والكفر بسبب شبهتهم الواهية) (7)

قال شيخ الإسلام:" وأما الزيارة البدعية: فمن جنس زيارة اليهود والنصارى، وأهل البدع، الذين يتخذون قبور الأنبياء والصالحين مساجد، وقد استفاض عن النبي r في الكتب الصحاح وغيرها أنه قال عند موته: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا). قالت عائشة – رضي الله عنها – : ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يُتخذ مسجدا. وثبت في الصحيح عنه r أنه قال: (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك) فالزيارة البدعية مثل قصد قبر بعض الأنبياء والصالحين للصلاة عنده أو الدعاء عنده، أو به، أو طلب الحوائج منه، أو من الله تعالى عند قبره، أو الاستغاثة به، أو الإقسام على الله تعالى به، ونحو ذلك هو من البدع التي لم يفعلها أحد من الصحابة، ولا التابعين لهم بإحسان ولا سن ذلك رسول الله r ولا أحد من خلفائه الراشدين، بل قد نهى عن ذلك أئمة المسلمين الكبار

يتبع.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس