عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2009, 01:24 AM   #4
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue


.
واعلموا أن زيارة المقابر على ثلاثة أنواع : شرعية ، وبدعية ، وشركية

فالشرعية : هي التي يقصد بها تذكر الآخرة ، والدعاء للميت ، واتباع السنة .

والبدعية : هي التي يقصد بها عبادة الله عند القبور ، كما يفعله جهلة الناس ، لظنهم أن للعبادة عندها مزية على العبادة في المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث النهي عن الصلاة عند القبور ، واتخاذها مساجد .

والشركية: هي التي يقصد منها تعظيم القبور ، ودعاؤها ، أو الذبح لها ، أو النذر لها، أو غير ذلك من العبادات التي لا تصلح إلا لله، فهذه حقيقة الشرك ، والأدلة عليه كثيرة جدا وقد تقدم بعضها .

والبناء على القبور بدعة ، وقد أرسل النبي r علي بن أبي طالب t، فأمره أن لا يدع قبرا مشرفا إلا سواه بالأرض ، وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي أنه قال : قال لي علي بن أبي طالب t: "إني لأبعثك على ما بعثني به رسول الله r: "أن لا أدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته" .
وقال الحكمي في معارج القبول (2/518): وكان الصحابة إذا أتوا قبره r صلوا وسلموا عليه فحسب كما كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه، وكذا التابعون ومن بعدهم من أعلام الهدى ومصابيح الدجى لم يذكر عنهم في زيارة القبور غير العمل بهذه الأحاديث النبوية وأفعال الصحابة لم يعدلوا عنها ولم يستبدلوا بها غيرها بل وقفوا عندها فهذه الزيارة الشرعية المستفادة من الأحاديث النبوية وعليها درج الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان إنما فيها التذكر بالقبور والإعتبار بأهلها والدعاء لهم والترحم عليهم وسؤال الله العفو عنهم فمن ادعى غير هذا طولب بالبرهان وأنى له ذلك ومن أين يطلبه بل كذب وافترى وقفا ما ليس له به علم بلى إن العلوم الشرعية دالة على ضلاله وجهله أو قصد الدعاء من الصلاة وغيرها أو الإعتكاف عند قبورهم أو نحو ذلك.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور : وأمَّا زيارة القبور المشروعة؛ فهو أن يسلم على الميت، ويدعو له، وهذا بمنزلة الصلاة على جنازته، كما كان النّبيّ r يُعَلِّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : «السلام عليكم أهل ديار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين مِنَّا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم» . وروي عن النّبيّ r أنه قال : «مَا مِن رجل يَمُرّ بقبر رجل كان يعرفه فيسلِّم عليه إلا رَدَّ الله عليه روحه حتى يَرُدَّ عليه السلام» . والله ـ تعالى ـ يُثيب الحي إذا دعا للميت المؤمن، كما يثيبه إذا صلَّى على جنازته؛ ولهذا نُهي النّبيّ r أن يفعل ذلك بالمنافقين؛ فقال عَزَّ مِن قَائِلٍ : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ } . فليس في الزيارة الشرعية حاجة الحي إلى الميت، ولا مسألته ولا توسله؛ بل فيها منفعة الحي للميت، كالصلاة عليه، واللهُ ـ تعالى ـ يرحم هذا بدعاء هذا وإحسانه إليه، ويثيب هذا على عمله؛ فإنه ثبت في الصحيح عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : «إذا ماتَ ابنُ ادم انقطع عملُه إلا من ثلاث ...»



سئل سماحة الشيخ العلامة: عبد العزيز بن باز رحمه الله:عن حكم الطواف بالقبور والحلف بأصحابها؟

