|
التوجيه والارشاد الجمعي من خلال المجموعات الصغيرة
يعد التوجيه والارشاد الجمعي من أساليب التوجيه والارشاد الرئيسة ويأتي في المرحلة الثانية بعد الارشاد الفردي الذي يتمثل في المقابلة الارشادية الفردية وفي دراسة بحث الحالة الفردية -اذا لم يتفوق عليه - .. والفارق بين كل من الأسلوبين في ان الارشادي الفردي يركز على مشكلة فرد واحد بينما يركز الارشاد الجمعي على عدد من الافراد.. يطلق على هذا العدد بالجماعة الارشادية وقد يكثر فيها العدد حيث يصل الى عشرين أو أكثر من ذلك وقد يقل العدد ليصل الى أقلّ من ذلك بكثير.. وهذا ما يطلق عليه بالجماعة الصغيرة ..فقد يكون العدد على سبيل المثال.. من اثنين الى عشرة أفراد.. ويمكن تطبيق بعض الاستراتيجيات والأساليب المستخدمة في الجلسات الجماعية عموما ..كعمل خطة عمل للجلسات الجماعية ..عددها ..مواعيدها ..زمن كل جلسة فيها ..موضوعاتها " المشكلات التي تتم مناقشتها"..عدد المشاركين فيها ..تحديد من يقود الجلسات من المشاركين فيها ..المكان المعد لتنفيذ هذه الجلسات" فقد تكون في مكتب المرشد ..أو غرفة مصادر التعلم ..أواحدى قاعات المدرسة ..تقسيم الجلسات وتحديد مواعيدها على أن تكون الجلسة الاولى للتعارف وطرح أولويات المشكلة .. والثانية لمناقشة المشكلة وتأثيراتها ومضاعفاتها على المشاركين .. والجلسة الثالثة لمناقشة احد نشاطات الجلسات المتعلقة بالمشكلة كعمل نشاط منزلي على شكل واجب منزلي أو كتابة تقرير حول المشكلة المعنية وما يطرح حولها من رؤى ووجهات نظر وحلول .. والجلسة الرابعة تخصص لمشاركة ضيف ذي علاقة بموضوع المشكلة على سبيل المثال: كاستضافة طبيب مختص في الصدر والباطنية لمناقشة مشكلة التدخين او طبيب نفسي لمناقشة مايتعلق بمشكلة الادمان والمخدرات او باختصاصي اجتماعي أو نفسي لمناقشة المشكلات الأسرية والشخصية والعاطفية أو مختص في التوظيف من الخدمة المدنية او الغرف التجارية والصناعية او الموارد البشرية أو التدريب الفني والمهني لمناقشة بطالة الشباب وكيفية استثمار وقت الفراغ ..أما الجلسة الخامسة فتستثمر في طرح الحلول والمعالجات من خلال ما يتوفر من خيارات وبدائل مطروحة .أما الجلسة السادسة وقد تكون الأخيرة فتطرح فيها المقترحات والتوصيات وتمثل ما تم الاجماع عليه من قبل المشاركين على ان يتعهدوا جميعا بتنفيذ ماتوصلوا اليه عمليا .. ووضع حفل "شاي "ختامي مصغر يترجم نجاحهم في الجلسات وعزمهم الأكيد على معالجة المشكلة جماعيا من خلال قناعاتهم ورؤاهم في أجواء عابقة يملؤها البشر والانشراح .
يمكن مناقشة العديد من المشكلات المدرسية والاجتماعية والشخصية في هذه الجلسات ومنها مايتعلق بالتأخر الدراسي والرسوب والتسرب والغياب عن المدرسة والتفكك الاسري والعزلة والخجل والكآبة والقلق والتدخين والتعاطي وسلوك العدوان والتخريب والاحباط والتردد والاستعراضية وغيرها.
تتميز جلسات الارشاد الجمعي من خلال المجموعات الصغيرة بالتركيز على مشكلات الافراد من خلال الجماعة الارشادية التي تكونت لدراسة مشكلة أو أكثر يشترك فيها أفراد الجماعة حيث يتوفر فيها الأمن الاجتماعي والخبرة والمسايرة لجميع الافراد المشاركين ... ومن خلال هذا الاسلوب الميداني تتم معالجة بعض المشكلات التي يعانون منها الطلاب بيسر وسهولة ومهنية ملموسة ..
دعوة مفتوحة لزملائنا المرشدين الطلابيين بتطبيق جلسات الارشاد الجمعي في الميدان بطريقة تطبيقية اجرائية سيلمس أثارها وفوائدها ابناؤنا الطلاب ..المهم أن نحاول أولا .. ونجرب ثانيا .. ونطبق ثالثا ..وبعدها نتساءل كم احرزنا من نتائج ايجابية ومخرجات تربوية ..؟؟ .
|