فقال:" لا يجوز الطواف بالقبور، لا بقبر أبي الحسن الشاذلي، ولا بقبر البدوي، ولا بقبر الحسين، ولا بالسيدة زينب، ولا بالسيدة نفيسة ولا بقبر من هو أفضل منهم، لأن الطواف عبادة لله وإنما يكون بالكعبة خاصة، ولا يجوز الطواف بغير الكعبة أبدا، وإذا طاف بقبر أبي الحسن الشاذلي أو بمقامه يتقرب إليه بالطواف، صار شركا أكبر، وليس هو يقوم مقام حجة، ولا مقام عمرة، بل هو كفر وضلال، ومنكر عظيم، وفيه إثم عظيم. فإن كان طاف يحسب أنه مشروع، ويطوف لله لا لأجل أبي الحسن فهذا يكون بدعة ومنكرا، وإذا كان طوافه من أجل أبي الحسن ومن أجل التقرب إليه فهو شرك أكبر- والعياذ بالله - وهكذا دعاؤه والاستغاثة بأبي الحسن الشاذلي، أو النذر له، أو الذبح له، كله كفر أكبر -نعوذ بالله- وكذلك الحلف بأبي الحسن، وكذلك الحلف بالنبي، أو بالحسن، أو بالحسين، أو بفاطمة، أو بالكعبة، أو بالأمانة، أو الحلف بحياة فلان أو شرفه كله لا يجوز لأن الحلف بغير الله ممنوع وهو شرك أصغر، لقول النبي r (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) ولقول الرسول r: (من حلف بغير الله فقد كفر) وفي لفظ: (فقد أشرك) وفي لفظ آخر: (فقد كفر أو أشرك) ولقول الرسول r: (من حلف بالأمانة فليس منا) ولقوله r: (لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون)" (8)



- وقال فضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين: "ولم يرد عن النبي r، أنه كان يقرأ الفاتحة عند زيارة القبور، فالخير كل الخير في متابعة النبي r واتباع ما فعل واجتناب ما ترك مثلاً. وأما زيارة القبور للنساء فإن ذلك محرم لأن النبي r لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج، فلا يحل للمرأة أن تزور المقبرة هذا إذا خرجت من بيتها لقصد الزيارة، أما إذا مرت بالمقبرة بدون قصد الزيارة فلا حرج عليها أن تقف وأن تسلم على أهل المقبرة بما علمه النبي، r أمته، فيفرق بالنسبة للنساء بين من خرجت من بيتها لقصد الزيارة، ومن مرت بالمقبرة بدون قصد فوقفت وسلمت، فالأولى التي خرجت من بيتها للزيارة قد فعلت محرماً وعرضت نفسها للعنة الله U وأما الثانية فلا حرج عليها" )

(9)

تنبيه: يقول الرحالة بن جبير واصفاً البقيع أثناء زياراته : - إن البقيع الغرقد، واقع شرقي المدينة، تخرج إليه على باب يعرف بباب البقيع...وأول ما تلقى عن يسارك عند خروجك من الباب المذكور مشهد صفية عمة النبي - وأمام هذه التربة قبر مالك بن أنس الإمام المدني رضي الله عنه، وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء...وتليها روضة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، والحسن بن علي رضي الله عنه، وهي قبة مرتفعة في الهواء على مقربة من باب البقيع المذكور وعن يمين الخارج منه. ورأس الحسن رضي الله عنه إلى رجلي العباس رضي الله عنه. وقبراهما مرتفعان عن الأرض متسعان مغشيان بألواح ملصقة أبدع إلصاق، مرصعة بصفائح الصفر ومكوكبة بمسامير على أبدع صفة وأجمل منظر. وعلى هذا الشكل قبر إبراهيم ابن النبي - . ويلي هذه القبة العباسية بيت ينسب لفاطمة بنت رسول الله - يعرف ببيت الحزن..

استمرت هذه القبب والأضرحة باقية يفتتن بها المسلمون حتى جاءت الدعوة الإصلاحية وهي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حيث أزال أئمة هذه الدعوة هذه القباب والأضرحة لنهي النبي - الصريح عن ذلك كما سبق، ولأنه وسيلة للشرك الذي وقع كما أخبر به النبي - وحذر منه" )(10)

- قال شيخ الإسلام – رحمه الله – : ( ولهذا لم يستحب علماء السلف من أهل المدينة وغيرها قصد شيء من المزارات التي بالمدينة وما حولها بعد مسجد النبي r إلا مسجد قباء لأن النبي r لم يقصد مسجدا بعينه يذهب إليه إلا هو ) (11)

- وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – بعد أن ذلك المواضع التي يشرع زيارتها في المدينة : ( أما المساجد السبعة ومسجد القبلتين وغيرها من المواضع التي يذكر بعض المؤلفين في المناسك زيارتها فلا أصل لذلك ولا دليل عليه والمشروع للمؤمن دائما هو الاتباع دون الابتداع ) (12)

وقال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين حفظه الله : ( ليس هناك شيء يزار في المدينة سوى هذه: زيارة المسجد النبوي ، زيارة قبر النبي r ، زيارة البقيع ، زيارة شهداء احد ، زيارة مسجد قباء ، وما عدا ذلك من الـمزارات فإنه لا أصل له ) (13)

هذه البحوث مقتبسة من رسالة آداب المدينة في ضوء الكتاب لوليد بن صقر الحميدي.


.


 

رد مع اقتباس